ما هي الأفكار الأساسية في مفهوم منتسوري للتعليم

اقرأ في هذا المقال


تشير ماريا منتسوري إلى عِدّة أفكار أساسية حول مفهومها للتعليم ومن هذه الأفكار سوء الفهم المشترك للآباء والمعلمين حول مفهوم منتسوري للتعليم، والتحضير للكتابة في منتسوري والتحضير للقراءة في منتسوري وبيئة منتسوري.

ما هي الأفكار الأساسية في مفهوم منتسوري للتعليم

سوء الفهم المشترك للآباء والمعلمين حول مفهوم منتسوري للتعليم

أكبر اعتقاد خاطئ هو أن الطفل يجب أن يقرأ ويكتب في سن معينة، ويفشل بعض البالغين في احتضان مدى التطور الذي يحدث عبر الأطفال في طور النمو عادةً، فالقراءة المبكرة ليست بالضرورة أمرًا جيدًا إذا كانت هذه القراءة بالإجبار وتم حفظها فهي عمومًا غير ممتعة للطفل.

وربما ستتعلم في وقت أبكر مما سيضمنه تطورها من تلقاء نفسها، ولكن هناك شيء واحد مؤكد إنه لن تكون مُحبًا للقراءة والكتابة مدى الحياة، علاوة على ذلك قد تتأثر مهارات الاتصال لديها نتيجة للضغط والنهج المتبع في تعلمهم.

حيث يختلف الأطفال في تطور لغتهم خلال هذه السنوات الأولى، لذا يجب على الآباء السماح ببعض الاختلاف في قدرات الأطفال في مختلف الأعمار، ويجب عليهم تشجيع تطوير اللغة والتحلي بالصبر وطلب المساعدة من محترف مؤهل إذا نشأت مخاوف بشأن تقدم الطفل في هذا المجال.

لذلك يمكن لمزيد من المعلمين تسهيل التعلم في المنزل أو تعليم الكبار في حياة الطفل بالطرق التي يمكنهم من خلالها المساعدة في تعلم الطفل، وخاصة اللغة فهي أمر أساسي.

وتقدم دراسات موجزة مكتوبة حول هذه موضوعات، وتقترح طرقًا لتكملة في المنزل بقائمة من الكتب أو الأغاني أو القصائد لتعلم الأصوات، أو القيام بتعليم الوالدين درسًا قويًا مكونًا من ثلاث فترات، وغالبًا ما يبحث الآباء عن طرق لتكملة تعلم أطفالهم ولكنهم ببساطة لا يملكون المعلومات أو التعليم الذي يحتاجون إليه للقيام بذلك بشكل فعال.

ومع وصول الإدراك الصوتي إلى مرحلة التطور، يبدأ الطفل في فهم أن الحروف المختلفة ومجموعات الحروف لها أصوات مختلفة، وفي هذه المرحلة لم يعد الطفل يمتص بسهولة، ويجب أن يبدأ في تنظيم ما استوعبه خلال الأعوام الثلاث الأولى، فالأبجدية هي أحد الأمثلة على كيفية تنظيم الطفل لهذا التعلم.

ويمكن للبالغين المساعدة في الأغاني والقوافي والقصائد، من خلال تتبع الكلمات والجمل أثناء قراءة الكتب له، واللعب بالحروف والأصوات، وتشجيع الطفل على نطق الكلمات بنفسه، عندما يصبح أكثر وأكثر وعيًا، يبدأ حينئذٍ في فهم إنه من خلال تجميع الأحرف معًا، فإنهم يصنعون الكلمات.

التحضير للكتابة في منتسوري

يُعد الكثير من العمل داخل الفصل الدراسي في مرحلة الطفولة المبكرة الطفل للقراءة والكتابة، والانتقال من اليسار إلى اليمين والمهارات الحركية الدقيقة، ولا تتطلب الكتابة من الدماغ فقط فهم كيف تجتمع بعض الأحرف والأصوات معًا لتكوين الكلمات، ولكن تتطلب أيضًا مهارات الحركة الدقيقة والتنسيق لحمل قلم رصاص.

فالأبجدية المتحركة هي أداة داخل منتسوري ترشد الطفل نحو الكتابة لأنه يخلق كلمات من الحروف بشكل مرئي، والعمل عملي لذلك يجب على الطفل استخدام يديه وعقله اللغوي لخلق الكلمات، حيث توفر أحرف ورق الصنفرة وصينية الرمل تجربة مماثلة.

التحضير للقراءة في منتسوري

على عكس الكتابة حيث يتحكم الطفل في اللغة التي يختار أن يرمز إليها بالحروف، فإن القراءة تقدم للطفل شيئًا أكثر تجريدًا، حيث يجب أن ينظم ويضع الرموز على كلمات الآخرين، لذا فإن الطفل يبدأ بالدراسة ثم يصنع عندما يقرأ، ويعد القراء الأوائل مثل (Bob’s Books وMiss Rhonda’s Readers) أدوات رائعة لمساعدة القارئ المبتدئ.

بيئة منتسوري

يعد الفصل الدراسي في منتسوري الطفل لمحو الأمية بطريقتين رئيسيتين: بيئة جيدة الإعداد وتوجيه المعلم، حيث كانت الدكتورة ماريا منتسوري تؤمن ببيئة جيدة الإعداد مع معايير واسعة، وتؤدي هذه النقطة إلى العامل الحاسم التالي وهو إعطاء الطفل حرية التطور بوتيرته الخاصة.

ويُسمح للعديد من الأطفال أن يثقوا في آذانهم وأحكامهم الخاصة، ويظهرون سهولة مذهلة عندما يبدأون في تطوير تعلمهم، وتصف ماريا منتسوري الأسباب التي تجعل السماح للطفل بتوجيه تعلمه أمرًا بالغ الأهمية:

1- يجب دائمًا أن يتم وضع في الاعتبار أن الهدف ليس تعليم القواعد ولكن مساعدة الطفل على تطوير لغته.

2- تمكن المواد في الفصل الطفل من قيادة بداية تعلمه في الحياة العملية، حيث لا يتعلم الطفل فقط المتطلبات الحركية الدقيقة للسكب، على سبيل المثال، ولكنه يطور التركيز والثقة عندما يتعلم العناية بنفسه وبالبيئة، لذلك يشعر الطفل بالحب تجاه بيئته، ويريد أن يهتم بها ويستكشف البيئة أكثر.

3- الحياة العملية تقود الطفل بلطف إلى المنطقة الحسية حيث يكون قادرًا على الاستكشاف بعمق أكبر، وتمنح المواد الموجودة في المنطقة الحسية الطفل بالمزيد من الكلمات للتحدث عن عالمه بالتفصيل، والقدرة على الحديث عن تجاربه فهي الدافع الرئيسي في إشعال رغبة الطفل في عملية التعلم.

4- البيئة الداعمة هي البيئة التي يشعر فيها الأطفال بالقدرة على الكتابة لأسباب حقيقية.

5- تتغلغل اللغة في جميع مناطق بيئة الفصل الدراسي، سواء كانت عجينة اللعب، أو تثقيب الدبوس، أو الأسطوانات المقوسة، أو الأجزاء المعدنية الداخلية، أو كلمات التعقب، ويجب أن تدعم البيئة حتى المحاولات الأولى للكتابة، علاوة على ذلك لا ينبغي أن يحتوي الفصل الدراسي على مركز كتابة واحد ولكن بدلاً من ذلك يجب أن يحتوي على مراكز كتابة متعددة.

6- يوفر هذا النهج للطفل فرصة لممارسة الكتابة بينما يوجه نفسه خلال الفصل الدراسي، وتشمل الأمثلة الإضافية استخدام بطاقات التسمية، ووضع العلامات والتتبع، وإنشاء كتيبات عن علم النبات، وعلم الحيوان والجغرافيا والتاريخ، وحتى الرياضيات.

7- المواد اللغوية، على وجه التحديد، تمنح الطفل مساحة لاكتشاف القراءة والكتابة بالسرعة التي تناسبه، حيث يجب أن يوجه أنشطته ويتخذ القرارات، وليس أنت.

8- تعزل المواد أجزاء من شكل الحرف وأجزاء من الكلمة حتى يتمكن الطالب من كتابة الحروف والقراءة بمفرده.

9- فالمهم في هذه المرحلة المبكرة هو إنه يتدرب على التفكير في كيفية خروج صوت الكلمات حقًا، ويتدرب على تمثيل الأصوات بدقة وفقًا لمعرفة أسماء الحروف والأصوات المتوفرة لديه في الوقت الذي يكتب فيه، وأفضل بكثير للسماح له بأن يثق بأحكامه الدقيقة والتقدم وفقًا لها بدلاً من فرض أي تعسف يتدخل في هذه المرحلة فقط.

وفي الخاتمة نستنتج أن أفكار ماريا منتسوري حول تعليم الأطفال تتشكل حول ضرورة ترك الطفل يتعلم من خلال تجاربه الحسية والتطبيق العملي والحي للأنشطة المتنوعة التي تعزز نمو الطفل وتطوره المعرفي والفكري، ومن خلال هذه الطريقة المبتكرة يتم تعليم الطفل أن يكتب ويقراء كما يتم تعليمه اللغة وثقافة البيئة التي يعيشها.


شارك المقالة: