التواصل مع الوالدين والمسؤولين عن ذوي عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر المعرفة عن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة العنصر الأول في العلاج، إذ يتوجب أن يتمكن العياديون من التواصل بفعالية فيما يتصل باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وكذلك حث الأشخاص المهمين في حياة
الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة على تعلم المزيد عنه، وذلك لرفع فعالية العلاج إلى الحد الأقصى.

طرق التواصل مع الوالدين والمسؤولين عن ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- بحث تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مع الوالدين

لا يمكننا التقليل من أهمية التركيز على اجتماع الاختصاصي مع الوالدين عقب التقييم التشخيصي، فهو يمهد لفهم الوالدين لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وللاستفادة من هذا الفهم في طريقة رعايتهم الأبوية، وأخيراً فهم الدور الذي قد يؤديه اختصاصيون عديدون في تقديم العون لهم لرعاية الطفل، ويستغرق هذا الاجتماع في الوضع النموذجي ثلاثين دقيقة على الأقل؛ وذلك لمناقشة التقييم والخطوات اللاحقة.

ويرجح قضاء وقت أطول في الزيارات التالية؛ وذلك للتعمق في بحث مسائل العلاج والمسائل بعيدة المدى، ولا يتوافر للاختصاصي وقت طويل لمناقشة كل الجوانب المتعلقة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، كما يرغب الوالدين، غير أنه لحسن الحظ تتوافر مجموعة واسعة من المصادر المتاحة لتقديم المعرفة الإضافية والإرشاد العملي، وعندما يستعرض الاختصاصي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مع الوالدين للمرة الأولى، ينبغي وجود كلا الوالدين إن كان ذلك مناسباً.

ويجب في الوضع المثالي وضع ترتيبات لرعاية الطفل؛ وذلك للحد من عوامل التشتت التي يخلقها وجود الطفل، وينبغي جعل الاجتماع لقاء منفصلاً كلما كان ذلك ممكن، خصوصاً عندما تدعو الحاجة لتضمين الاجتماع معلومات من اختصاصيين آخرين، ويجب إبلاغ الطفل موضع التقييم عن الغرض من عملية التقييم لدى إجرائه وعن نتيجته، ويكون ذلك على نحو تطوري ملائم وذلك إما في نهاية المناقشة مع الوالدين أو في لقاء للمتابعة، وبوسع المراهقين الأكبر سناً المشاركة في معظم الحالات في مناقشة الخلاصة مع الوالدين.

أما في حالة عدم تمكن الوالدين من الحضور إلى الاجتماع بسبب دواعي العمل، فيجب على العيادي التفكير في تحديد موعد يتناسب أكثر مع ظروف عمل الوالدين، مما يؤكد على أهمية حضور الوالدين معاً، وأما إذ تعذر ذلك فقد يكون من المفيد اللجوء إلى التسجيل الصوتي أو الكتابي لخلاصة الاجتماع، وعادة ما يمنع الخلاف بين الوالدين حضورهم الاجتماع التلخيصي معاً ومثل هذه الحالة تعقد العلاج، خصوصاً في حالة تقاسم الوصاية القانونية بينهما.

وفي هذه الحالة ينبغي أن يبحث العيادي هذه المسألة، والوالدين قبل عقد مناقشة لتفاصيل التقييم أو لدى إجراء المناقشة بالنسبة للوالدين الذي لم يحضر التقييم فيجب أن تتاح له الفرصة لتقديم مدخلاته عن طريق ملء مقياس تقدير أبوي، وتقديم أي معلومات أخرى يرغب الإدلاء بها على شكل رسالة، وفي حالة تعذر وجود علاقة تفاعل كافية بين الوالدين، فيرجح وجود درجة من عدم التناغم بين توجهاتهم نحو الطفل، مما سيؤثر سلبياً على أداء الطفل.

وعندما تكون هناك نزاع واضح يشمل الطفل فيرجح أن تؤثر المشكلات الانفعالية ومشكلات عدم الاتفاق على وضع الطفل من هنا، يجب إبلاغ الوالدين بالحاجة لإجراء مناقشة لكيفية عمل الوالدين معاً لرعاية طفلهما المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مقترنة مع تلخيصية للتشخيص والعلاج، وينبغي التوصية بإجراء وساطة اختصاصية في المواقف التي يملك فيها كلا الوالدين حقوقاً قانونية لاتخاذ القرارات.

ولا يكون الاختصاصي المعالج للطفل عادة الشخص الأفضل، كي يقوم بدور مناقشة الوسيط طويل الأمد بين الوالدين اللذين يعانيان من خلافات زوجية كبيرة، ويجب أن يبذل الاختصاصي كل جهد ممكن لتقديم المعلومات ذاتها لكلا الوالدين عقب التقييم الأولي وأي زيارات لاحقة.

إذ يجب أن تكون مصلحة الطفل البعيدة المدى في الموجه للتوصيات العلاجية من قبل الاختصاصي، وهناك فئة من الوالدين الذين لا يحضرون الاجتماع التلخيصي ينحصر اختلافهم مستوى الاهتمام المتعلق بتشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

إذ غالباً ما يكون الأمر أم لها دواعي قلق كبيرة تتعلق بطفلها، وأب يعتقد أن السلوكات المقلقة بالنسبة للأم طبيعية، بالنسبة للأطفال من مثل سنه، وقد تقول الأم أن الأب لا يعرف الطفل مثلها فيما يتصل بالسلوكات اليومية في المنزل والمدرسة.

أو أنه في واقع الحال يشبه الطفل الذي يتم تقييمه من حيث إنكاره بأن سلوكياته غير طبيعية، وفي هذه الحالة يرجح أن يؤثر الاختلاف في الرأي بين الوالدين على الرغم من انحصاره في مسألة واحدة.

الأمور التي بفرضها الاختصاصي على الوالدين المعارضين لاضطراب ابنهم

فهناك في نهاية المطاف فرصة معقولة لجعل الوالدين يعملان معاً عن قرب لمصلحة طفلهما، وذلك عبر التركيز على الاهتمامات المشتركة بينهما بدلاً من مناقشة تشخيص أو مناقشة حتى مشكلات الطفل، وإذ يرجح أن تكون لكليهما اهتمامات تتصل بالاعتداد الذاتي للطفل، وكذلك تأثير تلقي الطفل لتعليمات مختلطة من الوالدين تتعلق بسلوكه أو أدائه المدرسي.

وقد تكون لديهما أيضاً اهتمامات مشتركة متصلة بعلاقات الإخوان أو علاقات الأقران أو درجاته المتدنية، وقد يكون الاختصاصي قد كشف عن دواعي قلق أخرى لا تتعلق مباشرة بمصدر الشكوى الرئيس للوالدين، وفي هذه الحالة يقدم الاختصاصي أفضل فائدة بعيدة المدى للطفل عن طريق الإشراك التدريجي للوالدين عموماً بالتدخلات غير الدوائية مبدئياً.

وبالإرشاد حينما يكون المساعدة الطفل والأسرة في التغلب على المشكلات التي كشفها الوالدان معاً، غير أن يكون ذلك على شكل معالجة نفسية للطفل، وفي هاتين الحالتين تزداد احتمالية قبولها من قبل الأطراف المعنية.

قد يستغرق الاجتماع الأولي المتصل بتشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة وقتاً طويلاً، وقد يكون من المفيد تحديد مدة زمنية للاجتماع في البداية، وتوضيح الكيفية التي يتم بها تخصيص الوقت، وعادة ما يكون مفيداً البحث في مواطن الضعف لدى الطفل ومشكلاته، وفي جوانب التشخيص وفي كيفية إجراء هذه التشخيصات وسببها.

وإضافة إلى ذلك من المفيد مناقشة سبب الحاجة إلى أية تقييمات إضافية، وكذلك طبيعة الخطوات الأولية في العلاج، من جانب آخر يساعد إعداد مخطط مكتوب في تركيز المناقشة، وفي إبراز النقاط المهمة بالنسبة للأسرة، ويكون هذا المخطط أيضاً بمثابة ورقة توثيقية للمناقشة، وذلك من أجل عرضها على الاختصاصيين الآخرين اللذين قد تحال الأسرة إليهم.

وفي الختام من المفيد أيضاً إعداد عرض وشامل للمعلومات ذات الصلة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وذلك لتسهيل بدء الأسرة في مشوارها لرعاية طفلها المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، غير أنه من النادر توافر وقت للقيام بذلك في واقع الحال.


شارك المقالة: