اقرأ في هذا المقال
- كيف يمكن لنا أن نميز بين التشجيع والمديح
- الفرق بين التشجيع والمديح
- أسباب تراجع سلوك الأطفال عند استخدام المديح بين حين وآخر
- كيفية تحقيق التوازن بين المدح والتشجيع
كيف يمكن لنا أن نميز بين التشجيع والمديح
كثيراً ما يظن الآباء أنهم يشجعون أبناءهم عندما يمدحونهم، غير مدركين أن المديح يقوم بإحباط الطفل، وعندما نقارن بين المديح والتشجيع نرى من اللحظة الأولى أنهما عملية واحدة، حيث كلاهما يركزان على السلوك الإيجابي.
بما أن مهارتي المديح والتشجيع تبدوان نفس العملية علينا كآباء التفريق بينهما، لأنهما لا يظهران نفس التأثير على سلوك أبنائنا، ولنفهم الفرق بينهما على الآباء فهم الهدف والتأثير الذي يتركه المديح على سلوك الأبناء مقارنةً بالتشجيع.
الفرق بين التشجيع والمديح
التفريق بين مهارتي المدح والتشجيع مهم للآباء في تربية أطفالهم، حيث يلعب كل منهما دورًا مختلفًا في تطوير الأطفال وتعزيز سلوكياتهم الإيجابية. فيما يلي توضيح للفروق بين المدح والتشجيع كما يفهمها الآباء:
المدح
التركيز على النتائج:
- التعريف: المدح غالبًا ما يركز على النتيجة النهائية أو الإنجاز الذي حققه الطفل. يسلط الضوء على جوانب معينة من الأداء.
- مثال: قول “أنت رائع لأنك حصلت على درجات عالية” أو “أنت أفضل لاعب في الفريق”.
التأثير النفسي:
- الإيجابية: يعزز الثقة بالنفس مؤقتًا من خلال تقديم شعور بالإنجاز والاعتراف.
- التبعية: قد يؤدي إلى اعتماد الطفل على موافقة الآخرين وتقديرهم بشكل دائم، مما قد يؤثر على استقلالية الطفل في اتخاذ القرارات.
الاستخدام المناسب:
- التقدير: يجب استخدامه لتقدير الجهد المبذول في تحقيق نتيجة معينة، ولكن بحذر حتى لا يصبح الاعتماد عليه عادة.
التشجيع
التركيز على الجهد والعملية:
- التعريف: التشجيع يركز على الجهد المبذول والعمل المستمر، بغض النظر عن النتيجة النهائية. يهتم بتقدير العملية التي قام بها الطفل.
- مثال: قول “أنت عملت بجد لتحسين مهاراتك” أو “أنت بذلت جهدًا كبيرًا في التدريب اليوم”.
التأثير النفسي:
- التحفيز الداخلي: يعزز الدافعية الذاتية والاعتماد على الذات. يشجع الطفل على الاستمرار في المحاولة وتحقيق التحسين الذاتي.
- الاستقلالية: يساعد الطفل على تطوير شعور بالاستقلالية والقدرة على التقييم الذاتي دون الاعتماد المفرط على التقدير الخارجي.
الاستخدام المناسب:
- الدعم المستمر: يُستخدم لتعزيز السلوكيات الإيجابية وتحفيز الطفل على مواجهة التحديات بثقة.
وبشكل عام يعتبر المديح نوع من المكافأة ويعتمد على التنافس، ويُمنح للفرد عندما يكون فائزاً أو يكون الأفضل، فالوالد الذي يمدح يقدم ضماناً كقوله “إن قمت بشيء جيد، فإنك سوف تحصل على جائزة ومكافأة التقدير والانتباه مني” بذلك فإن المديح يدفع الطفل لإنجاز هدف معتمد على المؤثرات والمعززات الخارجية أكثر من دوافع داخلية للإنجاز.
أما التشجيع يقوم على تقدير الجهد المبذول، ويقدر التحسن وإن كان صغيراً، وهو يعتمد على نقاط القوة والتميز في الطفل حيث يمكّنه الاعتماد على نفسه ليشارك وينفع نفسه والآخرين، فالآباء الذين يشجعون لا يهتمون بمقارنة الطفل مع غيره، بل يهتمون بمدى قبول الطفل لنفسه وتطوير قدراته ليواجه النتائج بشجاعة.
وبذلك التشجيع يقوم على مساعدة الطفل ليشعر بالثقة في نفسه، لذلك فهو عبارة عن مهارة لتطوير الطفل عن طريق الجهد الداخلي الذاتي الذي يبذله الطفل، ولذلك فهو يختلف عن المديح في أنه يُقدَم للطفل في حالة شعوره بالضعف، أو في إحساسه بعدم القدرة، أو عند مواجهته الفشل لشيء ما.
المديح بشكل عام يشبه العقاب في أنه وسيلة للسيطرة الاجتماعية، والمبالغة على الاعتماد على المديح يوَّلد لدى الطفل فكرة بأن مكانته تعتمد على رأي الآخرين وتقييمهم له.
إن الطفل الذي يساير الآباء الذي يتكل على رأي الآخرين يكون ناجحاً بشكل كبير في الحصول على هذا المديح، إلا أن المديح قد يلعب دوراً في إحباط هذا الطفل، فهو مستعد للمشاركة إذا كان هناك مديحاً، ولكن عندما يتوقف المديح، فإنَّ الطفل يتوقف عن إيجابيته.
كما يكون مقتنع بفكرة “أن لي مكاناً طالما أنني أُرضي الآخرين” تجعل الطفل يأخذ قرارات غير مقتنع بها، والأطفال المحبطون الذين يحملون هذه القناعة نادراً ما يستطيعون الوصول إلى المستوى الذي يطلبه الكبار، لذلك فهم لا يحصلون دائماً على المديح المطلوب، بالرغم من حصولهم على المديح من فترة لأخرى إلا أن سلوكهم يصبح أسوأ مما كان.
أسباب تراجع سلوك الأطفال عند استخدام المديح بين حين وآخر
- إن هؤلاء الأطفال مقتنعون أنهم يستحقون المديح والثناء بشكل مستمر، كما أن لديهم حاجة قوية ليثبتوا احتياجهم لهذا المديح.
- أنهم يشعرون بالخوف بأنهم لن يتلقوا المديح مرة أخرى، وذلك فهم دائماً يتساءلون “ما الذي يمكنني عمله للتأكد من الحصول على المديح مرة أخرى؟
كيفية تحقيق التوازن بين المدح والتشجيع
- التنويع: استخدام مزيج من المدح والتشجيع لتلبية احتياجات الطفل المختلفة حسب السياق والموقف.
- التركيز على التطور: تقديم المديح عند تحقيق إنجازات مهمة، واستخدام التشجيع لدعم الجهد المستمر والتطور الشخصي.
- الوضوح: تقديم تعليقات واضحة ومحددة للطفل ليفهم ما هو مطلوب لتحسين سلوكياته وأدائه.
باستخدام كل من المدح والتشجيع بطرق مناسبة، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تطوير الثقة بالنفس والدافعية الذاتية، مما يسهم في نموهم الشخصي والاجتماعي بشكل صحي ومستدام.