مفهوم الذات للمعاقين حركيا وعلاقته بتحصيلهم الدراسي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الذات يهتم بتحليل سلوك الفرد واستمراره في علاقاته الاجتماعية، فهو يمنح للفرد الإحساس بفرديته وتميزه عن غيره، ومفهوم الذات الذي يتكون من خلال الفرد عن نفسه ويكون لشكل الجسم أثر كبير على الفرد، وأي خلل في جسم الفرد يؤثر ذلك على مفهوم الذات وبشكل سلبي، لما يترتب عليها من تعامل الآخرين معه.

مفهوم الذات للمعاقين حركيا وعلاقته بتحصيلهم الدراسي

في الماضي عانى الأفراد ذوي الإعاقة الحركية من النبذ الاجتماعي؛ نتيجة لما عانون فهم عبئاً على المجتمع، بالتالي يزداد الاهتمام بهذه الفئة، وبما أن أي إعاقة في جسم الفرد تعمل على التأثير بشكل غير مناسب على التحصيل الدراسي، وتحد من قدراته جاءت هذه الدراسة لمعرفة العلاقة بين الإعاقة الحركية وتكوين مفهوم الذات والتحصيل الدراسي لذوي الإعاقة الحركية.

حيث أن الإعاقة الحركية ربما تؤثر في مفهوم الذات للشخص المعاق، وتعد من المشكلات الاجتماعية المعقدة، وتعتبر هذه المشكلة من المشكلات المهمة التي تهم العاملين في مجال التربية الخاصة، وأن الإعاقة الحركية قد تؤثر في تكوين مفهوم الذات الإيجابي لهم والتحصيل الدراسي المرتفع لديهم.

عوامل تكوين مفهوم الذات للأطفال ذوي الإعاقة الحركية

1- التأثيرات الأسرية

يعني بها أثر إدراك الطفل اتجاهات الوالدين نحوه، فالفرد الذي يراه والداه أنه محبوب متقبل وذكي يرى نفسه كذلك، كما تلعب الأجواء الاجتماعية السائدة والخبرات الأسرية مع والديه وإخوته دوراً مهماً في تشكيل مفهوم الذات لدى الفرد.

2-  التأثيرات الجسمية

وهذا يقصد تأثير صورة الجسد في بناء مفاهيم معينة عن الذات، فالعيوب الجسدية أو المشكلات على سبيل المثال تتطور أحياناً إلى الشعور بعدم الكفاءة وتمنع إمكانية القيام ببعض الأعمال.

3- الخبرات المدرسية

يتضح ذلك من خلال تقويم المدرسين له، فإذا اعتقد المدرسون أن هذا الطالب سيء الخلق، فإن هذا سلوك انطباعاً سيئاً عن الطالب وينمي مفاهيم سلبية عنه، كما أن الطلاب الذين يتعرضون لتجارب متكررة من الفشل لديهم مفاهيم سلبية عن أنفسهم وقدراتهم، أما بالنسبة لمن يحققون نجاح متكرر وتحصيل مرتفع، فهذا يشعرهم بالثقة بالنفس والكفاءة ومن ثم يميلون إلى تطوير مواقف إيجابية تجاه أنفسهم.

4-  الاتصال بالرفاق

تحدد نظرة الأصدقاء للفرد من تكوين مفهوم الذات وتقدير لنفسه، وبالتالي إذا كانت التقويمات من الآخرين غير مقبولة فإنها تنقص من نفسه وتنمي مفهوم سلبي عن ذاته.

دور الأسرة في تكوين مفهوم الذات لدى الأطفال المعاقين حركيا

إن مفهوم الذات هو عبارة عن ما يكونه الفرد عن نفسه نتيجة لتفاعله مع من حوله في العالم الخارجي، والجدير بالذكر أن أول عالم أو بيئة خارجية يحتك بها الفرد منذ ولادته هي الأسرة التي ينشأ في وسطها، وتقوم الأسرة بثلاث وظائف أساسية مهمة في المجتمع.

تنتج الأطفال وتعدهم الإعداد الصالح في البيئة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية، وتقوم بإعدادهم لكي يشاركوا في الحياة والمجتمع وفي التعرف على القيم والعادات، وهي تمدهم بالطرق التي تهيئ لهم تكوين ذاتهم وشخصيتهم داخل المجتمع.

والإعاقة الحركية قدرة الطفل على امتصاص الغذاء وقدرته على البلع وتناول الأشياء وغيرها من الأمور، تعتبر علامات تشير إلى وجود نمط عادي من السلوك الحركي عند هذا الطفل، وكلما تقدم الأطفال في السن تبدأ الغالبية العظمى منهم في اكتساب خصائص حركية تشبه خصائص الراشدين في المهارات الحركية، والتحصيل الدراسي هو الدرجة التي يجنيها الطالب في مادة دراسية معينة بعد تطبيق الاختبار عليه، ويعتبر التحصيل الدراسي من الظواهر التي لاقت اهتمام واسع وذلك لما له من أهمية في حياة الطلاب والآباء.

المشكلات المترتبة على الإعاقة الحركية

1- المشاكل الاجتماعية

أصبح من المتفق عليه أن إعاقة أي فرد هي إعاقة في نفس الوقت لأسرته، مهما كانت درجة الإعاقة ونوعها منذ أن اعتبرت الأسرة بناء اجتماعياً يخضع لقاعدة التوازن الحدي، والتوازن هو المستوى الأمثل للعلاقات الأسرية الإيجابية التي تتميز التكامل والاستمرار ومن صور المشكلات الاجتماعية.

2- المشكلات الاقتصادية

يتسبب وجود إعاقة في كثير من المشاكل في هذا المجال وتؤدي إلى مقاومة العلاج، أو سبب في انعكاس المرض، حيث أن الإعاقة تؤثر في الأدوار التي يقوم بها، وقد يكون الوضع الاقتصادي سبباً في عدم تنفيذ خطة العلاج، وأيضا قد تتبع المشكلة الاقتصادية من عدم وجود دافع ورغبة لدى المعاق في العمل لعدم وجود طموحات لديه مما يقلل من أهمية القيمة الاقتصادية.

3- المشكلات التعليمية

كثيراً ما يفصل المعاق نفسه عن الآخرين بسبب شكله الخارجي وسلوكه غير ملائم، وهو غالباً ما يعاني من حرج في الاتصال، ويشعر أنه شخص خارجي غريب وهذا الشعور يشجع على عدم قبول الآخرين له، بالإضافة إلى الشعور بالخوف الذي يحس به الطالب العادي عند مشاهده الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي ينعكس ذلك على سلوك المعاق الذي يكون انسحابي أو عدواني كعملية تعويضية.

4- المشكلات الطبية

ومنها عدم معرفة السبب للإعاقة، وبعض الإعاقات تحتاج إلى وقت طويل للعلاج ويحتاج العلاج إلى تكلفة مادية، وعدم وجود مراكز كافية للعلاج، وكذلك المراكز المتخصصة للعلاج الطبيعي.

5- المشكلات المتعلقة بالتأهيل

هي مشكلات يتعرض لها المعاق، وقد ترجع المشكلات إلى اتكالية المعاق ومشكلات متنوعة ومتغيرة طبقاً لطبيعة المجتمع ومستوى القائمين بعملية التأهيل.

العناصر الأساسية في عملية التحصيل الدراسي للأطفال المعاقين حركيا

1- الطرق التي تعين على تحقيق الأهداف، وتتضمن الكتب والوسائل التعليمية.

2- المعلم المؤهل مهنياً وعلمياً، وقد أجمع الجميع على حقيقة كون المعلم هو حجر الزاوية في عملية التدريس الناجح.

3- المشاركة الفعالة للتلاميذ في الدرس، مثل المناقشة وإبداء الأفكار والآراء والميول والتعامل السليم بينهم وبين معلميهم.

4- دور المعلم في إعداد المقومات الأساسية للتحصيل والتي تتسم بالود والاحترام مع تلاميذه، ليروا فيه النموذج المثالي والقدوة حتى لا يستهينوا به وبالمدرسة، كذلك اختيار الطريقة المثالية والملائمة لشرح الدرس، في محاولة للتقليل من التلقين وكذلك الوقوف على النظام.

5- وضوح الخطة الدراسية والتي تشمل وجود هدف معين يراد تحقيقه، ووضع القدرات المادية والبشرية اللازمة للوصول إلى تحقيق الأهداف، وضع الخطوات التفصيلية لمتابعة الإجراءات والنشاطات التي تمارس للوصول للهدف، والبدء في التنفيذ وتحديد الزمن وتقويم الإنجازات التي تمت.

6- التقويم والمتابعة وهي العملية التي يتم بموجبها إصدار الحكم.

وفي الختام يتبين أهمية بناء مفهوم ذات إيجابي، وأن يعمل المربون على تدعيم بناء مفهوم ذات إيجابي لدى الأفراد، والذي يعمل على رفع درجة التحصيل الدراسي، من أجل عيش الأفراد في بيئة تربوية سوية صالحة وناجحة، وبالتالي يمكن أن نستثمر مخرجات التربية والتعليم في تنمية العديد من القدرات لدى الفرد.


شارك المقالة: