اقرأ في هذا المقال
- ما هو علم الظواهر في علم النفس
- محتويات علم الظواهر في علم النفس
- تخصص علم الظواهر في علم النفس
- كيف يدرس علم الظواهر التجربة الواعية في علم النفس
علم الظواهر في علم النفس هو دراسة هياكل الوعي كما تم تجربتها من وجهة نظر الفرد نفسه، حيث يعتبر الهيكل المركزي للتجربة هو قصدها وتوجيهها نحو شيء ما؛ لأنها تعتبر تجربة، حيث يتم توجيه التجربة نحو كائن بحكم محتواه أو معناه الذي يمثل الشيء جنبًا إلى جنب مع الظروف التمكينية المناسبة.
ما هو علم الظواهر في علم النفس
يُفهم علم الظواهر في علم النفس بشكل عام بإحدى طريقتين وهي أنه يعتبر حقل تخصصي أو حركة تجريبية، حيث يمكن تعريف تخصص علم الظواهر في البداية على أنه فحص تركيب الخبرة أو الوعي، فعلم الظواهر حرفيًا هي فحص ومعرفة الظواهر التي تتمثل في ظهور الأشياء، أو المواقف كما تظهر في تجربتنا، أو الطرق التي نختبر بها هذه المواقف، وبالتالي المعاني التي تحملها المواقف في تجربتنا.
يدرس علم الظواهر في علم النفس التجربة الواعية من منظور ذاتي أي من منظور الفرد نفسه الذي يقوم بالموقف أو التجربة، حيث يجب بعد ذلك تمييز مجال الظواهر هذا عن المجالات الرئيسية الأخرى وربطها بها والتي تتمثل بعلم الوجود، ونظرية المعرفة لدراسة المعرفة، والمنطق لدراسة الاستدلال الصحيح، والأخلاق لدراسة التصرف الصحيح والخطأ.
والحركة التاريخية لعلم الظواهر في علم النفس هي التقليد النفسي والفلسفي الذي وجد في النصف الأول من القرن العشرين، وفي تلك الحركة تم تقدير تخصص علم الظواهر باعتباره الأساس الصحيح لكل فلسفة نفسية على عكس غيره مثل الأخلاق أو الوجودية أو نظرية المعرفة.
وفي فلسفة العقل غالبًا ما يقتصر مصطلح علم الظواهر في علم النفس على توصيف الصفات الحسية للرؤية والسمع وما إلى ذلك، في معنى أن يكون لدينا أحاسيس من أنواع مختلفة، ومع ذلك فإن تجربتنا عادة ما تكون أكثر ثراءً في المحتوى من مجرد الإحساس.
ووفقًا لذلك في علم الظواهر في علم النفس يتم إعطاء هذا الإدراك الحسي مجالًا أوسع بكثير، حيث تتناول المعنى الذي تحمله الأشياء في تجربتنا، ولا سيما أهمية الأشياء والأحداث والأدوات وتدفق الوقت والذات وغيرها، عند ظهور هذه الأشياء ولديهم خبرة في عالم الحياة.
كان علم الظواهر كنظام أساسي في تقاليد فلسفة العقل للتحليل النفسي التي تطورت طوال القرن العشرين، ومع ذلك فإن الطابع الأساسي لنشاطنا العقلي يتم متابعته بطرق متداخلة ضمن هذين التقليدين، ووفقًا لذلك فإن منظور علم الظواهر المرسوم في علم النفس سوف يستوعب تقاليد العقل مع التحليل النفسي.
محتويات علم الظواهر في علم النفس
في الأساس تُدرس الظواهر كبنية أو مجموعة محتويات لأنواع مختلفة من الخبرة تتراوح من الإدراك والفكر والذاكرة والخيال والعاطفة والرغبة والإرادة، إلى الوعي الجسدي والأعمال المتجسدة والأنشطة الاجتماعية، بما في ذلك الأنشطة اللغوية، حيث تحتوي بُنية هذه الأشكال من الخبرة في العادة ما يُطلق عليه بالقصدية، أي توجيه التجربة نحو الأشياء في العالم، وخاصية الوعي بأنها وعي بشيء أو بشأنه.
وفقًا لعلم الظواهر في علم النفس بشكل كلاسيكي فإن تجربتنا موجهة نحو تمثيل أو نية الأشياء فقط من خلال مفاهيم وأفكار وصور معينة، وهذه تشكل معنى أو محتوى تجربة معينة، وهي متميزة عن الأشياء التي يتم تقديمها بشكل مقصود.
إن البنية الأساسية المتعمدة للوعي من محتويات علم الظواهر في علم النفس، التي نجدها في التفكير أو التحليل، تتضمن أشكالًا أخرى من الخبرة، وهكذا فإن علم الظواهر في علم النفس تطور حسابًا معقدًا للإدراك الزمني ضمن تيار الوعي، والإدراك المكاني خاصة في الإدراك، والانتباه في التمييز بين الإدراك البؤري والهامشي أو الأفقي، وإدراك تجربة الفرد من حيث الوعي الذاتي في حاسة واحدة.
تتمثل محتويات علم الظواهر في علم النفس في إدراك الذات والوعي الذاتي، والذات في أدوار مختلفة مثل التفكير والتمثيل وما إلى ذلك، والأداء المتجسد بما في ذلك الإدراك الحركي لتحرك الفرد، والهدف أو النية في الأداء، ووعي الأفراد المقابلين في التعاطف والذاتية المشتركة والجماعية، والنشاط اللغوي الذي يتضمن المعنى والتواصل وفهم الآخرين، والتفاعل الاجتماعي بما في ذلك العمل الجماعي والسلوك الجمعي.
تتضمن محتويات علم الظواهر في علم النفس التجسيد والمهارات الجسدية والسياق الثقافي، واللغة والممارسات الاجتماعية الأخرى والخلفية الاجتماعية والجوانب السياقية للأنشطة المقصودة، وهكذا يقود علم الظواهر في علم النفس من التجربة الواعية إلى الظروف التي تساعد على إعطاء التجربة قصدها، حيث ركزت الظواهر التقليدية على الظروف الشخصية والعملية والاجتماعية للتجربة.
تخصص علم الظواهر في علم النفس
يتم تحديد تخصص علم الظواهر في علم النفس من خلال مجال دراسته وطرقه ونتائجه الرئيسية، حيث يدرس علم الظواهر نصوص وأشكال التجربة الواعية كما يتم تجربتها من وجهة نظر الفرد نفسه، إلى جانب ظروف التجربة التي ترتبط بها، خاصة الهيكل المركزي للتجربة والطريقة التي يتم بها توجيهها عن طريق محتواها أو معناها نحو كائن معين في العالم.
في تخصص علم الظواهر في علم النفس نختبر جميعًا أنواعًا مختلفة من الخبرة بما في ذلك الإدراك، والخيال والفكر والعواطف والرغبة والإرادة والأداء، وبالتالي فإن مجال الظواهر هو نطاق التجارب بما في ذلك هذه الأنواع التي لا تشمل الخبرة فقط الخبرة السلبية نسبيًا كما في الرؤية أو السمع، ولكن أيضًا الخبرة النشطة مثل المشي.
في تخصص علم الظواهر في علم النفس تتمتع التجارب الواعية بميزة فريدة فنحن نختبرها، ونعيش من خلالها أو نؤديها، وأشياء أخرى في العالم قد نلاحظها ونشارك فيها لكننا لا نختبرها، بمعنى أننا نعيشها أو نؤديها، هذه السمة التجريبية تلك الخاصة بالتجربة هي جزء أساسي من طبيعة أو بنية التجربة الواعية، فهذه السمة هي في نفس الوقت ظاهرة ووجودية تفسر كل تجربة، إنها جزء مما يجب أن تكون التجربة ظاهرية وجزء مما يجب أن تكون عليه التجربة وجودية.
كيف يدرس علم الظواهر التجربة الواعية في علم النفس
في علم الظواهر في علم النفس نحن نفكر في أنواع مختلفة من التجارب تمامًا كما نختبرها، وهذا يعني أننا ننطلق من وجهة نظر الفرد الذاتية، ومع ذلك فإننا عادة لا نميز تجربة ما في الوقت الذي نقوم فيه بها، ففي كثير من الحالات لا نمتلك هذه القدرة مثل حالة الغضب أو الخوف الشديد، التي تستهلك كل تركيز المرء النفسي في ذلك الوقت.
بدلاً من ذلك نكتسب خلفية أننا عايشنا نوعًا معينًا من الخبرة، ونتطلع إلى إلمامنا بهذا النوع من الخبرة مثل سماع الأصوات، ورؤية المواقف بوضوح أكثر والتفكير في المعلومات، وعزمنا على تخطي المشكلات، حيث تفترض ممارسة الظواهر مثل هذا الإلمام بنوع الخبرات المراد توصيفها، والأهم من ذلك أيضًا أن أنواع الخبرة هي التي تسعى إليها علم الظواهر في علم النفس.
وفي النهاية نجد أن:
1- علم الظواهر في علم النفس هو دراسة هياكل الوعي كما تم تجربتها من وجهة نظر الفرد نفسه، حيث يعتبر الهيكل المركزي للتجربة هو قصدها وتوجيهها نحو شيء ما؛ لأنها تعتبر تجربة.
2- تتمثل محتويات علم الظواهر من محتويات متعددة سواء كان ذلك من ناحية الخبرة أو الإدراك والفكر والذاكرة والخيال والعاطفة والرغبة والإرادة، إلى الوعي الجسدي والعمل المتجسد والنشاط الاجتماعي.
3- تتمتع التجارب الواعية في تخصص علم الظواهر بميزة فريدة فنحن نختبرها، ونعيش من خلالها أو نؤديها، وأشياء أخرى في العالم قد نلاحظها ونشارك فيها لكننا لا نختبرها.