تداخل الشخصية السادية مع أنواع أخرى من اضطرابات الشخصية

اقرأ في هذا المقال


اضطراب الشخصية السادية: هو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية يظهر المصاب به سلوك قاسي ومتحكم وعدواني ومهين للآخرين. تتمحور العلاقات للشخص المصاب اتجاه الآخرين بالقسوة فهو عديم العاطفة والاهتمام ويشعر بالمتعة بإلحاق الأذى والإهانه لهم.

تداخل الشخصية السادية مع أنواع أخرى من اضطرابات الشخصية:

أثبتت الدراسات أن هذا الاضطراب النفسي يتميز بأعلى نسبة من التشارك مع أنواع أخَرى من الاضطرابات النفسية بالرغم من وجوده أحياناً لدى أشخاص لا تظهر عليهم علامات إضطراب نفسي. ووجد هذا النوع من الاضطراب لدى المصابين باضطراب النرجسية والاضطراب المعادي للمجتمع. أثبتت البحوث وجود مستويات عالية من السادية لدى مدمني الكحول. أما الاضطرابات الاخرى التي تكون أحياناً تكون موجودة مع السادية فهي تشمل:

نتيجة الدرجة العالية من التشارك مع اضطرابات أخرى. واجهوا الباحثون صعوبة في التفريق بين هذا الاضطراب والأشكال الأخرى من اضطرابات الشخصية، خاصة أن هذا الاضطراب لم يعد موجود في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية السادية والنرجسية؟

في حين يميل صاحب هذه الشخصية لإلحاق الضرر بغيره من أجل متعته الخاصة، لا يفعل ذلك صاحب الشخصية النرجسية ولكن يتفق كلاهما في محاولة إخضاع الغير وتسخيره واستغلاله لأغراض شخصية صحيح أن النرجسي لا يستغل ويستمتع بالمعانة إلا أن الشخص السادي يستغل الآخرين ويستلذ بمعاناتهم.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية السادية والمعادية للمجتمع؟

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يعرف هذا الاضطراب بأنه أسلوب من عدم احترام حقوق الآخرين والتعدي عليها. بالرغم من توفر العديد من معايير التشخيص المشتركة بين الاضطرابين، مثل تجاوز القوانين والفشل في الالتزام بالمعايير الاجتماعية والخداع واستغلال الآخرين والعنف، لكن الغاية من ارتكاب هذه الأفعال يختلف بين التشخيصين، ذلك لأن الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية السادية يرتكبون الأفعال بشكل رئيسي للحصول على المتعة أو تحقيق السيطرة، بينما يرتكب الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هذه الأفعال بشكل أساسي لكسب الربح أو بسبب طبيعتهم العدوانية باستعمال آليات بدائية للتغلب على الضغوطات.

كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية السادية:

ليس من السهل التعامل مع هذه الشخصية، إذ يجب مواجهتها وعدم الاستسلام لها ويجب محاولة إحراج صاحب هذه الشخصية أمام الجميع حين يقوم بسلوك عنيف، خاصة إذا تمت مقاومة عنفه أمام من يحب، فهو يندهش حين يقوم أحد بمقاومته حتى وإن كان منفجرًا من الغضب، فيصاب وقتها بالشلل في التفكير ويهدأ فجأة. على عكس ما يظنه العديد منكم وهو يقرأ الأعراض الآنفة الذكر بأن صاحب هذه الشخصية قوي وشديد الثقة بنفسه، نجده في الواقع ضعيف وهش وسهل الانكسار ويتأثر بتوافه الأمور، لكن نقطة قوته في قدرته على الاحتفاظ بضعفه بينه وبين نفسه ونادراً ما يظهر ذلك للآخرين، مما يجعله يرى نفسه من منظور ينقص من شأنها ويحتقرها، الشيء الذي يعكسه ويفرغ في الآخر في محاولة لإسقاط ذلك الصراع النفسي والصورة الذاتية على الآخر من خلال إهانته وتعنيفه لفظياً.

يفسر البعض هذا التناقض في المواقف والتصرف بالقسوة والإهانة نتيجة النقص الذي يعاني منه الشخص المصاب وشعوره القوي بالضعف وانعدام ثقته نفسه قبل الآخر، في هذه الحالة يفضل رفع من معنويات الشخص السادي والثناء والتعزيز لما يقدمه في عمله مثلًا رغم عدم تمكنه وإتقانه له، في محاولة لتعويض  وترميم ذلك التصدع النفسي الذي ينظر للذات بأنها بلا قيمة وبلا أهمية حيث إنه نادراً ما يلجأ الشخص السادي للعلاج، لأنه عادة لا يدرك خطورة ما هي عليه شخصيته، إلا أن العلاج المعرفي السلوكي حاول معالجة هذا الاضطراب بالرجوع لمراحل نمو الشخصية وتعديل السلوك عن طريق التعريف بهذا السلوك وأبعاده ومخاطرة، ذلك أن العلاج المعرفي يعرف الاضطراب بأنه خطأ في البناء المعرفي مما يؤدي لانحراف في السلوك.

وخلاصة القول بأن هذه الشخصية ما هي إلا اضطراب وانحراف في السلوك لفظي أو نفسي. وذلك راجع إلى التعرض للاضطهاد والعنف والتهميش والتحقير مع انعدام الاهتمام في المراحل الأولى لنمو الشخصية ولا علاج نهائي له غير اغمار صاحب هذه الشخصية بمشاعر الحب والتعزيز والتقدير والثناء بهدف ترميم ذلك التصدع النفسي الذي تسبب في فقدان الثقة بالنفس وتحقيرها وإسقاط ذلك على تعاملاته مع الآخر.


شارك المقالة: