علاج اضطراب ما بعد الصدمة النفسية بالتعرض

اقرأ في هذا المقال


في العديد من البلدان الصناعية أصبحت الصدمة النفسية الآن أحد أكثر مشكلات الصحة النفسية التي تواجه الأشخاص من جميع الأعمار، نظراً لأنّها أصبحت أكثر قبول من الناحية الثقافية مناقشة الصدمة النفسية والبحث عن العلاج، يوجد العديد من التقنيات التي تهدف إلى الحد من أعراض القلق تستمر في التطور، واحدة منها تسمّى العلاج بالتعرض (ET)، هو أحد أنواع العلاج السلوكي الذي يهدف إلى مساعدة الناس على التغلب على المخاوف والرهاب والإكراه.

ما هو العلاج بالتعرض

يعتبر العلاج بالتعرض من أحد الأساليب السلوكية الذي يشمل مواجهة المخاوف والمواقف أو الأشياء التي تسبب القلق، الهدف الأساسي من العلاج بالتعرض هو تقليل المشاعر غير المنطقية التي يربطها شخص ما بحافز كائن أو موقف، يمكن أن يشمل ذلك كل من المحفزات الخارجية بما في ذلك الأجسام المخيفة والحيوانات مثل الثعابين، كذلك الأنشطة مثل الطيران أو المنبهات الداخلية، مثل الأفكار المخيفة والأحاسيس الجسدية غير المريحة.

إنّ التعرض عكس التجنب، وهو ما يقوم به الناس غالباً عندما يخشون بعض الأشياء، كما أكَّدت الجمعية النفسية الأمريكية، بالرّغم من أنّ التجنّب يساعد في تقليل مشاعر الخوف على المدى القصير، إلّا أنّه على المدى الطويل يجعل الخوف أسوأ، فالتعرّض للكائنات أو المواقف المخيفة في بيئة آمنة يساعد في تقليل الخوف وتقليل التجنّب، بدلاً من الخوف يتم تعلّم ردود الفعل الجديدة على التحفيز الذي ينتج الخوف، مثل الهدوء من خلال التعرض المتكرر، هذا يجعل العلاج بالتعرّض شكلاً من أشكال الحساسية.

أنواع العلاج بالتعرض

  • التعرض والوقاية من الاستجابة: في الغالب يتم استخدام هذا النوع من أجل التخلّص من الوسواس القهري، تشمل هذه التقنية ظهور مخاوف المريض ثم يجعله يقاوم الانخراط في الطقوس الطبيعية أو الإكراهات.
  • علاج التعرض الذاتي: يتم ذلك دون توجيه من الطبيب المعالج فهو ينطوي بشكل تدريجي أو بشكل مفاجئ على الدخول في مواقف مرعبة حتى يشعر الشخص بالقلق، قد يرغب في أن يبدأ من خلال سرد مخاوفه بالترتيب من الأقل إلى الأكثر مخيف أو عن طريق تحديد هدف محدد يتعلق بخوفه ثمّ سرد الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة النفسية بالتعرض

انخفاض القلق والإجهاد بسبب التعود

أكّدت الدراسات الاستقصائية أنّ الأشخاص الذين لديهم تاريخ مؤلم يصيبون في الغالب تفضيلهم للعلاج بالتعرض على طرق العلاج الأخرى، بالرّغم من أنّه قد يكون أسلوب مخيف للبدء به، فكلما تعرّض شخص ما لشيء مخيف دون حدوث أي شيء سيء، كلما أصبح الشخص أكثر راحة مع مواجهة الخوف بشكل متكرر، يُعرف هذا باسم التعوّد؛ حيث تتناقص الاستجابات للأجسام والمواقف المخيفة عندما تصبح أكثر دراية.

أكدت الدراسات أن التعود مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فقد وجد أنّ العلاج المستند إلى التعرض يرتبط بتحسين النتائج الوظيفية والأعراضية للمرضى الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، كما يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون من استئناف الأنشطة اليومية، فقد وجد أيضاً أنه يقلل الأعراض، بما في ذلك الغضب والشعور بالذنب والإدراك السلبي للصحة والاكتئاب، بين المصابين باضطرابات القلق.

وقف العادات غير المرغوب فيها وأنماط فكر الانقراض

يتم ذلك من خلال كسر الروابط في الاعتبار بين المواقف المخيفة والنتائج السيئة، مثلاً يمكن أن يكون علاج التعرض للوسواس القهري فعال لأنّه يعلّم الشخص أن إيقاف الطقوس من السلوكيات غير المرغوب فيها، لن ينتج عنه أي شيء مخيف فعلياً، غالباً ما يجرى تدريجياً باستخدام سلم الخوف، يتم ذلك من خلال الوصول إلى نهاية سلم الخوف، يتعلم المريض كيفية تحديد الأشياء التي تزعجه أو يتعرف عليها، يدرك الرّغبة في الانخراط في إكراه، ثمّ التعامل مع القلق في الوقت الحقيقي باستخدام آليات المواجهة الأخرى.

تحسين مهارات التعامل والثقة

عندما يلتزم الأشخاص بمواجهة مخاوفهم تشير الأبحاث إلى أنّهم في الغالب ما يكتسبون الثقة في قدرتهم على التعامل مع المواقف المخيفة أو المخيفة في المستقبل، تصبح مهارات التأقلم الجديدة متاحة؛ حيث لم يعد التجنُّب والإكراه يستخدمان لمعالجة القلق، مثلاً يمكن أن يكون العلاج بالتعرض للقلق الاجتماعي مفيد لأنّه يعلم الناس أن يثقوا بأنفسهم حول الآخرين، بدلاً من تجنب المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الرّفض أو النظر إلى الغباء أو عدم الذكاء.


شارك المقالة: