الكثير منّا يعتقد أنّ الأنف عضو ثابت لا يمثّل أي دلالة في لغة الجسد على الرغم من أنّ الأنف عضو مهم بارز في لغة الجسد، ولكن الحقيقة تثبت غير ذلك حيث أنّ للأنف أشكال وأدوار ودلالات في لغة الجسد، حيث يقول الناس أنّ الأنف يعلم، ومن الجلي أن الأنف يلعب دوراً مهمّاً في أسلوب تعاملنا مع العالم ومن يعيشون فيه، فشكل الأنف وطريقة تحرّكه مع الوجه هو ما يخبرنا ببعض الحقائق المهمّة عن حقيقة ومشاعر الآخرين.
ما دلالة اتساع فتحتا الأنف في لغة الجسد؟
إذا كنّا نعتقد أن أنوفنا تستخدم كأداة رئيسية لحاسة الشمّ فقط، وأنها تخبرنا بأنّ رائحة شخص ما زكيّة أو سيّئة فنحن مخطئون بالطبع، فللأنف لغة خاصة به، فعندما يتعلّق الأمر بفهم لغة الأنف ستكون فتحتا الأنف هي بداية ما نودّ تعلّمه ومعرفة علاقتها بلغة الجسد، هل لاحظنا من قبل أن الشخص الحزين تبدأ فتحتا أنفه بالاتساع؟ وعندما يكون الشخص غاضباً أو مصدوماً، فإنّ فتحتا أنفه تتسع أيضاً، فلمَ يحدث هذا، وكيف يمكن لنا أن نتعامل مع ذوي فتحات الأنف المتسعة؟
على الرغم من تكرار الأمر، فإننا قد لا نتوقّف أبداً لنسأل أنفنسا عن سبب اتساع فتحتي الأنف، ولِمَ يحدث ذلك؟ والحقيقة أنّ ذلك يحدث كلغة جسد تعبّر عن الاستجابة السريعة المفاجئة لبعض الأحداث السلبية غير المتوقّعة، وهذا الامر أيضاً يعود لبعض أسلافنا البدائيين الذين كانوا يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة مع تعرّضهم يوميّاً لخطر هجوم الحيوانات المفترسة عليهم، ربّما كانت ردّة فعل الكرّ والفرّ ذات فائدة لأسلافنا فيما يتعلّق بتقييم الموقف وإعداد النفس للمعركة، حيث يعتبر اتساع فتحتي الأنف تكيّفاً جسديّاً ولغة جسد تساعد في التعبير عن الحالة المزاجية النفسية والتنبؤ بالخطر.
كما وتعبّر حالة اتساع فتحتا الأنف عن لغة جسد تدلّ على حالة ذهنية ساخطة، وقد تكون ردّاً على هجوم نتعرّض له، ولكنها لا يجب بالضرورة أن تعبّر عن طبيعتها الوظيفية، ففتحتا الأنف تتسعان كلغة جسد تعبّر عن استجابة للانفعالات الحادّة، حيث تعتبر فتحتا الأنف من المؤشرات المهمّة على الحالة العاطفية للمرء، ونتيجة لهذا فقد نرى فتحتا الأنف المتسعة في جميع أنواع المواقف طبقاً للأنف المعني، فقد تتسع فتحتا الأنف كلغة جسد تعبّر عن الخوف كون الإشارات غير المنطوقة مشابهة للدهشة، والغضب، والإشمئزاز وهو شعور يعبّر عن لغة جسد تتوسّط كلاً من الغضب والازدراء، حيث نرى العينين غاضبتين والشفتين مضمومتين وفتحتي الأنف متسعتين.