تعليم الطفل في كافة جوانبه في مدارس والدورف النموذجية

اقرأ في هذا المقال


أصبحت المدرسة الآن ذات تأثير ساحق في تشكيل مستقبل الأطفال في جميع جوانبهم من التنمية الاجتماعية إلى الأخلاقية ومن الجمالية إلى الثقافية، وفي المدرسة سوف يتأثرون بالمدرسين والبيئة الجمالية، وزملائهم في الفصل، والفلسفة التربوية الخاصة التي تأسست عليها المدرسة.

تعليم الطفل في كافة جوانبه في مدارس والدورف النموذجية

والاختيار حيث إن اختيار مدرسة للأطفال خلال هذه السنوات التكوينية هو أهم قرار في حياة الآباء، فعندما يدخل المرء مدرسة والدورف، فإن أول شيء قد يلاحظه هو الرعاية المقدمة للمبنى، فعادة ما تكون الجدران مطلية بألوان نابضة بالحياة ومزينة بأعمال فنية للطلاب، ويمكن العثور على دليل على نشاط الطلاب في كل مكان.

ويحتوي كل مكتب على كتاب درس رئيسي تم إنشاؤه بشكل فريد، وقد يكون الانطباع الأول الآخر هو حماس والتزام المعلمين الذين يتم مقابلتهم، فهؤلاء المعلمين مهتمون بالطلاب كأفراد، كما إنهم مهتمون بهذه الأسئلة:

١- كيف يمكن تأسيس داخل كل طفل مستوى عالٍ من التميز الأكاديمي الخاص به؟

٢- كيف يمكن دعوة الحماس للتعلم والعمل، والوعي الذاتي الصحي والاهتمام بالبشر والكائنات واحترام العالم؟

٣- كيف يمكن مساعدة التلاميذ على إيجاد معنى لحياتهم؟

قيم تعليم والدورف التي تركز على الطفل في كافة جوانبه

١- الحياة الأسرية والمجتمعية.

٢- تطور صحي للطفولة.

٣- الفرح في عملية التعلم.

٤- تركيز التعليم على كمال الجسد والروح والعقل.

٥- التميز الفكري والخيال والذاكرة القوية ومهارات حل المشكلات.

٦- بدائل قابلة للتطبيق للاختبارات عالية المخاطر.

٧- الاستخدام المناسب للعمر لوسائل الإعلام.

٨- التدريب على الحكم الأخلاقي والمعنوي.

٩- جمال البيئة كقوة تكوينية في عالم الطفل حيث تسعى كل مدرسة في والدورف، كل على طريقتها الخاصة، إلى تلبية هؤلاء الأهداف.

طرق مدارس والدورف في توليد الحماس الداخلي للتعلم

يكرس المعلمون في مدارس والدورف جهودهم لتوليد الحماس الداخلي للتعلم داخل كل طفل، كما إنهم يحققون ذلك بعدة طرق، حيث يتم تقديم الموضوعات التي تبدو جافة والأكاديمية بشكل تصويري وديناميكي، وهذا يلغي الحاجة للاختبار التنافسي، والتنسيب الأكاديمي، والمكافآت السلوكية لتحفيز التعلم.

كما إنه يسمح لظهور الدافع من الداخل ويساعد على توليد القدرة على التعلم الممتد مدى الحياة، وأحد الجوانب البارزة والفريدة من نوعها في تعليم والدورف هو التوافق مع منهج مع مراحل نمو الطفل والصحوة المعرفية، إذ يرتبط بهذا تطور العلاقة الاجتماعية بين المعلم والطفل من خلال كل مرحلة من هذه المراحل المختلفة.

ويعتبر منهج والدورف منظم من حيث الاستجابة ويعزز كافة المراحل في الطفولة، وعلى أساس نظرية تعليم رودولف شتاينر تعليم والدورف يرى أن هذه المراحل التنموية مهمة للتعلم الصحي، حيث لفت شتاينر الانتباه بشكل خاص إلى المراحل الثلاث الأولى وما يقابلها من احتياجات وقدرات الطفل في كل منها معهم.

وأكد للمعلمين أن السبيل الوحيد للتأكد من أن الاختيار والعرض موضوع سيوفر دعمًا ذا مغزى للطفل في رحلته عبر الطفولة، لذا يجب أن يكون هناك فهم كامل لهذه المراحل وتقديم محتوى للأطفال يغذي النمو الصحي.

أول سبع سنوات التقليد

حيث يبدو أن الرضيع غير قادر على التعلم، وفي الواقع يكون الطفل في المرحلة الأكثر امتصاصًا وبشكل كامل منفتح على التأثيرات الخارجية، فمنذ ولادته يتعلم الوقوف والتحدث والتفكير، والقدرة على الوقوف بشكل مستقيم والتحدث والتفكير وإنجازات ملحوظة في فترة ثلاث أو أربع سنوات، والطفل الصغير يفعل ذلك دون الاستفادة من التعليمات الرسمية من خلال مزيج من القدرة الكامنة والغريزة، وقبل كل شيء كتقليد.

فالتقليد هو الموهبة الخاصة التي تميز هذه الفترة حتى سن السادسة أو السابعة، فالطفل الصغير يقلد كل شيء في البيئة دون تمحيص – ليس فقط أصوات الكلام، ولكن إيماءات الناس (والأجهزة الميكانيكية) ولكن أيضًا المواقف و قيم الآباء والأقران.

السنوات السبع الثانية قلب الطفولة بالخيال

عند قرب نهاية المرحلة الأولى، تحدث العديد من التغييرات، فالمعلمين في والدورف يعتبر أن التغيير الجسدي الأبرز هو فقدان الأسنان اللبنية، وإنها حقيقة معروفة من قبل علماء الأحياء حيث أن الأمر يستغرق سبع سنوات لتغيير كل خلية موروثة في الجسم، وهذا يتجلى مع نمو الطفل، من ناحية، حياة جديدة وحيوية الخيال، ومن ناحية أخرى، الاستعداد لمزيد من التعلم الرسمي.

وكلاهما يعبر ويختبر الحياة من خلال مشاعر دقيقة ومضبوطة بدقة، فبينما يتنقل الطفل خلال هذه السنوات، تصبح هيئة التدريس أكثر تتابعية ومنطقية ويبدأ الفكر في الظهور، ومع ذلك فإن المعالجة الدقيقة ضرورية، وبينما تحتاج هذه الكلية التنشئة، تظل القدرة على أن تكون في المنزل تمامًا في عالم الخيال التصويري أهم أصول الطفل.

السنوات السبع الثالثة مسار المراهقة

المرحلة التنموية الثالثة هي مرحلة المراهقة والتي تعتبر ضرورية للزراعة الصحيحة من أجل الحكم النقدي، وفي هذه المرحلة يبحث الطلاب عن الحقيقة وهم يبدؤون في تجربة قوة تفكيرهم، وهناك ميزتان أخريان موجودة في نفسية المراهق: مثالية صحية وقيمة وضعف الحساسية، وتحتاج نفسية المراهقين إلى الحماية، حيث أن العديد من الأطفال من سن البلوغ وما بعده نشيطون في إخفاء حالتهم الداخلية.

وقد تتخذ دفاعات الأولاد شكل السلوك المتجهم أو الانطوائي، أو عدم الرغبة الواضحة في التواصل، أو الانسحاب، وفي أي حال غالبًا ما يقيمون حاجزًا لحماية الذات، فالمراهق وراء الحاجز يبحث باستمرار عن نموذج يحتذى به بصفات يحاكيها.

كيف يلتقي التعليم في والدورف مع الطفل في كل مرحلة من مراحل التطور هذه

تعلم طفل ما قبل المدرسة هو مفتاح التنمية البشرية، لكنه ليس عملية بسيطة لتجاوز المعلومات، حيث يسعى مدرس الطفولة المبكرة والدورف جاهدًا لتحقيق شامل لفهم الإنسان من خلال جميع مراحل التطور وكذلك فهم كل طفل، ويتم التوصل إليه من خلال دراسة واعية ودقيقة، وعندها فقط يمكنه أن يعرف ماذا يعلم ومتى وكيف يعلمه.

ويجتهد المعلم لمساعدة الطفل ليصبح في نهاية المطاف ذو تفكيرًا واضحًا، وبالغ حساس وجيد التركيز، ولتحقيق ذلك، يتعامل معلمو والدورف مع التلاميذ من خلال الاستجابة للعناصر الأكثر ملاءمة في كل مرحلة من مراحل الطفولة.

ففي الصفوف الثمانية الأولى عندما يكون الطفل جاهزًا للصف الأول، من المناسب استخدام صلاحيات فهم المزيد من الأمور المجردة، بما في ذلك الكتابة والقراءة وعلم الحساب، لكن بالنسبة للطفل، لا يقتصر الأمر على اكتساب المعرفة بل أن المهم هو العملية التي يتم من خلالها تعلم هذه المعرفة، حيث يجب أن يتقابل إبداع المعلمين الذين أصبحوا مؤلفي كل مادة بالحاجة الداخلية للطفل للسلطة الحقيقية وتوفير أساس آمن للطفل للوصول إلى العالم.

وفي الختام تستجيب مدرسة والدورف لتعليم الطفل في كافة جوانبه لهذه الحاجة بأكثر ما يميزها وهو توفير مدرس الفصل باعتباره السلطة الرئيسية في الفترة بين تغير الأسنان وبداية سن البلوغ، ومن الناحية المثالية هذا المعلم على الرغم من إنه لا يعني المعلم الوحيد للفصل، يرافق الأطفال من خلال جميع الصفوف من المدرسة الابتدائية، فمهمة مدرس الفصل هي توجيه المجموعة من الأطفال خلال هذه السنوات المهمة والقابلة للتأثر وتعليم الصف العديد من مواد المنهج.


شارك المقالة: