الحرية واجب إنساني على كل فئات المجتمع قبل أن تكون واجب إسلامي، خلقها الله تعالى في نفوس خلقه وجبَلهم عليها، وهي واجب على السائل والمسؤول، فالحاكم يطلب منه أخذ الرأي من الرعية وتنفيذه الشورة عن طريق الأخذ بها إذا كانوا الرعية على صواب، يطالب الإسلام بحرية الرأي للشخص البالغ والطفل الصغير، ويطالب الدين الإسلامي الحنيف بالحرية للأفراد والجماعات في كل المجالات الحياة ومع كل فئات المجتمع، تجاه المسؤول وتجاه عامة الناس، لقوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”صحيح مسلم.
حرية الطفل في الإسلام
هي الطريقة والوسيلة التي يمكن للطفل عبرها التواصل مع الآخرين من الناس، والتواصل معهم، وأي خلل لهذا التواصل، يجعل الطفل وكأنه يسكن في جزيرة وحيدًا عن باقي الكون الذي يحيط به، ويجعل الطفل في غاية من الصعوبة للتواصل مع الآخرين والحياة بشكل عام.
حرية التعبير للطفل في الإسلام
قد كلف الله تعالى الإنسان بالتعبير عن نفسة ورأيه، ودعا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى حرية الرأي للأطفال، فقد كان حريص على التوفير للأطفال المجال حتى يتمكنوا من التعبير عن رأيهم بكل صدق وصراحة دون الضغط عليهم من الوالدين أو أي طرف آخر، للحد من التعبير عن رأيه، ومن المعروف في الدين الإسلامي أنه ألا يحاسب الشخص إلا على الأفعال التي عملها تحت مجال حريته؛ فهو الذي يقوم بذلك بخلص حرية، وعلى الإنسان أن يتحمل نتائج تلك الاختيارات، فقد وفق الإسلام كمال الدين بكمال الحرية الرأي.
دعا الدين الإسلامي الحنيف على احترام رأي الطفل الصغير، ودعا الإسلام إلى أن يتركوا الأبناء ليفصحوا عن آرائهم بحرية كاملة دون ضغوط خارجية، رغم صغر عمر الطفل ومحدودية خبرته، وشعار الإسلام لحرية الرأي للطفل “كيف يتعلم من لم يخطئ”.
مشكلات فقدان الحرية للطفل المسلم
إن حرية الرأي للطفل هي سبيل نجاة أي مجتمع من الكثير من المشكلات التي قد تؤدي إلى انهيار المجتمع، فهي سبيل الأمان؛ التي تتيح للطفل والمجتمع التواصل بنجاح، وقد تبرز هذه المشكلات بشكل خصوصي على الأطفال؛ ولكن يكون تأثيرها بشكل عام على المجتمع بأكمله.
يفقد الطفل الثقة بنفسه
لدى الطفل القدرة على الاحتفاظ بنظرة مستقبلية نحو شخصه، لكن تعداد المواقف التي يتم فيها التأثير على جذوة الثقة بين الأبناء تؤدي إلى خفوتها في شخصية الطفل، وتكرار التوبيخ وتحطيم الثقة للطفل، فالأبناء قد تعودوا أن لا يستمع لهم، وعدم اكتراث الوالدين لآرائه، وكأنهم غير فعالين وآرائهم غير نافعة ولا وجود لهم في العائلة، فالتربية الشديدة جعلت من الأبناء مجرد آلة لتطبق الأوامر وتنفيذها من غير أي مناقشة منهم.
ضعف الأبناء في انتمائهم للعائلة
وهي ظاهرة لها آثار نفسية تعبر عن تصيب الأبناء، وهو الحياد العاطفي السلبي الذي ينتاب الأبناء، وهو الشعور المتوقع لما يحدث من التربية الشديدة الخاطئة من قبل الوالدين، يشعر فيها الطفل بعدم وجوده داخل عائلته وبيته، مما يولد لدى الطفل نفور من أفراد العائلة، وعدم الرغبة على التعامل معهم أو الاندماج مع الآخرين؛ نتيجة لعدم قبول الوالدين أرائه، أو ضغطهم المبالغ فيه لتصرفاتهم وميولهم.
مما يضعف القدرة العامة لانتماء الطفل لعائلته، ويفقد والأهل المكانة التربوية التي من المفروض أن يكونون عليها لكي يؤثروا بالطفل ويصبحون نموذج له، مما يجعل الطفل خارج سيطرة العائلة، ويجعل الطفل يغضب من هذا الوضع، مما قد يؤدى لانفجار الطفل وتفجير الغضب تجاه المجتمع كبديل عن العائلة، مما يؤدي بالأسرة للكثير من المشكلات.
العزلة والانطوائية للأبناء
وهذه هي النهاية الطبيعية والحتمية لتصرفات المجتمع والوالدين على الأبناء، فلا يستطيع الأطفال التعبير عن مشكلاتهم ورغباتهم؛ فيؤدي إلى العزلة والبعد عن المجتمع والناس.