ما هو هوس الضحك؟

اقرأ في هذا المقال


من حالات الهوس المرضي الغريبة التي تظهر على الأشخاص، هو هوس الضحك الذي يعتبر من الحالات النفسية والعصبية النادرة والتي لها تأثير قوي على الشخص المصاب بها، والتي قد تتسبب في الموت.

أنواع وأعراض هوس الضحك:

1- تعتبر هذه الحالة من الحالات التي لها علاقة وثيقة بنفسية الأشخاص، وهو نوع من أنواع هوس الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب مع اختلاف المسميات، وهو حالة تظهر على الشخص من الفرح المفرط أو السعادة البالغة من غير شعور، والضحك بكثرة مبالغ فيها.

2- قد تكون الحالة في مرحلة بسيطة أو سطحية ومؤقتة، وعادةً ما تظهر في أوقات الصدمات الكبرى مثل خسارة أحد الأشخاص، فيكون هول الصدمة والمفاجئة تنتاب بعض الأشخاص حالات ضحك ممزوجة بالدموع، نتيجة عدم تقبل الذهن لهذه الأخبار المؤلمة، وتختفي الحالة بمجرد استيعاب العقل ورضائه بتلك المصائب والمحن.

3- وتوجد بعض حالات الهوس الذي تظهر بسبب الاكتئاب الصامت الذي يظهر الشخص بصورة طبيعية وكثير الضحك لكن في داخله بركان من القلق والتوتر والفشل وأنه ناقم على الحياة وغير سعيد، وكل مؤشرات الاكتئاب متوافرة لديه لكنه يخفي هذا وراء الضحك المفرط.

4- النوع الأخير الضحك الذي يتفاقم إلى حد الموت، لأنه يبقى الشخص يبالغ في الضحكات المتتابعة وهو يشعر بمدى الضيق والحزن، والاكتئاب ترتفع شدته وتصل به إما للانتحار ومحاولة إنهاء تلك الحياة البائسة أو إيذاء الآخرين الذين يقومون بالضغط الحسي والنفسي عليه من غير إدراك للحالة الصعبة التي يواجهها، وما يخفيه وراء هذه الضحكات.

أمراض مرتبطة بهوس الضحك:

الاكتئاب ثنائي القطب:

مرض الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب هما بعض الأمراض النفسية التي يشتكي فيها الأشخاص من بعض المظاهر مثل الحزن المبالغ والفرح المبالغ، البكاء والضحك، فقد يأتي المصاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنه يشتكي من نوبات مفاجئة من البكاء من غير سبب واضح. فيشخص الطبيب الحالة بالاكتئاب ويصرف مضادات الاكتئاب، وبالفعل يتم الحد من نوبات بكاء المصاب، ولكن لا تزال هناك مشكلة.

مريض آخر يرى طبيبه أنه يشتكي من البكاء والضحك غير المبرر، قد يتم تشخيص هذه الحالة باضطراب ثنائي القطب ويتم التعامل على هذا الأساس. في كلتا الحالتين، قد يكون التشخيص صحيح.

اضطراب التعبير العاطفي اللاإرادي:

وفي كثير من الأوقات، قد يكون الضحك بسبب مرض يسمى اضطراب التعبير العاطفي اللاإرادي. التي من أبرز مظاهره البكاء المفاجئ وغير المبرر، والذي لا يمكن السيطرة عليه والذي يحدث مرات عديدة في اليوم من غير سبب معروف، ويمكن أن يظهر الضحك المفاجئ وكذلك نوبات الغضب في كثير من الأوقات، ويصبح المصابين بحالة عزل اجتماعي بدافع الإحراج، مما قد يؤدي إلى مظاهر اكتئاب أخرى.

طرق علاج هوس الضحك:

1- الوسيلة الأنسب هو العلاج السلوكي وتعديل السلوكيات، من خلال مراكز العلاج الطبي التي تعمل على إخراج المشاعر المكبوتة، وجعل الشخص المصاب يتعامل بداخله وليس بالظاهر المختلف، مع إيصاله لنقطة اعتدال في سلوكياته وجعله أكثر توازناً.

2- يجب على الأشخاص الذين يشتكون من هذه الحالة إدراك أنهم في خطر نفسي قوي قد يتطور ويصل إلى مراحل خطيرة ومؤذية، وعليهم أن يقتنعوا أن هذه الحالة لن تظهرهم بمظهر أقوى، فإن الاعتراف بمدى الضعف هو دليل القوة في حد ذاته.

3- بعيدًا عن العلاج بالطب والجلسات مع المختصين، ينبغي أن يدرك الشخص المصاب بهوس الضحك أنه عليه أن يساعد ذاته، أولًا بحل كافة المشاكل من جميع النواحي، وإذا كانت مشاكل نفسية وعاطفية فأن عليه تقبل كافة الأقدار التي تحل عليه من فقدان أو تغييب أو خسارة، والتصرف معها بهدوء وعقلانية وتجاوزها بحلول فعلية عملية، لأن ذلك سوف يعيد التوازن للحياة النفسية والعصبية، ومن الممكن الاستعانة بذوي الخبرة والعقلاء واستشارتهم في كافة ما يمر به الشخص من أزمات.

4- على الشخص الاعتراف بأخطائه، حتى يواجهها ويعمل على حلها بكل مصداقية ومن غير وضع مبررات تجعله عاجز ومحبط عن حل هذه المشكلات العالقة.

5- من المهم جدًا أن يكون الشخص منظم ويعمل على ترتيب جميع خططه وجدول أعماله اليومية، والحفاظ على خطط سير هذه الأيام حتى لا يشعر بضغوطات أو فوضى متعبة، تزيد من التعب والقلق والتوتر.

6- بعد هذا التعامل مع الحياة بأسلوب بعيد عن الروتين، على الشخص القيام بتوسعة دائرة الثقافة والمعارف لديه، وإشغال ذاته بما هو مفيد، وأن لا يترك فراغ الوقت القاتل يسيطر عليه، فإنه يضع الشخص في حالة انشغال بأحاسيس وتراكمات نفسية.


شارك المقالة: