عندما يفكر الفرد في الشغف، عادة ما تكون فكرة القوة الدافعة أو الحركة هي المسيطرة، وإنه الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص يستمر بغض النظر عن العقبات التي تواجهه.
الشغف وأهميته للصحة النفسية
الشغف هو عاطفة يجب التصرف بناءً عليها، بدون فعل لا ينتج عن الشغف نتائج جديرة بالاهتمام، والشغف يدفع الشخص خلال الأوقات الصعبة؛ لأنه لا يهتم بما يتطلبه الأمر ليصبح الشخص أفضل، والجميع لديهم القدرة على خلق أي نوع من الحياة التي يريدها. وإن عثور الشخص على ما هو شغوف به تعتبر رحلة بحد ذاتها، ولا يشعر الشخص بالإحباط إذا كان لا يشعر بأنه يعرف حتى الآن.
زيادة الثقة بالنفس
في كثير من الأحيان عندما لا يعيش الشخص شغفه، فإنه يعيش الحياة التي يعتقد أنها مقبولة لدى الآخرين، وسيعاني من فقدان ثقته بنفسه عندما يستسلم لضغوط المجتمع وأصدقائه وعائلته؛ لأن الشخص يجبر نفسه على القيام بشيء لا يهمه كثيرًا، ومن المحتمل أن يكون هناك سبب وجيه لذلك، لذلك عندما لا يعمل الشخص ضمن نقاط قوته واهتماماته، سيكون أداؤه دون المستوى.
خفض مستويات التوتر
تعد ضغوط العمل المصدر الرئيسي للتوتر بالنسبة للبالغين، وهو مرتبط بزيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والاضطرابات الأخرى، والذين يعيشون شغفهم لديهم دافع داخلي يساعد على تحقيق التوازن في وضعهم، نتيجة لذلك سيكون لديهم على الأرجح مواقف مرهقة تأتي وتذهب، ومثال على ذلك هو أن لدى الشخص ثلاثة مشاريع مهمة يجب إكمالها في نفس اليوم، بعد ذلك، يشعر الشخص بالتوتر حتى انتهاء اليوم.
والذين لا يمارسون شغفهم عادة لا يستمتعون بعملهم ويجدونها مرهقة يوماً، فإن الاستيقاظ وارتداء الملابس والقيادة إلى العمل يجهدهم.
الوفاء في العمل
على الرغم من أنه قد يكون هناك القليل من عدم اليقين في كيفية تعريف الشخص لشغفه، ولا يمكن للشخص التقليل من قيمة محبته لما يفعله، ومن خلال متابعة الشخص شغفه، سيشعر بالرضا في عمله، ولن يشعر بعد الآن بالحاجة إلى الاستماع الكتب الصوتية أثناء العمل في محاولة لملء هذا الفراغ غير المكتمل، وسيستمتع الشخص بفرحة عيش شغفه بدلاً من التخطيط ليعيش شغفه، ولا يوجد شيء أكثر إرضاءً من فعل ما تم استدعاء الشخص للقيام به.
إتقان التوازن بين العمل والحياة
عندما يتابع الشخص شغفه، تكون حياته في توازن دائم، ولا يبدو عمله وكأنه وظيفة؛ لأنه سيفعل ذلك مجانًا.
عدد أقل من الندم في وقت لاحق في الحياة
على الشخص تخيل كيف ستكون حياته إذا كان يسعى وراء كل أحلامه وشغفه، وتخيل إذا صادف ذلك الشخص صديقه وكان عليه أن يشرح له سبب عدم السعي وراء الشغف، هذه هي المحادثة الواقعية التي يجريها معظم الناس عندما يكون الوقت قد فات، على الشخص أن يجازف ويراهن على نفسه، حتى لو لم ينجح الأمر تمامًا كما كان يتمنى، فسيكون أفضل له.
النمو الشخصي
السبب الذي يجعل معظم الناس لا يعيشون شغفهم هو عدم اليقين المحيط بشغفهم، وقد تكون لديه شكوك بشأن قدرته على النجاح ماليًا أو مهنيًا أو حتى عاطفياً.
في بعض الأحيان، الشخص محق في التفكير بهذه الطريقة، هذا لا يعني أنه يجب أن يقبل هذه الحقيقة وأن لا يفعل شيئًا حيالها، بدلاً من ذلك، على الشخص ممارسة بعض الوقت في تحسين مجموعات المهارات المطلوبة لتحقيق شغفه.
الجذب الإيجابي
عندما يعيش الشخص حياته ويتبع شغفه، سيجذب الأشخاص ذوي التفكير المماثل، ومن المحتمل أن تهرب بعض الناس عندما يسعى الشخص وراء شغفه بطريقة خاطئة، فإن الناس لا يحبون التغيير وعند التغيير، يمكن أن تتغير علاقات الشخص، وعلى الشخص أن لا يدع هذا شيء يعيقه، ويرتبط نمو الشخص برغبته في متابعة المعتقدات التي ستمكنه من تحقيق هدفه.
في النهاية يمكن القول بأن الشغف وهو عبارة عن ميل شخصي قوي تجاه نشاط محدد، ويعمل الفرد على استثمار وقته وجهده كله به، وذلك نتيجة اليقين الكامل بهذا النشاط والحب الكبير له، وتكمن أهمية الشغف في ممارسة الشخص أعمال وأنشطة معينة تساعد في تكوين المعالم الرئيسية لهويته بشكل أو بآخر.
هذا بالإضافة إلى أنه مع ارتفاع الشعور بهذا الشغف يصبح جزء لا يتجزأ من هوية الشخص، دائمًا ما يتم سماع مقولة افعل الأشياء بحب أو لا تفعلها، والتي يتضح فيها أهمية الشعور بالشغف نحو كل عمل مهما كان، ويترتب على الفرد القيام به.
وفي النهاية يعتبر الشغف هو المحفز لكل شيء، الشيء الذي يجعل من خسره يكون قد خسر الرغبة والحماس نحو العديد من الأمور الهامة والضرورية، كما أنه الوقود القادر على تحريك الشخص لتحدي أي تحديات تواجه في سبيل تحقيق كافة ما يرغب فيه.