خصائص مرحلة المراهقة في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


لا يقتصر علم الإرشاد النفسي على فئة عمرية دون غيرها، فهو علم شامل يعالج جميع الأفكار والأمراض النفسية منها والسلوكية لكافة الفئات العمرية، ولعلّ مرحلة المراهقة من أكثر المراحل الحرجة في حياة الفرد، حيث ينتقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب بوتيرة سريعة لا يمكن أن يتمّ التحكّم بها بصورة واسعة، وتبدأ المدارك العقلية والنفسية بالانفتاح بصورة كبيرة، وتبدأ المعيقات والمشاكل النفسية أيضاً بالظهور والملاحظة من قبل الغير، فما هو دور الإرشاد النفسي في مرحلة المراهقة؟

ما أبرز خصائص مرحلة المراهقة في الإرشاد النفسي

يعتقد المراهق في مرحلة عمرية ما أنّه أصبح أكثر وعياً وقدرة على اتخاذ القرارات بنفسه، وأنّ الخيارات المتاحة أمامه هي خيارات صحيحة ولا بدّ له من المجازفة والاختيار، ويعيش هؤلاء الأشخاص من نفس الفئة العمرية في اضطرابات كبيرة مع الأسرة وخاصة الأبوين معتقدين أنهم لا يرغبون في استقلال شخصية أبناءهم ورغبتهم في بقاءهم تحت السطوة، والنتيجة بالطبع ستكون مكلفة وغير مرضية لجميع الأطراف، فستبدأ الأخطاء الشخصية والمهنية والنفسية والفكرية بالظهور خلال فترة زمنية وجيزة وتبدأ بعدها مرحلة الحقيقة والمواجهة، ليجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم يطلبون اللجوء إلى الإرشاد النفسي بصورة مستعجلة.

إنّ ما يميّز هذه المرحلة هوم الطاقة الكامنة الكبيرة لديهم ولكن مع عدم القدرة في توظيفها بصورة إيجابية سليمة، معتقدين أنّهم الأكثر نجاحاً وذكاء وأنّ المجتمع لا يرغب لهم في التقدّم كونهم ما زالوا صغار السن، ولكن ما أن يبدؤون بالاعتقاد بهذه الطريقة حتّى تبدأ علامات الفشل والاكتئاب والنقص والعزلة بالظهور في كافة مجالات حياتهم، فالخبرة التي تنقصهم تجعلهم فريسة سهلة لدى أشخاص ذوي سلوكيات سلبية يحاولون اجتزاء أفكارهم وتمحورها بما يخدم مصالحهم على صورة أتباع فكريين، ولكن الإرشاد النفسي في حال اللجوء إليه لا يسمح بأن يحدث هذا الأمر.

لعلّ العشوائية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة أبرز ما يميز أيناء هذه المرحلة العمرية، وكذلك عدم القدرة على الحسم أو الاعتماد على الذات بصورة إيجابية سليمة، مما يجعلهم عرضة للوقوع في كثير من الأخطاء، كما وأنهم يميلون إلى العاطفة أكثر من ميلهم إلى التفكير بصورة واقعية منطقية، ويحتكمون إلى الآراء التي تتوافق مع أهوائهم بعيداً عن الاحتكام الفكري غير المسؤول، بصورة تجعل منهم أشخاص منعزلين أو مشوّشين فكرياً وغير قادرين على الإنتاج كما هو مطلوب.

أبرز المشاكل الإرشادية التي تواجه المراهقين في الإرشاد النفسي

1. الخوف والخجل

يعاني الكثير من الأشخاص في مرحلة المراهقة من مشاكل تتعلّق بالخوف من الآخر وعدم القدرة على المواجهة على الرغم من القدرات العقلية الفائقة التي يمتلكونها، وهذا الخوف والخجل الذي يعتبر معيقاً في تطوّر القدرات الشبابية يعتبر من أبرز المشاكل النفسية التي يعاني منها المسترشد، حيث يعمل المرشد النفسي على معالجة مثل هذه المشاكل من خلال تحديدها كمشكلة رئيسية والبدء في التخلّص منها بصور وخطط مبتكرة تعالج مشكلة الخوف من الآخر.

2. عدم الثقة بالذات والاعتماد على الغير

إنّ الأخطاء التي يقع بها المسترشدون في مرحلة المراهقة تخلق لديهم مشاعر عدم الثقة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، فهم عادة ما يلجؤون إلى أشخاص أكثر منهم خبرة وأكثر ثقة في التشاور معهم من أجل الحصول على إجابات موجودة لديهم مُسبقاً، وفي هذا الصدد يعمل علم الإرشاد النفسي على تأكيد مبدأ الثقة بالذات لدى المسترشد وتأكيد قدرته على المواجهة وعدم الخوف من تبّي القرارات، ويملك المرشد القدرة على تأكيد مدى قدرة المسترشد في التطوّر والنمو بصورة طبيعية دون الحاجة إلى الآخرين.

3. مشاكل تتعلق بالجانب السلوكي

تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل العمرية التي تتغيّر فيها شخصية المسترشد، والسبب في ذلك هو محاولة المسترشد تقمّص أكثر من شخصية معتقداً بأنها الشخصية التي تشبهه، فتارة يتغيّر سلوكه بطريقة عنيفة وتارة أخرى يحاول أن يعيش شخصية متعالية على الآخرين، أو يستخدم أسلوب التفكير الناقد كرجل حكيم، وفي كلّ مرّة يتغيّر السلوك بصورة تتوافق مع طريقة التفكير، وتظهر في هذه الحالة العديد من المشاكل النفسية والسلوكية وخاصة تلك المتعلّقة بالتعاطي او القيام بسلوكيات عنيفة، ويكون أمر التخلّص منها أمراً مرهقاً للغاية كونه يحتاج إلى الإقناع والعديد من المحاولات التي قد لا تؤتي أكلها بصورة صحيحة.

يبقى الإرشاد النفسي في هذه المرحلة مقتصراً على الإرشاد الوقائي خوفاً من تفشّي بعض الظواهر الاجتماعية الخطيرة مثل التعاطي أو العنف، بالإضافة إلى الإرشاد النفسي الذي يقوم على أساس المقابلات الإرشادية.


شارك المقالة: