الصحة النفسية وعلم النفس العصبي

اقرأ في هذا المقال


بالرّغم من التقدُّم الذي قام بتحقيقه هذا العلم على مستوى مراكز البحث في العالم، إلّا أنّه ما زال يلتمس خطاه في بلداننا العربية، ما زال يحتاج هذا العلم إلى تعاون وتكاتف كل المهتمين بذلك، يهدف علم النفس العصبي إلى فهم طريقة تأثُّر السلوك والإدراك على أداء الدماغ، يهتم بتشخيص وعلاج الاضطرابات العصبية المؤثرة على السلوك والإدراك.

علم النفس العصبي والصحة النفسية

تدخل الصّحة النفسية وعلم النفس العصبي في علوم المعرفة الجديدة، التي بدأت تأخذ النجومية بعد السلوكية، فهي علوم تتضمن العديد من الفروع التي تتكامل بكل ما يميزها، تتكون من حوالي 18 فرع من بينهما على الأقل، مثل علم تشريح الأعصاب وعلم وظائف الأعصاب وبيولوجيا الأعصاب الخلوية والجزيئية، كذلك بيولوجية الأعصاب الوراثية وبيولوجيا الأعصاب التطورية وكيمياء الأعصاب وعلم النفس التجريبي وعلم الأعصاب الحسابي وغيرها من العلوم.

إنّ الحدود بين جميع الفروع اصطناعية بحد كبير، حيث إنّ التدخل والتكامل القاعدة الأساسية، إذ تتحرك المفاهيم العامّة والمناهج والباحثين بسهولة ويسر بينها، فهي تندمج بالمكونات الموحدة لعلم الأعصاب الحديث، لهذا فقد أصبح من النادر أن يبقى مجال من مجالات البحث في علم النفس والصحة النفسية بمعزل عن هذه الثورة المعرفية الجديدة وعلوم الأعصاب المعاصرة، التي تبشر بنتائج واعدة في فهم الآليات الحيوية للسلوك الإنساني.

يمكن القول أنَّ الدماغ البشري شيء فريد في الكائنات الحيّة سواء كبُنية أو كمنظومة وظائف، فروابطه ودينامياته ونمط أدائه لوظائفه وعلاقته بالجسم والعالم، لا تشبه أي شيء آخر صادفه العلم حتى الآن، يتضمن الدماغ على ما يقارب 30 مليار خلية ومنها 10 مليارات في القشرة الدماغية، كذلك يتضمن ما يزيد عن مليون مليار وصلة عصبية، بالتالي فإمكانات التواصل العصبي بين داراته هي ذات طبيعة فلكية من حيث كمِّها.

إنَّ الدِّماغ ينمو عن طريق التواصل والتشبيك المستمرين وغير المستقرِّين، ذلك تبعاً لمختلف المثيرات والخبرات، تتصف وتتميز هذه التوصيلات بالتعقيد والتنوع الشديدين من خلية إلى أُخرى، فإذا أخذنا بالحسبان كمية الخلايا واحتمالات التوصيل بينهما وتنوع الخبرات البشرية، كذلك ما تتعرض له من مثيرات ومؤثرات؛ لاتضحت فرادة الدماغ عند كل إنسان عن سواه.


شارك المقالة: