العقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


الطريقة المهمة التي يمثل بها العالم جون راولز الأسس الاجتماعية العميقة لمبادئ العدالة هي التركيز على البنية الأساسية للمجتمع المتمثلة في العقلانية، حيث يقول راولز إن التفكير الأول للعدالة هو المعايير التي تنظم العقلانية الأساسية التي تشكل القاعدة الأساسية للموقف الأصلي.

العقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

يجادل العالم جون راولز أنه في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي فإن الإطار المعقول هو العقلانية، إنه يعني أن البروتوكول الاختياري هو حالة يكون فيها الاختيار العقلاني للأطراف خاضعًا لقيود معقولة أو أخلاقية أي بمعنى عقلانيين في خيارهم واتفاقهم، التي لديهم مفاهيم مختلفة للعقلانية العملية فيها.

يسعى العالم جون راولز إلى دمج تفسير غير مثير للجدل نسبيًا للعقلانية في الموقف الأصلي، وهو تفسير يعتقد أن أي تفسير للعقلانية العملية سيؤيده على الأقل باعتباره ضروريًا على الأقل لاتخاذ قرار عقلاني، ثم توصف الأطراف بأنها عقلانية بالمعنى الرسمي الذي يميز نظريات الاختيار العقلاني والاجتماعي، أي إنهم يتمتعون بالحيلة ويتخذون وسائل فعالة لتحقيق غاياتهم، ويسعون إلى جعل تفضيلاتهم متسقة.

كما أنهم يتخذون مسار العمل الذي من المرجح أن يحقق غاياتهم في تساوي الأشياء الأخرى، ويختارون مسارات العمل التي ترضي أكثر وليس أقل من أغراضهم، حيث يسمي راولز مبادئ الاختيار العقلاني في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي هذه بمبادئ العد.

بشكل عام بالنسبة للأشخاص العقلانيين في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي، يمكنهم عند التفكير في صياغة أي تصور لمصلحتهم، أو لقيمهم وأغراضهم الأساسية وأفضل طريقة للحياة لأنفسهم للعيش في ضوء أهدافهم، حيث يتضمن هذا المفهوم أهدافهم الأساسية وطموحاتهم والتزاماتهم تجاه الآخرين ويستند إلى المعتقدات الأخلاقية والنفسية الواعية التي تمنحهم معنى لحياتهم.

من الناحية المثالية يفكر الأشخاص العقلانيين بعناية في هذه الأشياء وأهميتها النسبية، ويمكنهم ترتيب أهدافهم والتزاماتهم بشكل متسق في خطة عقلانية للحياة، والتي تمتد على مدى حياتهم، فبالنسبة لراولز ينظر الأشخاص العقلانيين إلى الحياة ككل، ولا يفضلون أي فترة معينة منها، بدلاً من وضع خططهم العقلانية فهم مهتمون بنفس القدر بجودتهم المستقبلية في كل جزء من حياتهم.

خصائص العقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

يتسم الأشخاص العقلانيين من خلال الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بالحكمة فهم يهتمون بمصلحتهم المستقبلية، وبينما قد يقللون من أهمية الأغراض المستقبلية بناءً على تقييمات الاحتمالات، فإنهم لا يستبعدون تحقيق أهدافهم المستقبلية لمجرد أنهم في المستقبل، حيث ان هذه الأهداف والقناعات والطموحات والالتزامات الأساسية هي من بين الدوافع الأساسية للأطراف في الموقف الأصلي.

يعتبر العقلانيين في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي غير مهتمين ببعضهم البعض، بمعنى أنهم لا يهتمون بمصالح بعضهم البعض، هذا لا يعني أنهم عمومًا مهتمين بأنفسهم أو أنانيين، غير مبالين برفاهية الآخرين، حيث يهتم معظم الناس ليس فقط بسعادتهم أو رفاهيتهم بل بسعادة الآخرين أيضًا، ولديهم جميع أنواع الالتزامات تجاه الآخرين، بما في ذلك الأغراض الأخرى المتعلقة بالخير، والتي تشكل جزءًا من مفاهيمهم عن الخير.

ولكن في الموقف الأصلي نفسه لم يكن لدى بعض الأفراد دافع إيثاري لإفادة بعضهما البعض، بصفتهما أطرافًا متعاقدة أو متنافسه بشكل عقلاني، أي إنهم يحاولون بذل قصارى جهدهم لأنفسهم ولأولئك الأشخاص والأسباب التي يهتمون بها فقط، والعمل على تعزيز مصالح المستفيدين الذين يمثلونهم، لا يمكن لهؤلاء الأفراد التضحية برفاهية المستفيدين الذين يمثلونهم لصالح الأفراد الآخرين، وإذا فعلوا ذلك فسيكونون مهملين في واجباتهم.

ربما يكون من أجل معالجة النقد الشائع بأن الأفراد في الموقف الأصلي مهتمين بأنفسهم الذي تقوله العقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بشكل متزايد في الأفكار اللاحقة أنه يجب أن نتخيل أن الأطراف هم ممثلون أو أمناء لمصالح أفراد آخرين، ونسعى إلى بذل قصارى جهدنا قدر المستطاع للأفراد المعينين الذين يمثلهم كل موقف محدد.

المعقولية والعقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي

كما يعني عدم الاهتمام المتبادل بين الأطراف عدم تحركهم عن طريق الحسد أو الحقد تجاه بعضهم البعض مثلًا أو تجاه الآخرين بشكل عام، وهذا يعني أن الطرفين لا يجتهدان في أن يكونا أغنى أو أفضل حالًا من الآخرين لمصلحتهما.

بالتالي لا تضحي بالمزايا لمنع الآخرين من امتلاك أكثر مما لديهم، وبدلاً من ذلك فإن كل طرف في الموقف الأصلي لديه الدافع للقيام بما يستطيع أو يمكنه بشكل مطلق في تعزيز الإنجاز الأمثل للأغراض العديدة التي تشكل تصورًا للصالح، بغض النظر عن مقدار أو قلة الآخرين.

على الرغم من أن الأطراف ليست مدفوعة بالإحسان أو حتى الاهتمام بالعدالة، إلا أنها لا تزال تتمتع بالقدرة على المعقولية والشعور بالعدالة في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي، حيث يميز راولز بين متطلبات العقلانية والمعقولية وكلاهما يعتبر جزء من التفكير العملي حول ما يجب علينا القيام به في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي.

يتعلق مفهوم العقلاني بمصلحة الإنسان لذلك يشير راولز إلى روايته عن الخير على أنها الخير كعقلانية، أي خير الشخص بالنسبة إلى راولز هو الخطة العقلانية للحياة التي سيختارها في ظل ظروف افتراضية للعقلانية التداولية، حيث توجد معرفة كاملة بظروف الفرد وقدراته واهتماماته، بالإضافة إلى معرفة احتمالات النجاح في البديل، وقد ينجذب المرء إلى خطط الحياة.

من ناحية أخرى يتعلق المعقول في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي بمفهوم الصواب والتي تشمل الواجبات الأخلاقية الفردية والمتطلبات الأخلاقية للحق والعدالة المطبقة على المؤسسات والمجتمع، ومنها فإن كل من العقلانية والمعقولية هما جانبان مستقلان من المنطق العملي لراولز في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي.

إنهم مستقلون في أن المعقولية والعقلانية لا يعتبر العدالة والمعقول مجرد مبادئ الحكمة التي يفيد الشخص الامتثال لها من أجل متابعة أهدافه بنجاح في السياقات الاجتماعية، على عكس أن الشخص غير الأخلاقي غير عقلاني، أو أن الأخلاق مطلوبة بالضرورة من خلال العقلانية، ومع ذلك فإن الشخص العقلاني الذي ينتهك المطالب المعقولة للعدالة غير معقول لأنه ينتهك المتطلبات الأخلاقية للتفكير العملي، وأن يكون عقلانيًا حتى لو لم تتطلب العقلانية.

وفي النهاية يمكن التلخيص أن:

1- العقلانية في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي تتمثل في طرق التفكير عند الأفراد عند الاهتمام بالعدالة الاجتماعية للحقوق والاستقلالية النفسية.

2- يعتبر الأشخاص العقلانيين في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي هم من يدافعون عن حقوقهم ومعرفة أوقات المنافسة الصحيحة وكيفية الفوز بالأهداف والطموحات النهائية.

3- تعتبر كل من العقلانية والمعقولية هما جانبان مستقلان من المنطق العملي في الموقف الأصلي للعدالة في علم النفس الاجتماعي.


شارك المقالة: