الملكية الفكرية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


توصف المُلكية الفكرية في علم النفس عمومًا بأنها مُلكية غير مادية وهي نتاج التفكير الأصلي، فعادة لا تحيط الحقوق بالكيان المجرد غير المادي، بدلاً من ذلك فإن المُلكية الفكرية تحيط بالسيطرة على المظاهر المادية أو تعبيرات الأفكار، حيث يحمي قانون المُلكية الفكرية مصلحة الذي الذي يُنشئ المحتوى في أفكاره من خلال تعيين وإنفاذ الحقوق لإنتاج والتحكم في النسخ المادية لتلك الأفكار.

الملكية الفكرية في علم النفس

تعتبر المُلكية الفكرية في علم النفس ذات تاريخ غني يعود إلى اليونان القديمة وما قبلها، مع حماية المصنفات الفكرية كان هناك تنقيح لما كان يتم حمايته في مناطق مختلفة، خلال نفس الفترة تم تقديم العديد من خيوط التبرير الأخلاقي للمُلكية الفكرية على وجه التحديد القائمة على الشخصية والنفعية، وكان هناك العديد من منتقدي المُلكية الفكرية.

على المستوى العملي يتم تدوين موضوع المُلكية الفكرية في علم النفس إلى حد كبير في قانون حقوق البحوث النفسية، والتفكير الإبداعي، وعلم النفس التنظيمي، وكذلك في الحقوق المعنوية الممنوحة للمؤلفين والمخترعين، على الرغم من أن أنظمة المُلكية هذه تشمل الكثير مما يُعتقد أنه ملكية فكرية، حيث إن هذه الأنظمة جنبًا إلى جنب مع بعض المذاهب العقلانية، توفر نقطة انطلاق ثرية لفهم المُلكية الفكرية.

الملكية الفكرية في مجال البحث النفسي

يعتبر مجال المُلكية الفكرية في مجال البحث النفسي هو الأعمال الأصلية للتأليف المثبتة في أي وسيط ملموس للتعبير عن الدراسات والبحوث التجريبية والمخبرية للباحثين وعلماء النفس، حيث أنها تشمل الأعمال التي قد تكون محمية بموجب حقوق الامتلاك لجميع الأفكار والمعلومات الخاصة بهذه البحوث؛ من أجل حماية شيء ما يجب تثبيته في وسيلة تعبير دائمة أو ملموسة.

في المُلكية الفكرية في مجال البحث النفسي يجب أن يكون العمل أصليًا ويجب أن يكون العمل من إنتاج المؤلف نفسه سواء الباحث النفسي أو عالم النفس، ولا يمكن أن يكون نتيجة النسخ، حيث لا تمتد حقوق الملكية الفكرية في مجال البحث النفسي إلى العبارات القصيرة أو العناوين أو الأسماء لأنها لا تحتوي على الحد الأدنى من حقوق التأليف المطلوبة بموجب هذا البحث الدراسي.

الملكية الفكرية في مجال علم النفس التنظيمي

موضوع قانون الأسرار التجارية غير محدود تقريبًا من حيث المحتوى أو الموضوع الذي قد يكون محميًا ويعتمد عادةً على تدابير خاصة، حيث أن الملكية الفكرية في مجال علم النفس التنظيمي هي أي معلومات يمكن استخدامها في تشغيل شركة أو مؤسسة أخرى وتكون ذات قيمة وسرية بدرجة كافية لتوفير ميزة اقتصادية فعلية أو محتملة على الآخرين.

لا يعد العمل الفكري سرًا إذا كان معروفًا بشكل عام داخل علم النفس التنظيمي، فعلى الرغم من أن حقوق الأسرار التجارية ليس لها انتهاء صلاحية مدمج، إلا أنها محدودة للغاية من ناحية مهمة واحدة؛ لأصحاب الأسرار التجارية في علم النفس التنظيمي الحقوق الحصرية لاستخدام السر فقط طالما تم الحفاظ على الملكية الفكرية في هذا المجال.

مبررات الملكية الفكرية في علم النفس

اتخذت الحِجَج المتعلقة بمبررات المُلكية الفكرية في علم النفس بشكل عام أحد الأشكال المتمثلة في نظريات الشخصية والنظريات النفعية والنظريات الأدائية وتبرير إنشاء المحتوى والوصول إليه، حيث يُؤكد منظرو الشخصية أن المُلكية الفكرية هي امتداد للشخصية الفردية، بينما يؤسس النفعيين المُلكية الفكرية في التقدم الاجتماعي والحوافز على الابتكار.

تُجادل النظرية الأدائية بأن الحقوق لها ما يبررها فيما يتعلق بالعمل والجدارة، بينما يحلل التبرير الأكثر حداثة إنشاء المحتوى والوصول إليه كشكل من أشكال معضلة السجين، على أساس الحكمة والمصلحة الذاتية لدينا كل سبب لتبني وتعزيز المؤسسات التي تحمي المصنفات الفكرية، في حين أن كل من خيوط التبرير هذه لها نقاط ضعفها إلا أن هناك أيضًا نقاط قوة فريدة لكل منها.

1- مبررات الملكية الفكرية القائمة على الشخصية

بدلاً من التركيز على الحوافز والنتائج أو العمل والجدارة، يجادل منظّر الشخصية بأن المُلكية الفكرية هي امتداد للشخصية الفردية، حيث يؤكد منظرو الشخصية أن الأفراد لديهم ادعاءات أخلاقية لمواهبهم ومشاعرهم وسماتهم الشخصية وخبراتهم، نحن أصحاب أنفسنا بهذا المعنى والسيطرة على الأشياء المادية والفكرية ضرورية لتحقيق الذات.

من خلال توسيع ذواتنا إلى الخارج خارج عقولنا وخلط هذه الذات مع العناصر الملموسة وغير الملموسة، فإننا نعرّف أنفسنا ونتحكم في أهدافنا ومشاريعنا، بالنسبة لنظرية الشخصية في تبرير المُلكية الفكرية يتطلب التفعيل الخارجي للإرادة البشرية مُلكية مهمة من خلال التحكم في الأشياء والتلاعب بها، والملموسة وغير الملموسة تتشكل في إرادتنا في العالم ونحصل على قدر من الحرية.

من وجهة نظر النظرية الشخصية قد يستخدم الأفراد المُلكية المادية والفكرية الخاصة بهم على سبيل المثال لحماية حياتهم الخاصة من التدقيق العام وتسهيل متابعة المشروع مدى الحياة، ففي بعض الحالات تصبح شخصيتنا مندمجة مع شيء ما، وبالتالي فإن الادعاءات الأخلاقية للسيطرة على المشاعر وسمات الشخصية والخبرات يمكن أن تتوسع لتشمل الأعمال غير الملموسة.

إن حق الإفصاح عند عرض العمل الفكري أمام الجمهور وفي حال عرضه على الجمهور، يستند إلى حيازة مبررة أو استحقاقات مسبقة على العمل المعني وخطأ الكلام الإجباري، حيث أنه من السمات المركزية لارتكاب الخطأ في انتهاك حقوق الإسناد والنزاهة أنه، في الحالة النموذجية يحدث نوع من التحريف أو الاحتيال.

2- المبررات القائمة على الحوافز النفعية للملكية الفكرية

من حيث التبرير عادة ما يتم تصميم الأنظمة للمُلكية الفكرية على أنها قائمة على الحوافز والنفعية، وبناءً على هذا الرأي فإن الشرط الضروري للترويج لإبداع المصنفات الفكرية القيمة هو منح مُلكية محدودة للأفراد في غياب ضمانات معينة، فقد لا يشارك هؤلاء الأفراد في إنتاج المُلكية الفكرية.

على الرغم من عدم ضمان النجاح من خلال منح هذه الحقوق إلا أن الفشل أمر لا مفر منه إذا كان أولئك الذين لا يتحملون أي تكاليف استثمارية يمكنهم الاستيلاء على الجهد الفكري للآخرين وإعادة إنتاجه، حيث ينتج عن اعتماد أنظمة حماية قدرًا مثاليًا من الأعمال الفكرية التي يتم إنتاجها، والمقدار الأمثل المقابل من المنفعة الاجتماعية.

من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن مسألة ما إذا كانت حماية المُلكية الفكرية تعزز السعادة أو الرفاهية البشرية بشكل كافٍ أم لا هي مسألة تجريبية، سواء أكانت حماية المُلكية الفكرية على سبيل المثال توفر حافزًا ينتج عنه بعض المخرجات المثلى لإنشاء المحتوى، فلا يمكن تسويته إلا من خلال النظر إلى الأدلة التجريبية.

3- مبررات النظرية الأدائية للملكية الفكرية

تبدأ مبررات النظرية الأدائية للملكية الفكرية كاستراتيجية مختلفة لتبرير الملكية الفكرية بالادعاء بأن الأفراد يحق لهم التحكم في ثمار عملهم، بشكل عام فإن الحدس هو أن الشخص الذي يزيل أي شيء غير مملوك إلا بالانخراط في هذه الأنشطة مثل العمل والإنتاج والتفكير والمثابرة، فالأفراد الذين يشاركون في هذه الأنشطة يستحقون ما ينتجون.

4- الملكية الفكرية ومعضلة السجين

يتمثل أحد الشواغل والقيود الرئيسية للمبررات التقليدية للمُلكية الفكرية التي تمت مناقشتها بالفعل في أن العديد من العلماء يرفضون الافتراضات الأولية اللازمة لتوليد الادعاءات الأخلاقية المرغوبة، على سبيل المثال سيرفض غير النفعيين الأسس النظرية للنفعية.

تعتبر معضلة السجين نوعًا مختلفًا من الحِجَة القائمة على الفردية والمصلحة الشخصية، حيث يتم ملاحظة أن هذه الحِجَة على الرغم من اهتمامها بالعواقب لا تركز على تعظيم رفاهية الإنسان أو ازدهاره، ففي لعبة معضلة السجين تعتبر أحادية اللعبة، يمكن لكل لاعب نسخ إبداع فكري للآخر أو لا.

في النهاية نجد أن:

1- الملكية الفكرية في علم النفس تعتبر من المواضيع المهمة التي تزودنا بأهمية أفكارنا كأشخاص انفراديين بتفكيرنا وتخطيطنا للوصول لهدف خاص بنا.

2- الملكية الفكرية في علم النفس تعبر عن الكثير من المجالات المهمة مثل البحوث النفسية بأنواعها، ومجال علم النفس التنظيمي التجاري.

3- هناك العديد من المبررات الخاصة بالملكية الفكرية في علم النفس والتي تتمثل بالمبررات الشخصية والمبررات النفعية والمبررات الأدائية ومعضلة السجين.

المصدر: المنطق وعلم النفس، مدحت عبد الرزاق الحجازي، 2020التشابك الكمي والعقل الباطن الجماعي، محمد مبروك أبو زيدالعقل الكمي، دكتور صبحي رجبتحولات السببية دراسة في فلسفة العلم، أفراح لطفي عبد الله


شارك المقالة: