متى يتم الوصول إلى مرحلة اليأس في الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


الوصول إلى مرحلة اليأس في الإرشاد النفسي:

في كثير من الأحيان يتمّ الحديث عن النجاحات التي يصل إليها المسترشد أثناء سير العملية الإرشادية، ولكن في مناسبات لا تذكر يتمّ الحديث عن الفشل الذي مرّ بأحد المرشدين وعدم مقدرته على المتابعة مع أحد المسترشدين ووصوله إلى مرحلة اليأس، فهل هذا الأمر ممكناً؟

كيف يصل المرشد إلى مرحلة اليأس من حالة أحد المسترشدين؟

عندما نتحدّث عن المسترشد الماهر والناجح في عمله الإرشادي علينا أن ندرك جميعاً بأننا نتحدّث عن بشر، وأنّ من يقوم بالعملية الإرشادية ومحاولة إيجاد الخطط الاستراتيجية والحلول هم أشخاص عاديون قد يكونوا خبراء في مجال معيّن، إلا أنه من الممكن أن يفشلوا أو يعجزوا عن إيجاد الحلول، أو غير قادرين على إيجاد أسلوب يتناسب وشخصية المسترشد، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من هفوات المرشد ويصل به إلى مرحلة اليأس وعدم القدرة على المتابعة، وعليه فقد يطلب أن يتم تحويل ملف المسترشد إلى مرشد آخر، ويقوم بشرح التفاصيل التي منعته من الاستمرار.

إنّ وصول المرشد إلى مرحلة الاستسلام وعدم القدرة على متابعة المشكلة الإرشادية تتعلّق بطبيعة الشخص أو طبيعة المشكلة، أو عدم قدرة المسترشد في السيطرة على المسترشد وتحمل المسؤولية اللازمة، أو خوف المرشد من إقامة علاقة عاطفية خارجة عن نطاق مبادئ العملية الإرشادية، وفي ظلّ هذه المخاوف يمكن للمرشد أن يقوم بطلب التراجع عن مقابلة شخصية المسترشد أو طلب الاستعانة بمرشد نفسي آخر، وهذه الأمور تحدث ويتم فيها استخدام عدد من الأساليب البديلة.

متى يتم استبدال المرشد في العملية الإرشادية؟

عندما تصل الحال بالمرشد أن يعلن يأسه وعدم قدرته على متابعة الحالة الإرشادية، يتمّ وقتها القيام بعدد من الإجراءات البديلة التي من شأنها المحافظة على سريّة المعلومات وعدم إشعار المسترشد بضعف أو عجز المرشد عن المتابعة، إذ يتّم اختلاق مجموعة من الأعذار التي تحول دون شك المسترشد، ويتم البدء مع المسترشد بأسلوب وطريقة مختلفة تضمن بقاءه ضمن أطر العملية الإرشادية، ويستفيد المرشد الجديد من المعلومات التي يقوم بقراءتها مسبقاً عن شخصية المسترشد، وهنا قد يدرك المرشد أن المشكلة تتعلّق بطبيعة شخصية المسترشد ذاتها، وأنه غير قادر على التواصل معه بطريقة إيجابية، وهذه إحدى الفرضيات الممكنة أيضاً.


شارك المقالة: