اقرأ في هذا المقال
- مفهوم عكس التفضيل في علم النفس
- تاريخ وخلفية مفهوم عكس التفضيل في علم النفس
- سياق وأهمية مفهوم عكس التفضيل في علم النفس
- نظرية التشابه والجاذبية في مفهوم عكس التفضيل في علم النفس
مفهوم عكس التفضيل في علم النفس:
يشير مفهوم عكس التفضيل في علم النفس إلى ملاحظة أن هناك تغييرات منهجية في ترتيب تفضيلات الأشخاص بين الخيارات والقرارات المتنوعة أمامه، حيث يشير مفهوم ترتيب التفضيل إلى علاقة مجردة بين خيارين، وأنه من المفترض أنه عند تقديم الفرد للخيارين الأول والثاني، فإنه إما يفضل الخيار الأول إلى الثاني أو يفضل الخيار الثاني على الأول، أو يكون غير مبالِ بين الخيار الأول أو الثاني من الأصل.
تشير التغييرات المنهجية في علم النفس إلى الملاحظة القائلة بأن الأشخاص يظهرون تفضيلات مختلفة أو حتى عكسية لنفس الخيارات في ظروف تقييم مكافئة معياريًا، أي أن الظروف التي تختلف للوهلة الأولى ولكن الخيارات التي يتم تقديمها للأشخاص ظلت كما هي.
تاريخ وخلفية مفهوم عكس التفضيل في علم النفس:
لوحظت ظاهرة ومفهوم عكس التفضيل في علم النفس لأول مرة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من قبل سارة ليشتنشتاين وبول سلوفيتش في سياق الرهانات المأجورة، حيث لاحظوا أنه إذا طُلب من الناس الاختيار بين رهان آمن نسبيًا بمكاسب منخفضة ورهان محفوف بالمخاطر نسبيًا بمكاسب عالية، وإذا طُلب منهم الإشارة إلى أسعار البيع الخاصة بهم إذا كانوا سيبيعون هذه اليانصيب، فإن اختيار الناس يأمر يختلف بشكل منهجي عن طلب الأسعار.
وبشكل أكثر تحديد يميل الأشخاص إلى ذكر تفضيلهم للرهان المأجور الأكثر أمانًا ولكنهم يميلون إلى تحديد سعر بيع أعلى للرهان الأكثر خطورة، وسرعان ما تكررت هذه النتيجة عدة مرات.
على الرغم من أن المفهوم النظري للتفضيلات كعلاقة مجردة بين خيارين يبدو واضحًا وطبيعيًا للغاية، فإن هذه العلاقة المجردة هي بنية نفسية يجب تفعيلها أو قياسها من خلال السلوك الإنساني الذي يمكن ملاحظته، حيث قدم الباحثين طرقًا أو وسائل متعددة للاستنباط مكنتهم من ملاحظة تفضيلات الأشخاص الذين يختصون بعملية صنع القرار.
إلى جانب مطالبة الأفراد بالاختيار من بين الخيارات والقرارات المختلفة أو الإشارة إلى مدى استعدادهم لقبول التنازل عن خيار أو بيعه أي الاستعداد للقبول، ومنها طُلب من الأشخاص الإشارة إلى المبلغ الذي يرغبون في دفعه للحصول على خيار معين، على سبيل المثال الاستعداد للدفع، لتحديد السعر الذي يعتبر معادلاً لخيار أي معادل مؤكد، أو لإعطاء احتمال الفوز بخيار يعتبر معادلاً لخيار آخر أي معادل احتمالي.
ثم يستخدم الباحثين هذه المعلومات لترتيب تفضيلات الأشخاص باستمرار، حيث يتم ترتيب التفضيلات الناتج عن طريقة قياس واحدة لا يتوافق مع تنظيم الترتيب الناتج عن طريقة القياس الثانية، وبعبارة أخرى تم العثور على مفهوم عكس التفضيل في علم النفس المنتظم بشكل متكرر.
بالإضافة إلى ذلك فإن ظاهرة ومفهوم عكس التفضيل في علم النفس لم تتوقف عند اليانصيب والرهانات المأجورة، بدلاً من أن تكون خاصية مميزة للاختيار بين الرهانات فقد وُجد أنها مثال على النمط العام، حيث أظهرت الدراسات في البحث النفسي أيضًا انعكاسات التفضيل عند استخدام الخيارات التي تقدم نتيجة معينة ولكن متأخرة.
عندما يواجهون الأشخاص خيارًا بين المدفوعات المتأخرة غالبًا ما يختار الشخص المكلف في عملية صنع القرار التجريبي الخيار قصير الأجل ولكنه يعين قدرًا أكبر من اليقين مكافئًا للخيار طويل الأجل، حيث تؤدي الأوصاف المختلفة لنفس المشكلة أيضًا إلى إظهار الأفراد لتفضيلات مختلفة لم تكن في الحسبان.
في الوقت الحاضر تم ترسيخ مفهوم عكس التفضيل في علم النفس كظواهر قوية، على عكس ما افترضه الباحثين والمهتمين في الأصل، حيث ترتكز الميول على وسلة الاستنباط، على سبيل المثال لا يوجد ثبات في الإجراء، وهي تعتمد بالفعل على كيفية وصف الخيارات، على سبيل المثال لا يوجد ثبات في الوصف، وبدلاً من محاولة القضاء على ظاهرة ومفهوم عكس التفضيل في علم النفس كما فعلوا في الماضي يحاول الباحثين الآن في الوقت الحاضر شرحها.
سياق وأهمية مفهوم عكس التفضيل في علم النفس:
أدت دراسة مفهوم عكس التفضيل في علم النفس إلى مفهوم التفضيلات والاتجاهات الذي يختلف عن الافتراض الكلاسيكي بأن صانعي القرار لديهم ترتيب تفضيل ثابت لجميع الخيارات قيد الدراسة ويختارون باستمرار الخيار الأعلى بهذا الترتيب، حيث تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن ما يسمى بافتراض التفضيلات الخالية من السياق لا يمكن الدفاع عنه.
بدلاً من ذلك يبدو أن التفضيلات خاصة بالسياق، حيث ساهمت ظاهرة عكس التفضيل في معرفة أن اتخاذ القرار هو عملية بناءة، وغالبًا ما يتم إنشاء التفضيلات في عملية الاستنباط، بدلاً من الكشف عنها فقط، بالتالي ينطبق هذا المفهوم الجديد للأفضليات بشكل خاص على الأحكام والاختيارات بين الخيارات والقرارات المهمة والمعقدة وربما غير المألوفة أو الجديدة، مثل المهن والسيارات على سبيل المثال.
حيث أنه قد ثبت بشكل تجريبي أن الأشخاص يعرضون المزيد من مفهوم عكس التفضيل في علم النفس للخيارات والقرارات التي لم يعتادوا عليها، حيث أنه خاصة في هذه الظروف لا تتم قراءة التفضيلات ببساطة من بعض القوائم الرئيسية ولكن يتم إنشاؤها على الفور بواسطة صانع قرار متكيف ومتوافق.
يمكن أن يؤدي البناء المختلف بسهولة إلى خيارات مختلفة، حيث يعتبر إحدى استراتيجيات البناء المهمة التي تلقت الكثير من الاهتمام التجريبي هي ما يسمى بالترسيخ والتعديل، وهذا يعني أنه عندما يحدد صانعو القرار سعرًا لخيار معين، فإنهم يرتكزون على أعلى نتيجة ممكنة، بعد ذلك يتكيف صناع القرار نزولاً من هذا المرساة نحو القيمة الحقيقية.
إذا كانت هذه التعديلات غير كافية فيمكن أن يحدث مفهوم عكس التفضيل في علم النفس استراتيجية البناء الهامة الأخرى هي التركيز على السمة الأكثر أهمية في عملية اتخاذ القرار واختيار البديل الأفضل عليها، وهذه السمة البارزة لها وزن أكبر في الاختيار مقارنة بإجراءات الاستنباط الأخرى.
أحد مجالات البحث النفسي التي قد تكون فيها ظاهرة ومفهوم عكس التفضيل في علم النفس ذات أهمية خاصة هو دراسة سلوك المستهلك، وبشكل أكثر تحديدًا اتخاذ قرار المستهلك، حيث أنه سيتعين على المستهلكين مثل صانعي القرار الآخرين إنشاء تفضيلات المنتج في الحال، وهذا يعني أن تفضيلات المنتج قد تنعكس اعتمادًا على العديد من العوامل السياقية مثل أوصاف المنتج وضغط الوقت.
نظرية التشابه والجاذبية في مفهوم عكس التفضيل في علم النفس:
تجادل نظرية التشابه والجاذبية بأن الناس ينجذبون إلى الآخرين المتشابهين وليس المعاكسين، ففي دراسة البحث النفس التجريبي تم اختبار الصداقات من نفس الجنس لمعرفة رضا الأفراد عن الصداقة المستمرة مع تصور التشابه في السمات والسلوكيات، حيث طُلب من الأفراد تقييم رضاهم عن علاقتهم على مقياس تقييم العلاقة، ومن خلال هذه الدراسة، وجد أنه كلما زاد رضا الفرد كلما زاد إدراك التشابه من حيث السمات والسلوكيات.