اقرأ في هذا المقال
- ما هو العمر العقلي في علم النفس
- مقياس العمر العقلي في علم النفس
- العمر العقلي مقابل العمر الزمني في علم النفس
يعبر العمر العقلي في علم النفس عن مقياس الإنجاز العقلي للفرد مقارنة بالمجموعة المرجعية وفقًا للعمر الزمني، حيث أن لكل شخص منا العديد من القدرات المعرفية التي تميزه عن غيره وخاصة الأشخاص القريبين من نفس العمر، فكثيراً ما نقول فلان أذكى من أصدقائه وفلان يستطيع حل مسألة صعبة من بين أقرانه وهكذا.
ما هو العمر العقلي في علم النفس
عند تخيل أننا نراقب مجموعة من الأولاد في سن 12 عامًا، ونلاحظ أنهم جميعًا يبدون مختلفين تمامًا عن بعضهم البعض، على الرغم من أنهم في نفس العمر، فبعض الأولاد أكثر قوة، في حين أن البعض الآخر طويل ونحيف، ونلاحظ أن البعض قد بدأ بالفعل طفرة نموه في حين أن البعض الآخر لم يتبعه بعد.
ونلاحظ أيضًا أن بعض الأولاد أقوى ويمكنهم تحمل المزيد من الأنشطة البدنية مقارنة بنظرائهم من نفس العمر، مثلما يختلف هؤلاء الأولاد في مهاراتهم وسماتهم الجسدية، فإنهم يختلفون أيضًا في مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والذهنية، على الرغم من أنهم جميعًا في نفس العمر.
إذن ماذا نعني بالضبط بالعمر العقلي؟ العمر العقلي من وجهة نظر علم النفس هو المستوى العمري للقدرة العقلية للفرد، حيث يعتمد على العمر الذي يستغرقه الفرد العادي للوصول إلى نفس المستوى من التحصيل العقلي، ومنها يُقاس العمر العقلي عادةً باختبارات ذكاء معيارية، على سبيل المثال قامت الإصدارات المبكرة من مقاييس ستانفورد بينيه للذكاء بحساب العمر العقلي بناءً على مدى جودة أداء الطفل في الاختبار.
يعتبر مفهوم العمر العقلي في علم النفس من المفاهيم التي تم طرح العديد من وجهات النظر حولها، حيث يعتقد أولئك الذين يتماشون مع موضوع العمر العقلي أنه على الرغم من أن الأفراد ينمون ذهنياً بمعدلات متنوعة ومتباينة، فإن اتجاه النمو الذهني هو نفسه بالنسبة لجميع الأفراد، ويرونون أيضًا أن العمر العقلي ليس يتلك الأهمية بالنسبة للبالغين لأن ذكاء البالغين يتغير قليلاً جدًا من سنة إلى أخرى.
أولئك الذين لا يتفقون مع المفهوم يعتقدون أن النمو الذهني أو الفكري ليس طريقًا مستقيمًا، بدلاً من ذلك قد يتبنى بعض الأفراد قدرات معرفية ذهنية معينة بشكل أسرع من تحسين قدراتهم الفكرية الأخرى، على سبيل المثال قد يقرأ الطفل البالغ من العمر 16 عامًا أقل بكثير من مستوى صفه، ولكنه قد يكون قادرًا على فهم الرياضيات المتقدمة على مستوى الكلية.
مقياس العمر العقلي في علم النفس
يعتبر العمر العقلي من وجهة نظر علم النفس أنها وحدة مقياس عددية مشتقة من قسمة نتائج الفرد في اختبار ذكاء على متوسط الدرجات لأشخاص آخرين من نفس العمر، وبالتالي فإن الشخص البالغ من العمر 5 سنوات الذي كسب 150 علامة في اختبار الذكاء سيكون له عمر عقلي 6 فمتوسط الدرجة المناسبة للعمر هو 100؛ لذلك فإن (150/100) × 5 = 6 ويعتبر مقياس الأداء في العمر العقلي ليس فعالاً بعد سن 14.
يعتبر العمر العقلي في علم النفس هو مقياس في حد ذاته ومستقل يستخدم في الاختبار النفسي ويعبر عن التحصيل العقلي للفرد من حيث عدد السنوات التي يستغرقها الطفل العادي للوصول إلى نفس المستوى، وهو قياس لقدرة الشخص على التفكير والفهم والذي يتم التعبير عنه على أنه العمر الذي يصل فيه الشخص العادي إلى نفس المستوى من القدرة.
من السهل معرفة كم عمر الفرد بالترتيب الزمني إذا كان عمرك 10 سنوات، فإن عمرك الزمني هو 10، لكن تحديد العمر العقلي للشخص أو المستوى العمري الذي يعمل فيه عقليًا أو فكريًا، يكون أصعب بكثير، حيث طور علماء النفس بالفعل اختبارات لقياس العمر العقلي ويقيس مستوى أداء الشخص لأنه يتوافق مع عمره الزمني، على سبيل المثال قد يتمكن طفل في سن العاشرة من إجراء رياضيات معقدة وقراءة أكثر فاعلية، وفهم أكثر من طفل آخر في نفس العمر، في هذه الحالة قد نقول أن أحد الأطفال لديه عمر عقلي أكبر من الآخر وأنه أكثر انسجامًا معرفيًا مع الأشخاص الأكبر سنًا بعدة سنوات.
العمر العقلي مقابل العمر الزمني في علم النفس
ليس مفاجئاً أن يكون العمر العقلي مساوي للعمر الزمني حيث أنه في العديد من المجالات لا زال يستخدم كل من المفهومين على أساس مفهوم واحد، بينما يتم التعبير عن كلا العمرين بالأعداد يكمن الاختلاف بشكل أساسي فيما يتم قياسه فغالباً ما يستخدم الناس المفهومين بنفس المعنى وبالتبادل، مما يصبح سبباً لعدم التركيز بشكل كافي على تقدم العمر العقلي.
يعبر العمر الزمني عن عدد السنوات التي يمر بها الفرد منذ الولادة ليومه الحالي، بينما يرتبط العمر العقلي بالذكاء وحاصل التعلم، حيث يعبر العمر العقلي عن قدرة الشخص العقلية ومهاراته المتنوعة وذات الكفاءة العالية، ومن الممكن تقييم العمر العقلي من خلال العديد من المقاييس النفسية لمعرفة العديد من الجوانب مثل القدرة على القيام بالتحليل المنطقي وفهم العلاقات المتداخلة الملموسة والمجردة.
تتمثل جوانب العمر العقلي أيضاً في القدرة على استخدام الكثل لتحليل وإعادة إنتاج التصاميم المجردة، والعمل من الكل إلى الجزء وإعادة الأعمار، والقدرة على إدراك نموذج ثلاثي الأبعاد وترجمته وتحويله إلى نموذج خطي، ويقيس العمر العقلي مهارات الإدراك البصري والتنظيم والاستدلال باستخدام المواد غير غير اللفظية المعروضة بصرياً، والبراعة المطلوبة للتسلسل العقلي للمعلومات، والقدرة على تنظيم الانتباه والذاكرة السمعية قصيرة المدى والتصوير البصري المكاني وسرعة المعالجة.
يعتمد العمر العقلي من وجهه نظر علم النفس على العديد من الجوانب الأخرى؛ وذلك من أجل التأكد مما إذا كانت الكليات العقلية قد تطورت إلى ما بعد العصر الزمني لكشف المواهب المتأصلة التي يجسدها الطفل، حيث أن العمر العقلي يكشف عن القدرات المعرفية التي تتوافق مع متوسط العمر الطبيعي وما هي المناطق التي تظهر عليها علامات القيود أو التحديات التي قد يقوم بها الفرد، مثل المسابقات والمهام التنافسية.
بينما يعبر العمر الزمني عن أحد المفاهيم الأكثر وضوحاً وبساطة التي يجب فهمها ولا يوجد حساب في العمر الزمني كل ما علينا فعله هو طرح تاريخ الميلاد من تاريخ التقييم الحالي، حيث يتم التعبير عن العمر الزمني من حيث السنوات أو الأشهر أو حتى الأيام، حيث لا يمكن السيطرة على العمر الزمني ولا توجد مفاجئات أو أي صدف في العمر الزمني مثل العمر العقلي، ولكن ينظر الى العمر الزمني على نطاق واسع على أنه السن القانوني للتقدم في جميع الأنظمة سواء النظام المدرسي أو النظام المهني في العمل.
العمر الزمني هو أيضًا معيار في الاختبار النفسي يتم على أساسه قياس تراكيب معينة، على سبيل المثال تعتمد درجة معدل الذكاء لدينا على مستوى ذكائنا فيما يتعلق بالأفراد الآخرين في عمرنا الزمني.