الضرورة في المسؤولية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتطلب الضرورة في المسؤولية في علم النفس من الأفراد مقارنة الوسائل المتاحة لتجنب التهديد الذي يقعون به، وترتيبها وفقًا لبعض المعايير الأخلاقية ذات الصلة واستخدام الوسائل التي يفضلها الأفراد، التي تتمثل بوجوب أن نصنف الخيارات الدفاعية وفقًا لضررها، حيث تقتضي الضرورة من الأفراد استخدام أقل الوسائل ضرراً لتفادي الحالات الخطيرة والنتائج السلبية للمسؤولية التي تقع عليهم.

الضرورة في المسؤولية في علم النفس

تتمثل الضرورة في المسؤولية في علم النفس بجميع السلوكيات التي تعتبر مطلوب من الفرد القيام بها للدفاع عن النفس في المواقف التي تتطلب ذلك؛ وذلك للوصول لنتائج نسبية من التهديد أو الضرر الذي يتعرض له الفرد، فإذا كان من المسموح للفرد القيام بسلوكيات معينة ولو كانت سلبية فلا يُسمح له بذلك إلا بالدفاع الضروري، فيجب أن يكون هذا السلوك السلبي ضروريًا لتجنب المسؤولية المتوقعة من هذا الفرد.

لكن تفترض الضرورة في المسؤولية في علم النفس أن يبحث الفرد عن أخف سلوكيات ضررًا والقيام بها حيث أن الأضرار التي يكون الشخص مسؤولاً عنها تعتبر أقل من الأضرار التي لا يكون الشخص مسؤولاً عنها؛ نظرًا لأنه يكون في موقف يعبر به عرضة للضرر الدفاعي مع استبعاد المصالح المتعلقة بمصالح أي طرف موجود في هذا الموقف بالإضافة إلى مصالح أي من الأفراد المتفرجين.

تتطلب الضرورة في المسؤولية في علم النفس من الأفراد المدافعين استخدام الخيار الدفاعي الذي يسبب أقل ما يمكن ضرر محسوم من الناحية الأخلاقية، لكي تكون معقولة يجب أن يقتصر قيد الضرورة على مقارنة البدائل المتاحة بالفعل للشخص المدافع، حتى لو كان هذا لا يجعل إيذاء الأشخاص غير ضروري إذا لم يكنوا خبيرين للسلوكيات التي نقوم بها ونتائجها.

تعتبر الضرورة في المسؤولية في علم النفس حساسة أيضًا للاحتمالات المختلفة لنجاح الخيارات الدفاعية المختلفة، من خلال وضع العديد من الاقتراحات التي تتعلق بالسلوك الذي نفكر بالقيام به تجاه ما يقابلنا من مواقف تتطلب التصرف بعقلانية والتفكير بأقل هذه الاحتمالات من السلوكيات ضررًا، لكن حدسنا قد يتغير مع زيادة فرص نجاح الأقل ضررًا.

العلاقة بين الضرورة والمسؤولية في علم النفس

تعتبر العلاقة بين الضرورة والمسؤولية متنازع عليها حيث يجادل علماء النفس المهتمين بالنظريات الداخلية أو الذاتية، بأن الشخص يمكن أن يكون مسؤولاً فقط عن أقل الوسائل ضرراً لتجنب التهديد، من وجهة النظر هذه فإن للمسؤولية قيود ضرورة داخلية؛ نظرًا لأن الفرد يمكن أن يتجنب الأذى باستخدام أكثر الوسائل إمكانية لهذا، حيث لا يمكن فعل أي شيء لتجنب تهديد الخصم للفرد وبالتالي لا يمكن أن يكون الخصم عرضة للضرر الدفاعي.

من مزايا النزعة الداخلية للعلاقة بين الضرورة والمسؤولية في علم النفس أنها تلتقط الخطأ البديهي للقوة غير الضرورية، ومن عيوبه أنه يشير ضمناً إلى أنه حتى الأفراد المذنبين قد يؤذون غيرهم في الدفاع المضاد، إذا استخدموا القوة غير الضرورية ضدهم، وإذا لم يكن الفرد مسؤولاً عن ضرر دفاعي، فإن أي ضرر يعاني منه يكون غير عادل.

يجادل علماء النفس بأن النزعة الداخلية يمكن أن تتجنب الاستنتاج الذي يتمثل في كل فرد مسؤول أخلاقيًا أكثر من الشخص المقابل له لحقيقة أن شخصًا ما يجب أن يعاني من ضرر جواز الضرورة في المسؤولية في علم النفس، لكن من غير الواضح لماذا يعتبر شخص محدد أكثر مسؤولية عن هذه الحقيقة؛ لأنه اختيار المنافس المسؤول هو الذي يجعل الضرر أمرًا لا مفر منه.

النظريات الخارجية للضرورة في المسؤولية في علم النفس

ترى وجهة النظر الخارجية القياسية للضرورة في المسؤولية في علم النفس أن مسؤولية الشخص تحددها حقائق عنها وما فعلته، وليس أي حقائق حول الخيارات الدفاعية المتاحة للمدافعين؛ نظرًا لأن كلا من الأطراف التي تمثل الموقف يشكل تهديدات غير عادلة للمنافس لها، فإن كل منه هذه الأطراف عرضة للقوة الدفاعية، وهذا يشير إلى أن الشخص المنافس لهم لا يخطئ عند القيام بأي تصرف دفاعًا عن النفس.

النظريات الخارجية للضرورة في المسؤولية في علم النفس تعني التناسب، وبناءً على هذا الرأي يمكن أن يتعرض المرء لضرر ليس أقل الوسائل ضررًا لتلافي التهديد، بشرط أن يكون الضرر وسيلة لدرء التهديد ومتناسبًا مع الطرق المضمونة، ويعتبر وسيلة لتجنب التهديد الذي يمثله، ويتناسب مع إنقاذ الموقف.

تكافح وجهات النظر الخارجية للضرورة في المسؤولية في علم النفس من أجل فهم الحدس القائل بأنه حتى الأشخاص المسؤولين يتعرضون للظلم من خلال تعرضهم للأذى دون داع عن قصد، حيث يمكن للأفراد من خلال النظريات الخارجية أن يمنحوا فقط أن القوة غير الضرورية خاطئة بشكل غير شخصي، وأن المسؤولية تعتبر كل الأشياء غير مسموح به في ضوء هذا الخطأ غير الشخصي.

في النهاية نجد أن:

1- الضرورة في المسؤولية في علم النفس تعبر عن التصرفات التي يضطر الشخص للتفكير أن يقوم بها في المواقف التي تتطلب منه ذلك للدفاع عن النفس.

2- حيث تتضمن الضرورة في المسؤولية في علم النفس بعض الشروط وأهمها التفكير في الاحتمالات المتوقعة واختيار أقلها ضررًا للقيام بها.

المصدر: علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017تحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد اللهظواهرية الإدراك، موريس مرلوبونتي، 2011الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009


شارك المقالة: