رابطة بين تعليم والدورف في الطفولة والرفاهية العاطفية للطلاب

اقرأ في هذا المقال


أكثر من أي وقت مضى، من الضروري أن تركز المدارس على خدمة وتطوير الرفاهية العاطفية للطلاب، ولقد جعل تعليم والدورف قضية ضغوط الأطفال وقلقهم في المقدمة، لكن التركيز على الصحة العقلية للطلاب لا ينبغي أن يكون اتجاهًا رجعيًا لتحديات التعليم الحالية، وإن تعليم الطفل كله من خلال توفير بيئة تعليمية تساعد الطلاب على البقاء متوازنين والازدهار على حد سواء أكاديميًا وعاطفيًا يحتاج إلى أن يصبح الدعامة الأساسية للثقافة المدرسية والمناهج الدراسية.

رابطة بين تعليم والدورف في الطفولة والرفاهية العاطفية للطلاب

وهذا يعني تطوير مجتمعات المدرسة حيث يكون الأطفال معروفين بشكل فردي ويتم دعمهم من خلال العلاقات القوية بين البالغين والأقران وضمان أن تكون أيام الطلاب مليئة بالتعلم الاجتماعي العاطفي والأنشطة التي تعزز الرفاهية.

وأظهر التحليل الذي أجراه رودولف شتاينر إلى أن تحديات العصر زادت من معدلات القلق والاكتئاب لدى الأطفال في سن المدرسة، حيث يعاني واحد من كل أربعة شباب على مستوى العالم من أعراض اكتئاب مرتفعة أكليكياً ويعاني واحد من كل خمسة من القلق.

ويتعرض المراهقون للخطر بشكل خاص حيث أن عَرض المراهقين على قسم الطوارئ وعيادات الرعاية الأولية لمشاكل الصحة السلوكية والعقلية ومحاولات الانتحار قد زاد بنسبة 31 ٪، وفي وقت يتزايد فيه التوتر والقلق في مرحلة الطفولة من المغري أن يتم تخيل الحاجة الملحة إلى رعاية الصحة العقلية في المدارس.

أراء والدورف حول دور المدارس في تنمية الرفاهية العاطفية للطلاب

يشير رودولف شتاينر إلى أنه في حين أن رفاهية الأطفال قد تكون قد نُقلت إلى الاهتمام بالحياة الأسرية في الماضي، فإن تأثير الصحة العقلية للطالب على النجاح الأكاديمي ونجاح الحياة قد ساعد المجتمع على اعتبار أن المدارس تلعب دورًا أساسيًا في تنمية الرفاهية، على سبيل المثال قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي تتمثل مهمتها في بناء سياسات أفضل من أجل حياة أفضل، بتجميع تحليل للبحوث حول تأثيرات رفاهية الطلاب على نتائج المدرسة والحياة.

حيث يميل الطلاب الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الرفاهية إلى التمتع بتقدير أفضل للذات، ومزيد من الرضا عن مدارسهم وحياتهم، وعلاقات أكثر صحة مع الآخرين، ويكشف والدورف عن علاقة إيجابية بين الشعور بالانتماء في المدرسة والرضا عن الحياة والأداء الأكاديمي، حيث يتمتع الأطفال الأصحاء عاطفياً بفرص أكبر للنمو ليصبحوا بالغين سعداء وواثقين ويتمتعون بأنماط حياة صحية.

وأجرى والدورف دراساته الخاصة حول تأثير الصحة العقلية للطفل على نتائج الحياة ولديه توصيات محددة للمدارس لتنفيذها لرعاية رفاهية الطلاب على المدى الطويل، حيث يقول أن الصحة العقلية للأطفال في أزمة لذا يجب تزويد المدارس بالأموال لدعم رفاهية الطلاب.

طرق والدورف لدعم الصحة العقلية للطلاب

وكان يبحثون عن حلول إضافية طويلة الأجل لمعالجة مشاكل الصحة العقلية، ووفقًا لشتاينر هناك ثلاث طرق أساسية لدعم الصحة العقلية للطلاب:

١- توظيف المزيد من علماء النفس العاملين لتلبية الاحتياجات اليومية للطلاب.

٢- تدريب المعلمين على المبادئ النفسية ودعم الصدمات.

٣- تمرير وتمويل التشريعات التي تدعو إلى خدمات الصحة النفسية الاستباقية طويلة الأجل في المدرسة.

روابط والدورف بين تعليم الطفولة والرفاهية العاطفية للطلاب

وفي حين أن توظيف علماء النفس والتدريب الرسمي لعلم النفس للمعلمين لا يقدر بثمن، إلا أن هناك مناهج إضافية مثبتة لتعزيز رفاهية الطلاب، ووفقًا لفلسفة والدورف في التعلم، يعد المناخ المدرسي الإيجابي والثقافة والمجتمع أمرًا أساسيًا في نهج يقوم بتعليم الطفل بأكمله، وفي موجز بحثه تعليم الطفل بأكمله وضع روابط بين تعليم والدورف في الطفولة والرفاهية العاطفية للطلاب كما يلي:

١- تحسين المناخ المدرسي لدعم نجاح الطلاب حيث يشاركون أن تعلم الطلاب وتطورهم يعتمدان على تأكيد العلاقات التي تعمل في مناخ مدرسي إيجابي والتي يمكن أن توفر لجميع الأطفال شعورًا بالأمان والانتماء من خلال إنشاء مجتمعات صفية آمنة ومستجيبة ثقافيًا.

٢- التواصل مع العائلات.

٣- بناء مهارات التعليم الاجتماعي والتعلم العاطفي.

٤- مساعدة الطلاب على التعلم، وتقديم نظام متعدد المستويات للدعم.

٥- إنشاء بيئة تعليمية شخصية تتيح للأطفال أن يكونوا معروفين ومدعومين.

٦- غرس التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال المناهج الدراسية مثل تشجيع تبني وجهات النظر والتعاطف في التاريخ وفنون اللغة الإنجليزية وفي حل المشكلات المجتمعية والاجتماعية في الدراسات الاجتماعية والرياضيات والعلوم.

٧- نهج إيجابي للانضباط على مستوى المدرسة يعلم الطلاب مهارات حل النزاعات.

٨- بيئة تعليمية تدعم الدافع الداخلي من خلال التركيز على التمكن من الأهداف بدلاً من الدرجات.

٩- مجتمعات التعلم الأصغر التي تربط المعلمين، حيث تم العثور على هذا النهج لتحسين تحصيل الطلاب والتعلق والحضور والمواقف تجاه المدرسة والسلوك والتحفيز ومعدلات التخرج.

١٠- يعد تكرار المعلمين توصية لا يتم اتباعها غالبًا في إعدادات المدارس العامة، ولكنها سمة مميزة لتعليم والدورف، والتوصية مبنية على البحث حيث أن الطلاب الذين بقوا مع نفس المعلم لأكثر من عامين يختبرون نتائج إيجابية على الصعيدين الاجتماعي والأكاديمي، ومع ذلك يمكن القول إن النتيجة الأكثر فائدة تأتي من العلاقة المتطورة بين المعلم والطالب والتي تتشكل من خلال قضاء المزيد من الوقت معًا في الحياة المدرسية.

وفي الختام وجد والدورف الدور الوسيط للسلوك الشخصي بين المعلم والعلاقات بين الطالب والمعلم أن بناء تفاعلات مرنة ورعاية مع المعلمين يمكن المتعلمين من أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم وحمايتهم، وعلى دراية بالبيئة التعليمية، كما أنه يؤدي إلى تفاعلات أكثر إيجابية بين الأقران، وأداء تعليمي أعلى، وعلامات أعلى لرفاهية الطلاب مثل تقليل التوتر وتحسين سلوك الفصل الدراسي.


شارك المقالة: