مظاهر وأسباب العناد عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


ليس سرَّاً أنّ علاقة المُراهق بمن حوله غالباً ما تكُون مُتوترة، فقد أَصبح الأمر اليوم مؤكد بشكل علمي من قبل مُتخصِّصين في علم الأعصاب، أجروا دراسة مُشتركة بين أهم الجامعات الأميركيّة، النتائج التي توصَّلوا إليها جاءت عن طريق أدلة دماغية. دعا الباحثون من جامعات مختلفة 32 مراهق ومراهقة، يبلغ معدّل عمرهم 14 سنة إلى مختبر تصوير الدِّماغ، طُلِبَ منهم التمدُّد على الماسح الضوئي، أسمعوهم تسجيلَين تبلغ مدتهما معاً دقيقة واحدة، يتضمّنان انتقاداً من والدة كل واحد منهم، فبدأ التوتر يظهر بشكل كبير عليهم دون استثناء.

عناد المراهقين

من المُمكن وصفُ العناد كمشكلة تربويّة عند الأطفال والمراهقين بأنّه حالةٌ من الامتناع والاحتجاج يُبديها الأطفال والمراهقين تجاهَ التعليمات والإرشادات المُوجهة إليهم، مع التشبُّث والإصرار على الرّفض، دون إبداء أيّ مُبرّر مقنع، تَتّصف مظاهره بامتناع المراهق العنيد عن الاستجابة بشكل مُستمر للأوامر والتّوجيهات التي يتلقّاها، أيضاً مقابلتها بالمُقاومة والجدال المُتواصل، الثبات على موقف الرَّفض وعدم التنازل، مثل رفض المراهق الذهاب للمدرسة، رفضه حلِّ واجباته، رفض تناول الأطعمة، على الرّغم من تلقِّيه الإرشادات ممَّن أكبر منه بكلِّ رفق وهدوء.

مظاهر العناد عند المراهقين

  • رفض الأوامر والقيام بعِصيانها.
  • عدم أداء المهمّات الموكولة إليه بشكل مباشر، التأخُّر في الاستجابة، إضافةً إلى التسويف.
  • الإصرار على مُمارسة السلوكيّات المَنبوذة وغير اللائقة.
  • الاستجابات المُبالغ فيها، الغضب لأتفه الأسباب.
  • الإصرار على سلوك الاستبداد والاستيلاء في سبيل الحصول على ما يريد.
  • يرى المراهق نفسه دائماً في موضع المُصيب وصاحب الحقِّ، يرفض الانصياع والتنازل عن آرائه.

أسباب عناد المراهقين

  • التساهل مع المراهق والتدليل الزائد، إضافةً إلى الاستجابة السريعة لرغباته؛ ممَّا يُحدث خلل في شخصيّة المراهقين.
  • تفضيل أحد الأُخوة عليه، ممَّا يجعله يسعى لاتباع سلوك انتقامي.
  • افتقاد الشُّعور بالأمان النفسي والاجتماعي  وتذبذب الشخصيّة.
  • رغبة المراهق في إثبات ذاته، فهو يعد رد فعل للشُّعور بالعجز.
  • افتقاد التواصل بين المراهق والأهل حتى يُتاح لهم معرفة مُطلباته واهتماماته.
  • يحاول المراهق الاستقلال بنفسه والاعتماد على ذاته، أيضاً حمايتها، العناد مُحصَّلة تصادم رغبات الكبار والصغار، من الممكن أن يكون العناد مؤقَّت.
  • التذبذب في المعاملة.
  • البرامج الموجهة للمراهقين التي تبرز المواقف الشريرة والمُشاكسة، مثل المصارعة والقيام بتقليد ذلك على الأخوة للانتقام.
  • ردُّ فعل ضد الشعور بالتقصير.
  • تعزيز سلوك العناد من الأشخاص الآخرين، خاصة الأصدقاء.

طرق التعامل مع العناد لدى المراهقين

  • الاستماع والاحترام: من المهم أن يستمع الوالدان أو المربون إلى المراهقين بتفهم واحترام. فهم مشاعرهم ووجهات نظرهم يعزز من التواصل الفعّال ويقلل من فرص التصادم.

  • توفير خيارات: تقديم خيارات للمراهقين بدلاً من فرض الأوامر يمكن أن يقلل من سلوك العناد. عندما يشعر المراهقون بأن لديهم السيطرة على بعض القرارات، يكونون أكثر استعداداً للتعاون.

  • تعليم مهارات التواصل: تعليم المراهقين كيفية التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطرق بنّاءة يساعد في تقليل العناد. تشجيعهم على استخدام مهارات التواصل الفعّال يمكن أن يحسن من العلاقة بينهم وبين الوالدين.

  • التأكيد على القيم والإيجابيات: تعزيز القيم الإيجابية وتعزيز السلوكيات الجيدة من خلال التعزيز الإيجابي يمكن أن يساعد في تقليل العناد. التركيز على الإيجابيات بدلاً من التركيز على السلوك السلبي يعزز من التغيير الإيجابي.

  • تحديد القواعد بوضوح: وضع قواعد واضحة ومتفق عليها مسبقاً يساعد في تقليل التصادمات. من المهم أن تكون القواعد منطقية ومفهومة للمراهقين، ويجب على الوالدين أن يكونوا ثابتين ولكن مرنين في تطبيقها.

  • التحكم في التوتر: إدارة التوتر والضغوط العائلية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلوك المراهقين. خلق بيئة هادئة ومستقرة في المنزل يعزز من قدرة المراهقين على التفاعل بشكل إيجابي.

  • البحث عن الدعم المتخصص: في الحالات التي يكون فيها العناد مشكلة مستمرة أو يؤثر على العلاقات بشكل كبير، قد يكون من المفيد البحث عن مساعدة متخصصين في الصحة النفسية. المستشارون النفسيون يمكنهم تقديم استراتيجيات وأساليب للتعامل مع سلوك العناد بفعالية.

العناد عند المراهقين هو سلوك يمكن أن يكون جزءًا طبيعيًا من نموهم وتطورهم، لكنه يحتاج إلى التعامل معه بحكمة وصبر. من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء سلوك العناد وتطبيق استراتيجيات فعّالة، يمكن للوالدين والمربين مساعدة المراهقين على تجاوز هذه المرحلة بطريقة إيجابية وبناءة. إن تعزيز التواصل الفعّال، وتوفير الخيارات، وتعليم مهارات التواصل، وتحديد القواعد بوضوح يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين العلاقات وتقليل سلوك العناد.


شارك المقالة: