يتمثل التوحد(بالإنجليزية: Autism)، بخلل عصبي ونمائي يظهر عادةً خلال أول ثلاث سنوات من حياة الطفل المصاب وتستمر معه طوال حياته. مؤثراً في تصرفاته، وتعامله، وإتصاله مع من حوله. وبالإضافة فإنه يؤثر بقدرة الطفل على التعلم، وتظهر العلامات على بعض الأطفال بعد الولادة مباشرة.
طيف التوحد
قد يبدأ نمو الطفل بشكل طبيعي، وتتأخر الأعراض بالظهور إلى ما بعد الأشهر من 18-36 من عمره.
وتختلف الأعراض من طفل لآخر، لذلك أصبح مصطلح اضطراب طيف التوحد أكثر شيوعاً في هذه الفترة.
ويُعتبر طيف التوحد حتى الآن مجهول السبب وغير مرتبط بأسباب مباشرة أو محددة الإصابة.
لم يتم إيجاد أية علاقة بين الإصابة بالتوحد وبين العرق، أو نمط الحياة أو الدخل المادي، ولا المرحلة التعليمية للآباء.
لكن تُشير الدراسات إلى أن العوامل الجينية والحياتية تؤثر معاً في احتمالية إصابة الطفل بالتوحد.
صفات طفل التوحد
تحديد درجة اضطراب التوحد عند الأطفال أمراً صعباً، حيث أن الأعراض تظهر على كل طفل بشكل مختلف وحدةً مختلفة. لا تظهر الأعراض على طفلين مختلفين بالطريقة نفسها كما أن الأعراض غالباً ما تتغير مع الوقت.
وتُقسم صفات طفل التوحد بشكل عام إلى فئتين؛ التواصل والتفاعل الاجتماعي، والسلوك النمطي وفيما يلي بيان لذلك:
أولاً: التواصل والتفاعل الاجتماعي
يُعاني طفل التوحد من اضطرابات في مهارات التواصل الاجتماعي مما قد يؤدي إلى مشاكل في تواصله مع المجتمع والناس من حوله، وبالتالي صعوبة بالتعامل الاجتماعي وإيجاد الأصدقاء. وهذه النقاط تُبين وجود اضطرابات في التفاعل الاجتماعي:
1- عدم القدرة على استمرارية اتصال العين بالشخص المتحدث إليه.
2- صعوبة في الاستمرارية في المحادثات بشكل طبيعي مع الآخرين.
3- إظهار إيحاءات وإيماءات، وتعبيرات وجه لا تتوافق مع الحديث.
4- عدم الاستجابة أو البطء بالرد عند مناداته باسمه، أو عند استخدام أي محاولات لفظية لجذب انتباهه.
5- وجود نبرة غير طبيعية بصوته، قد تشبه صوت الروبوت أحياناً أو نبرة غنائية.
6- الإطالة بالحديث عن موضوع يجده مثيراً، دون إعطاء فرصةً لأحد بالرد أو المشاركة.
7- عدم النظر أو الاستماع للناس، وعدم ابداء أي اهتمام بهم.
8- عدم القدرة على تطوير العلاقات الاجتماعية أو فهمها أو المحافظة عليها.
9- مواجهة صعوبة في فهم وجهة نظر الأشخاص الآخرين، وعدم القدرة على التنبؤ أو التفهّم بأفعالهم.
10- عدم المشاركة بالاستمتاع بالأشياء أو بالأنشطة مع الآخرين، سواء بالإشارة إلى الأشياء، أو مُحاولة لفت انتباه الآخرين لها.
ثانيا: السلوك النمطي
من أهم الصفات التي تظهر على أطفال التوحد هي السلوكيات النمطية والمتكررة وفيما يلي بيان لبعض منها:
1- تكرار بعض التصرفات التي قد تكون غير طبيعية بشكل مستمر؛ مثلاً إعادة كلمة أو جملة باستمرار، ويُسمّى هذا باللفظ الصدوي (بالإنجليزية: Echolalia).
2- تكرار الحركات باستمرار؛ مثل رفرفة الأيدي، أو المشي على رؤوس أصابع القدم، أو اللعب بالألعاب المعتادة بشكل غير اعتيادي.
3- وجود اهتمام زائد ودائم لبعض المواضيع التي قد تُثيره كالأرقام والتفاصيل الصغيرة.
4- التركيز الزائد والمبالغ فيه على حركة بعض الأجسام، والاهتمام غير الاعتيادي بتفاصيلها وأجزائها.
5- وجود اهتمامات غير مناسبة لطفل في عمره قد يُلاحظها الأهل.
6- القيام بأفعال مؤذية كضرب الرأس أو العض.
7- الحب الزائد لروتين معين لحياته والانزعاج من أصغر تغيير فيه.
8- الاستجابة غير الاعتيادية أو المُبالغ فيها لبعض من الجوانب الحسّية؛ كالحساسية المُبالغ فيها تجاه الروائح أو الأضواء، أو الأصوات أو اللمس في بعض الأحيان.
مميزات طفل التوحد
بالرغم من أن الأطفال المُصابون بالتوحد يُواجهون كثير من الصعوبات والمشاكل خلال مختلف مراحل حياتهم، إلا أن طفل التوحد تتوفر عنده العديد من نقاط القوة المُميزة من أهمها:
- القدرة على التعلم، حيث ان طفل التوحد لديه القدرة على تعلم الأشياء بتفاصيلها الصغيرة، ولديه القدرة على تذكر هذه التفاصيل لمدة طويلة من الزمن.
- عنده قدرة مميزة على التعلم السمعي والبصري.
- يتميز طفل التوحد عادةً في المواد الدراسية المتعلقة بالرياضيات والموسيقى والعلوم والفن.
التعايش مع طفل التوحد
قد لا يكون تشخيص إصابة الطفل بالتوحد أمراً سهلاً على الأهل؛ حيث أن التوحد من الاضطرابات التي ليس لها علاج شافٍ، والتي لا تزول مع التقدم بالعمر.
الا أن الدراسات اثبتت أنه من الممكن التخفيف من الأعراض والسيطرة عليها في حال التشخيص المبكر للحالة.
حيث أن البدء بمعالجة الطفل المصاب من عمر مُبكر؛ يُسهّل الصعوبات المصاحبة للتوحد، ويُعطيه الفرصة الأكبر لاكتساب مهارات جديدة، بالإضافة لاستغلال جميع نقاط القوة عند الطفل.
من المهم أن يبحث الأهل عن المساعدة والدعم في حال تم تشخيص اضطراب التوحد عند طفلهم؛ حيث أن العناية اليومية والمستمرة للطفل تكون متعبة ومرهقة؛ من الأفضل سؤال اختصاصيين وتعلم كل ما يُمكن تعلمه عن مرض التوحد وكيفية التعايش معه.
الأساس في معالجة طفل التوحد هو العلاج السلوكي والنفسي والتعليمي، ويعتمد العلاج أيضاً على برامج منظمة ومكثفة؛ تشمل الطفل ووالديه وأفراد عائلته، نذكر هنا بعض الأساليب لعلاج طفل التوحد:
بعض الأساليب لعلاج طفل التوحد
1- جلسات مكثّفة وتعليمية لتنمية المهارات تُعرف بتحليل السلوك التطبيقي.
2- علاجات سلوكية تُركّز على الطفل وتفاعلاته.
3- علاجات لغوية وتعبيرية، وعلاجات وظيفية.
4- تدريبات في مهارات التواصل الاجتماعية.
5- تدريبات خاصة تُقدّم العون للأهل وأفراد العائلة.
6- علاجات دوائية في حال ظهور أعراض نفسية مُصاحبةً لأعراض التوحد؛ كالقلق والاكتئاب وفرط الحركة.
7- الصفوف المدرسية: بالإضافة للأساليب المستخدمة في علاج التوحد؛ حيث من الممكن تغيير الصفوف المدرسية لتُناسب أطفال التوحد بطريقةً أفضل؛ كتقديم المعلومات بطريقة بصرية بالإضافة إلى الطرق السمعية المعتادة؛ كالتعلم عن طريق اللعب مثلاً. ومن الجدير بالذكر أن الطلاب المُصابون باضطراب التوحد يتأقلمون بشكل أفضل عند مرور يومهم بشكل روتيني ثابت.