تشير مؤشرات النظريات المرجعية في علم النفس لنموذجين أساسيين لكيفية إشارة الكلمات إلى الأشياء، من حيث النموذج الوصفي حيث تشير الكلمات من خلال اقترانها بطريقة ما، بوصف يعمل على عزل كائن معين كمرجع، تُشتق الإصدارات المختلفة من هذا النموذج من طرق مختلفة لربط الأوصاف ذات الصلة باستخدامات معينة للكلمات من حيث المؤشرات النقية وغير النقية.
مؤشرات النظريات المرجعية في علم النفس
تتمثل أهم مؤشرات النظريات المرجعية في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المؤشرات النقية
تعتبر المؤشرات النقية في النظريات المرجعية هي تعبيرات يبدو أن مرجعها يتفاوت مع بعض الجوانب المنتظمة جدًا للسياقات التي يتم استخدامها فيها، حيث أنه هنا يجب فهم السياق على أنه يتضمن من بين أمور أخرى المتحدث والمستمع والوقت والمكان، وفي المقابل من المفترض أن تكون الإشارة إلى المؤشرات غير النقية أكثر صعوبة في التوصيف من حيث انتقاء بعض السمات المميزة والقابلة للتكرار للسياق.
في حين أن وجود هذا التمييز وأهميته مثيران للجدل إذا ثبت أن التمييز حقيقي ومهم، تتضمن الأمثلة القياسية للمؤشرات البحتة مثل عبارة أنا وعبارة هنا وعبارة الآن ويمكن القول عبارة أنت، فإن قائمة المؤشرات غير النقية متفق عليها عمومًا لتشمل هذه العبارات.
يعتبر النهج التقليدي للمؤشرات النقية الذي يعود تاريخه إلى نظريات المرجعية هو أن مرجع هذه التعبيرات يتم إصلاحه بنوع من المحتوى الوصفي المرتبط بالمتحدث بالتعبير، حيث أن هذا الوصف المحدد للمرجع هو معنى نطق معين للتعبير، حيث أن الدافع وراء مثل هذا الرأي بديهي إلى حد كبير، ومن المؤكد أن الفهارس تبدو وكأنها تعني شيئًا ما، ومن المفترض أن يكون لمعانيها علاقة بالكيفية التي تشير بها هذه التعبيرات.
يعتبر أحد الاعتراضات الواضحة على هذا الرأي هو أن ما يشير إليه المصطلح وعبارة أنا لا يبدو أنه حساس لأي نوع من المحتوى الوصفي الذي قد يقرنه المتحدث بهذا المصطلح، على سبيل المثال حقيقة أن الفرد قد يقوم بربط وصف الشخص المقابل له بمصطلح “أنا” لا يعني أنه يمكنه بطريقة ما أن ينجح في استخدام مصطلح “أنا” للإشارة إلى شخص ثاني.
هناك مشكلة أخرى مع هذا الرأي تمت مناقشتها على نطاق واسع في النظريات المرجعية في علم النفس وهي أن اتخاذ هذه الأوصاف المرجعية المرجعية لتكون جزءًا مما نؤكده عندما نستخدم المؤشرات يمكن أن يؤدي إلى قيامنا ببعض التنبؤات الغريبة إلى حد ما، مثل قول الفرد أنا جائع، لقد أكدنا هنا أشياء مختلفة جدًا ومع ذلك وفقًا للوصفي الكلاسيكي فقد أكدنا نفس الشيء وبالتحديد عبارة أن المتحدث جائع.
جادل علماء النفس بأن المؤشرات هي انعكاسات رمزية مما يعني أن الأوصاف التي يجب أن ترتبط بها ستحتاج إلى تضمين صريح إشارة إلى نطق هذا الاستخدام الرمزي للغاية للمصطلح، لذلك على سبيل المثال قد يكون وصف عبارة أنا المتحدث عن هذا الرمز المميز لأنا؛ نظرًا لأنه سيتم تضمين رموز مختلفة عندما ينطق كل منها.
حيث أنه بالنسبة لمؤشرات الرموز المميزة على الأقل فإن الأوصاف ذات الصلة ليست تحت سيطرة المتحدث، ولكنها مرتبطة بمصطلحات معينة عبر قواعد اللغة، فيمكننا حينئذٍ تجنب الاعتراض السابق أيضًا، وتم تطوير طريقة مختلفة من خلال أخذ العديد من العناصر نفسها التي كان من الممكن العمل معها، من خلال وضعهم في إطار مرجعي مباشر حيث يكون معنى المؤشر في السياق مساهمه في ما يقال أو يتم التأكيد عليه هو مجرد موضوع.
2- المؤشرات غير النقية
على النقيض من المؤشرات النقية البحتة تبدو الإشارة إلى المؤشرات غير النقية أو المظاهر الحقيقية أقل قابلية للتحليل من حيث المصطلحات في النظريات المرجعية والنظريات الشخصية، فبعد كل شيء ما هي الميزة المعتادة لسياق الكلام التي قد تعمل أي من هذه المصطلحات على انتقاءها؟ قد يكون أحد الخيارات هو أن نقول إن الرموز المميزة لكل من هذه تشير ببساطة إلى البرهان من السياق.
ولكن هذا لا يهدد فقط بإجبارنا على القول بأن كل هذه المصطلحات تعني فعليًا نفس الشيء وهو أمر يبدو غير بديهي إلى حد ما، حيث أننا الآن نحن بحاجة أيضًا إلى معرفة ما يخدم بالضبط لجعل شيء ما إثباتًا في سياق ما وماذا سنفعل عند استخدام مصطلحات متعددة، أو حالات متعددة من نفس المصطلح في نطاق واحد، مع الاعتقاد حقًا أن السياقات لا تتضمن دورًا توضيحيًا فحسب بل تتضمن أيضًا دورًا إيضاحيًا أولًا.
تظهر عدة ردود محتملة في المؤشرات غير النقية للنظريات المرجعية في علم النفس فقد نحاول الاستفادة من حقيقة أن العديد من استخدامات هذه المصطلحات مصحوبة بإيماءات ظاهرية، لذا فإن مثل هذه الإيماءات هي التي تعمل على جعل الأشياء تمثل مظاهر السياقات واحدة لكل استخدام لمؤشر محدد، ويعطينا هذا الاقتراح أيضًا طريقة طبيعية لفهم ما يجعل شيئًا ما هو البرهان الأول مقابل الثاني.
من ناحية أخرى يواجه هذا النهج اعتراضًا واضحًا إلى حد ما فالعديد من الاستخدامات الجيدة تمامًا للمؤشرات غير النقية والتوضيحات لا يصاحبها أي نوع من الإيماءات الظاهرية، حيث تؤدي هذه الملاحظة إلى استجابة محتملة ثانية وهي استجابة من نواح كثيرة هي تعميم لهذا وربما لا تكون الإيماءة الظاهرية هي التي تجعل الشيء هو البرهان، بل ما تفعله هذه الإيماءة.
تعمل الإيماءات التي قد نأخذها على جعل الأشياء بارزة في السياق، لذلك ربما ما يهم هو أن يكون الشيء بارزًا بشكل خاص في سياق ما، وربما يكون هذا هو ما يجعله دليلاً سواء كان ذلك البروز نتيجة مباشرة لإيماءة ظاهرية أم لا، من خلال تجسيد هذا النوع من النظرة والدفاع عنه بواسطة الفكرة الأساسية وهي أن مصطلح مرجعي محدد يشير إلى كل من يعتبر بارز في السياق.
مع ذلك بمجرد أن نفكر في الاستخدامات المجردة للمؤشرات غير النقية للنظريات المرجعية في علم النفس والتي لا يبدو أنها تحتوي على أي معلومات جوهرية حول الفرز ذي الصلة، في حين أنه قد يبدو من المعقول بدرجة كافية أن يتم اعتبار بعض الأشياء على أنها الأكثر بروزًا في سياق ما، إلا أنه يبدو أقل معقولية أن تحتوي السياقات على كائنات بارزة إلى أقصى حد بسيطة أو بدون مزيد من التأهيل.
في النهاية يمكن التلخيص أن:
1- مؤشرات النظريات المرجعية في علم النفس هي نماذج ترابطية أساسية لكيفية إشارة الكلمات إلى الأشياء، من حيث النماذج الوصفية التي تصف الأشياء والأشخاص والأماكن من حيث الرموز.
2- حيث تشير الكلمات من خلال اقترانها بطريقة ما، بوصف يعمل على عزل كائن معين كمرجع، تُشتق الإصدارات المختلفة من هذا النموذج من طرق مختلفة لربط الأوصاف ذات الصلة باستخدامات معينة للكلمات.
3- تتمثل أهم المؤشرات الخاصة بالنظريات المرجعية من خلال المؤشرات النقية وغير النقية.