تعتبر النماذج في علم النفس الوجود ذات أهمية مركزية في العديد من السياقات العلمية، حيث أن مركزية النماذج مثل العديد من النماذج التضخمية والنماذج المعرفية والنماذج التطورية في علم النفس البيولوجي، والنماذج القائمة على العوامل في العلوم الاجتماعية النفسية، حيث يمضي العديد من علماء النفس جهدًا كبيرًا في إنشاء النماذج وتجربتها ومعرفتها من حيث النتائج الناتجة عن النماذج.
ما هي النماذج في علم نفس الوجود
عند التساؤل عن ما هي النماذج في علم نفس الوجود؟ بمعنى ما نوع الكائن الذي يتعامل معه العلماء عند عملهم مع نموذج معين؟ أعرب عدد من علماء النفس عن شكوكهم في أن هذا السؤال له إجابة ذات مغزى؛ لأن النماذج لا تنتمي إلى فئة وجودية مميزة وأي شيء يمكن أن يكون نموذجًا وأن هذا ليس تسلسلًا، حتى لو من وجهة نظر وجودية يمكن أن يكون أي شيء نموذجًا.
كما أن فئة الأشياء التي يشار إليها بالنماذج في علم نفس الوجود تحتوي على عدد غير مترابط من الأشياء المختلفة، فهذا لا يعني أنه من المستحيل أو غير المجدي تطوير معلومات وجودية محددة؛ هذا لأنه حتى لو لم تكن جميع النماذج من نوع وجودي معين، حيث يمكن للمرء مع ذلك أن يسأل عن الأنواع المعلوماتية التي تنتمي إليها الأشياء التي يتم استخدامها فعليًا كنماذج.
قد يكون هناك العديد من هذه الأنواع ويمكن تحليل كل نوع في حد ذاته لجميع النماذج في علم نفس الوجود، ومنها يتوجب التساؤل عن ما نوع الأشياء التي يستخدمها العلماء كنماذج له تداعيات مهمة على كيفية أداء النماذج للوظائف ذات الصلة مثل التمثيل والشرح، وبالتالي لا يمكن رفض هذه المسألة باعتبارها علم نفس اجتماعي فقط.
الأشياء التي تعمل عادة كنماذج تنتمي بالفعل إلى أنواع وجودية مختلفة، تتمثل بالأشياء المادية والأشياء الخيالية والأشياء المجردة والبنى النظرية والأوصاف والمعادلات، أو مجموعات من بعضها يشار إليها كثيرًا بالنماذج وبعض النماذج قد تقع في مجالات أخرى من الأشياء.
أشكال النماذج في علم نفس الوجود
تتمثل أشكال النماذج في علم نفس الوجود من خلال ما يلي:
1- نماذج الأشياء المادية
بعض النماذج في علم نفس الوجود هي أشياء مادية حيث يشار إلى هذه النماذج عادة باسم النماذج المادية، حيث لا تثير النماذج المادية صعوبات وجودية بالإضافة إلى المشكلات المعروفة جيدًا فيما يتعلق بالأشياء التي يتعامل معها الوجوديين من علماء النفس، على سبيل المثال فيما يتعلق بطبيعة الخصائص وهوية الأشياء والأجزاء والوكلاء وما إلى ذلك.
ومع ذلك فإن العديد من النماذج ليست نماذج مادية، فهناك نموذج أو مجموعة معزولة منها على سبيل المثال موجودة في ذهن عالم النفس نفسه وليس في المختبر، ولا يلزم إدراكها وتجريبها جسديًا لتكون بمثابة نماذج، حيث تثير هذه النماذج غير المادية أسئلة وجودية جدية، وكيف يتم تحليلها بشكل أفضل هو أمر مثير للجدل.
2- نماذج الأشياء الخيالية والأشياء المجردة
ما أصبح يُعرف بالنظرة الخيالية للنماذج يرى النماذج في علم نفس الوجود على أنها شبيهة بالأشياء المتخيلة للخيال الأدبي، أي أنها أقرب إلى شخصيات خيالية أو أماكن خيالية، لذلك عندما قدم بعض علماء النفس نماذجهم الوجودية فإنهم يقدمون كائنًا خياليًا من نفس نوع الكائن الذي تتوافق وجهة نظرهم هذه بشكل جيد مع الممارسة العلمية، حيث يتحدث علماء النفس غالبًا عن النماذج كما لو كانت كائنات، وغالبًا ما يعتبرون أنفسهم يصفون وهم.
ينسجم نموذج الأشياء الوجودية والمجردة جيدًا مع الآراء النفسية التي ترى بناء النماذج ومعالجتها باعتبارها جوانب أساسية للبحث النفسي، حتى لو لم تكن النماذج كائنات مادية؛ لأن هذه الممارسات تبدو وكأنها موجهة نحو نوع من الأشياء.
يواجه النموذج الخيالي والكيانات الخيالية في النماذج في علم نفس الوجود أسئلة نفسية معروفة جيدًا، وقد يجادل المرء جيدًا في أن مجرد تشبيه النماذج بالخيال يرقى إلى تفسير الظلمة لكل غامض، حيث تتمثل إحدى طرق مواجهة هذا الاعتراض وتحفيز النظرة الخيالية للنماذج في الإشارة إلى القوة الاستكشافية لوجهة النظر.
في هذا السياق يحدد بعض علماء النفس العديد من القضايا المحددة التي يجب أن تعالجها معرفيًا ومعلوماتيًا النماذج في علم نفس الوجود، ثم يتم ملاحظة أن هذه القضايا تظهر بطرق متشابهة جدًا في المناقشة حول الخيال تتضمن القضايا ما يعتبر شروط الهوية وإسناد الملكية ودلالات المقارنة، العبارات وشروط الحقيقة ونظرية المعرفة للأشياء المتخيلة، ومن ثم فإن تشبيه النماذج بالخيال له قيمة إرشادية؛ لأن هناك أدبيات غنية عن الخيال تقدم عددًا من الحلول لهذه القضايا.
تم استكشاف جزء صغير فقط من الخيارات المتاحة في الأدبيات الواسعة حول الروايات في سياق النماذج العلمية الخيالية من النماذج في علم نفس الوجود، والتي تصوغ ما يعرف بالحساب الثنائي والذي بموجبه يكون النموذج كائنًا مجردًا يمثل كائنًا ملموسًا محتملاً، وهو كائن مجرد يعمل كبديل لأحد الأنظمة المحتملة التي تحتوي على موقف خيالي يدور حول قصص وأفكار خيالية.
3- النماذج النظرية
تأخذ وجهة النظر المؤثرة في النماذج في علم نفس الوجود لتكون بنى لنماذج نظرية، حيث يمكن إرجاع هذا الموقف إلى متغيرات طفيفة يحتفظ بها معظم مؤيدي علم النفس الوجودي وهو ما يسمى بالرؤية الدلالية للنظريات، ومنها توجد اختلافات بين نسخ العرض الدلالي ويمكن أن تتفق جميع الإصدارات على أن النماذج هي هياكل من نوع أو آخر.
تم انتقاد وجهة النظر هذه للنماذج على أسس مختلفة في النماذج في علم نفس الوجود، حيث يتمثل أحد الانتقادات السائدة في أن العديد من أنواع النماذج التي تلعب دورًا مهمًا في العلم ليست هياكل ولا يمكن استيعابها في النظرة البنيوية للنماذج، والتي لا يمكن أن تفسر كيفية بناء هذه النماذج أو كيفية عملها في سياق التحقيق.
ومن الأمثلة على هذه النماذج النظرية من النماذج في علم نفس الوجود النماذج التفسيرية والنماذج الوسيطة، ومنها هناك تهمة ضد نهج نظرية المجموعات وهي أن الهياكل النظرية للمجموعة في حد ذاتها لا يمكن أن تكون نماذج تمثيلية، على الأقل إذا تطلب ذلك منها مشاركة بنية ما مع الهدف؛ لأن إسناد بنية إلى نظام مستهدف يشكل جزءًا من يعتمد العالم المادي على وصف موضوعي غير بنيوي للهدف والذي يتجاوز ما يمكن أن يقدمه النهج البنيوي.
في النهاية نجد أن:
1- النماذج في علم نفس الوجود هي نماذج ذات أهمية مركزية في العديد من السياقات العلمية، حيث يمضي العديد من علماء النفس جهدًا كبيرًا في إنشاء النماذج وتجربتها ومعرفتها من حيث نتائجها.
2- قد يكون هناك العديد من النماذج ويمكن تحليل كل نوع في حد ذاته لجميع النماذج في علم نفس الوجود، المتعلقة بنوع الأشياء التي يستخدمها العلماء كنماذج له تداعيات مهمة.
3- من أشكال النماذج في علم نفس الوجود النماذج الخيالية المجردة والنماذج النظرية والنماذج المادية.