تعتبر نظرية المعرفة الحديثة هي ليست مجرد محاولة لإضفاء الشرعية على ادعائنا بمعرفة ما هو حقيقي، ولكنها أيضًا محاولة لإضفاء الشرعية على التفكير الفلسفي نفسه وهي مهمة ملحة نفسيًا، ففي العديد من الروايات بمجرد ظهور ما يسمى بالعلم المفاهيمي الجديد.
مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس
تتمثل مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس في محتوى تدريجي لفكرة المعرفة التي تم الحصول عليها من خلال الاستجواب المنهجي للطبيعة نفسها؛ نظرًا لأن نتيجة هذا النوع من الاستجواب هو المعرفة التجريبية النظرية المثمرة بشكل واضح، التي تحمل معها أيضًا معايير غير قابلة للخلاف على ما يبدو للتقدم، فإن مجرد وجودها يشكل تحديًا شرعيًا لشكل من أشكال الفكر والمطالبة بالمعرفة وهذا أمر مفاهيمي متميز.
من خلال مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس صُممت نظرية المعرفة الديكارتية للعالم رينيه ديكارت التي تتعلق بالعقل في صورة مفاهيمية لمواجهة التحديات، حيث إنه يعتبر من الأمور المتشكك بشكل أساسي من خلال الشكوك المتشككة من النوع الديكارتي أي الشكوك التي يمكن أن تثار حول أي مجموعة من الادعاءات التجريبية مهما كانت، وبالتالي لا يمكن تخفيفها عن طريق التجربة وهي مصممة خصيصًا للحفاظ على مجال ووظيفة للتفكير النفسي والفلسفي في آن واحد.
أهم مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس
تتمثل مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- السلوك المعرفي
يعبر السلوك المعرفي عن مفهوم من مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس ويعبر عن مفردات اختيارية وقابلة للتغيير في القناعة الأساسية وراء الهجوم النفسي من بعض علماء النفس على نظرية المعرفة التمثيلية في علم الأنساب والتفكيك لمفهوم العقل، ومع ذلك فإن هذه القناعة التاريخية ليست في حد ذاتها موضوعًا مركزيًا لمفاهيم نظرية المعرفة، وهي تظهر للمناقشة الصريحة فلسفيًا.
تم العثور على جوهر الجدل من مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس في السلوك المعرفي من خلال الانعكاس، وهنا يطور ويوسع بعض علماء النفس المعرفي الكثير من الحِجَج مثل الادعاء الأساسي في أن الصورة الكانطية للعالم إيمانويل كانط للمفاهيم والحدس التي تجتمع معًا لإنتاج المعرفة ضرورية لإعطاء معنى لفكرة نظرية المعرفة باعتبارها تخصصًا نفسيًا على وجه التحديد متميزًا عن علم النفس العام.
هذا يعادل القول أنه إذا لم يكن لدينا تمييز بين ما هو مُعطى وما يضيفه العقل، أو بين السلوك العرضي؛ لأنه متأثر بما هو معطى والضرورة؛ لأنه كليًا يوجد داخل العقل وتحت سيطرته، فلن نعرف إذن ما يمكن اعتباره إعادة بناء العقلانية لمعرفتنا ولن نعرف ما هو هدف أو طريقة نظرية المعرفة من خلال السلوك المعرفي.
ترتبط نظرية المعرفة في السلوك المعرفي بصورة لبنية العقل تعمل على محتوى تجريبي لإنتاج عناصر في حد ذاتها من أفكار وتمثيلات والتي عندما تسير الأمور على ما يرام فإنها تعكس الواقع بشكل صحيح؛ لتخفيف قبضة هذه الصورة على تفكيرنا هو تحدي الفكرة القائلة بأن نظرية المعرفة سواء كانت ديكارتية تقليدية أو لغوية هي جوهر السلوك المعرفي.
تحقيقا لهذه الغاية يجمع السلوك المعرفي بين قراءة هجوم علماء النفس على نسخة من تمييز البنية والمحتوى في العقيدة التجريبية للنظرية المعرفية، مع قراءة هجوم علماء النفس على فكرة العطاء في التجريبية وفلسفة العقل، ووفقًا لها فإنه على الرغم من أنه لا يكون قادر بشكل كامل على تحمل التأثير التحريري للآخر، إلا أنه في الحقيقة يهاجم نفس التمييز أو مجموعة الفروق.
لا تترك النزعة السلوكية المعرفية أي مجال لنوع الممارسة المتجاوز للشرعية التي يعرّفها علماء النفس في النظرية المعرفية على أنها الطموح المحدد لنظرية المعرفة الحديثة، بافتراض أن الممارسات المعرفية تتباعد أو على الأقل يمكن أن تتباعد، فليس من المستغرب أن يؤدي التزام النظرية المعرفية بالسلوكية المعرفية إلى اتهامات بالنسبية أو الذاتية.
2- مناهضة التمثيل
يتمثل موقف ومفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس الدائم من النسبية والذاتية في أن كليهما نتاج النموذج التمثيلي، على الرغم من أن الموضوع واضح في النسبية واللاعقلانية إلا أنه مع تخصيص المعرفة لاحقًا والمزيد من مفاهيم نظرية المعرفة، أصبح نقد علماء النفس لفكرة المعرفة كتمثيل مفصلًا بالكامل يعتمد على نقد تمييز محتوى المخطط حول الفكرة ذاتها للمخطط المفاهيمي، ونظرية المطابقة للحقيقة في بنية الحقيقة ومحتواها.
يستطيع بعض علماء النفس دعم رفضهم لأي موقف فلسفي أو مشروع يحاول رسم خط عام بين ما تم صنعه وما هو موجود، وبين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، وما هو مجرد مظهر وما هو حقيقي، حيث لا يتمثل موقف مفهوم مناهضة التمثيل في أن هذه التناقضات المفاهيمية لا يمكن تطبيقها أبدًا، ولكن هذا التطبيق دائمًا ما يكون مرتبطًا بالسياق والمصلحة، وأنه كما في حالة مفهوم الحقيقة لا يمكن قول شيء عنها بشكل عام.
لذلك يجب التمييز بين الالتزام بوجهة النظر التخاطبية للمعرفة عن الذاتية أو النسبية، التي تفترض مسبقًا الفروق ذاتها التي تسعى مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس إلى رفضها، وبالمثل لا يجب الخلط بين السلوكية المعرفية وبين المثالية التي تؤكد على أولوية الفكر أو اللغة فيما يتعلق بالعالم غير الوسيط؛ لأن هذا أيضًا موقف يقوضه موقف مناهضة التمثيل.
في ضوء رؤية الحقيقة والمعنى التي تستمدها مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس من مناهضة التمثيل هي أن المحادثة ليست مسألة إعطاء الأولوية للذات على الهدف، أو لقوة العقل على قيود العالم، بل هو الجانب الآخر من مناهضة التمثيل التي تنكر ارتباطنا بالعالم بأي شيء آخر غير المصطلحات السببية، بعبارة أخرى أنه لا يمكننا إعطاء أي محتوى مفيد للفكرة القائلة بأن العالم بطبيعته يقيد بشكل عقلاني اختيارات المفردات التي يمكن التعامل معها.
3- العقلانية والعلم والحقيقة
من خلال مهاجمة فكرة أننا يجب أن نعترف بالقيود المعيارية للعالم على أنظمة معتقداتنا إذا أردنا أن نكون أشخاصًا عقلانيين، وجه بعض علماء النفس قدرًا كبيرًا من النقد الذي يأخذ العلم وخاصة العلوم الطبيعية كنقطة مرجعية رئيسية لمفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس، وغالبًا ما يُثار نوعان عامان من الانتقادات.
الأول، يصر على أن العلم يتألف تحديدًا من محاولة معرفة الحقيقة حول كيف تسير الأشياء من خلال السماح لنا بشكل منهجي بأن نكون مقيدًا في معتقداتنا من قبل العالم، من وجهة النظر هذه ينكر علماء النفس ببساطة فكرة العلم ذاتها.
النوع الآخر من النقد يسعى إلى أن يكون داخليًا إذا كانت وجهة نظر علماء النفس في العلم هي السائدة، فلن يكون لدى العلماء المعرفيين دافع للاستمرار على ما هو عليه، حيث سيتوقف العلم عن كونه نوعًا مفيدًا من الأشياء التي يعتقد أنها كذلك، ومع ذلك فإن نظرة العقلانية للعلم أكثر تعقيدًا مما يشير إليه هو نفسه أحيانًا.
في النهاية نجد أن:
1- مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس تتمثل في محاولة لإضفاء الشرعية على ادعائنا بمعرفة ما هو حقيقي ومحاولة لإضفاء الشرعية على التفكير الفلسفي نفسه وهي مهمة ملحة نفسيًا.
2- تتمثل أهم مفاهيم نظرية المعرفة في علم النفس من خلال السلوك المعرفي ومناهضة التمثيل والعقلانية والعلم والحقيقة.