مقاييس التقدير لجمع البيانات السلوكية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


ويمكن تصنيف مقاييس التقدير إلى نوعين النوع الأول، هو مقاييس التقدير التي تقيم مجموعة واسعة من السلوكيات من مثل السلوك الفوضوي أو العدواني أو المشكلات الانفعالية أو مشكلات علاقات الأقران، وأما النوع الثاني فهو مقاييس التقدير التي تقيم مجموعة محدودة من المشكلات، إضافة إلى ذلك فإنه يمكن تقسيم مقاييس التقدير وفقاً لمقدم المعلومات الوالد أو المدرس أو الذات أو الأقران.

مقاييس التقدير لجمع البيانات السلوكية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- مقاييس التقدير واسعة المدى

تقدم مقاييس التقدير ذات المدى الواسع تقييماً لميادين متعددة للأداء الانفعالي والسلوكي، من زاوية الوالدين والمدرس والشباب.

2- المقاييس محدودة المدى لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة للمشكلات السلوكية

هناك مقاييس تقدير محدودة المدى عديدة لتقييم مشكلات الانتباه وفرط الحركة الاندفاعية، والمشكلات الانفعالية والسلوكية والتي غالباً ما تكون مصحوبة مع اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة؛ وذلك بغرض تقييم
مشكلات التفاعل الأسري والتي كثيراً ما ترتبط مع اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

قيود مقاييس التقدير لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- معرضة لتحيز المقدر

غالباً ما تتباين التقديرات على نحو كبير جداً، وذلك بناء على رأي المستجيب الذي يكمل المقياس، فعلى سبيل المثال أن يكون تقدير أحد المدرسين لطفل مختلفاً جداً عن تقدير مدرس آخر، ففي حين قد تشير الفروقات إلى وجود تباينات محتملة في السلوك عبر البيئات، هناك أدلة قوية تثبت اختلاف معايير المقدرين لدى تقرير وقت حدوث المشكلة ومدى حدتها.

وإضافة إلى ذلك وجد أن المستجيبين ينزعون إلى اعتبار الأطفال يعانون من فرط الحركة في الوقت الذي يظهر هؤلاء الأطفال ميولاً للسلوك على نحو عرضي، وعلاوة على ذلك يرتبط شعور الأم بالكآبة بنزعتها نحو المبالغة في تقدير المشكلات الخارجية والداخلية لطفلها.

2- قاصرة في مجال التنبؤ التشخيصي

تعتبر مقاييس التقدير مفيدة لتحديد حدة المشكلات المتعلقة ببعد معين، غير أنه غالباً ما يصعب استخدام هذه المقاييس للتقييم التشخيصي، ويتم حالياً إجراء بحوث لتحديد قيم حدية معينة لمقاييس التقدير من أجل تقرير وجود اضطراب أو عدمه، ولكن مازالت هذه المعلومات غير ميسرة بسهولة في الأدلة الإرشادية لمقاييس التقدير عموماً.

3- محدودة الفائدة في التخطيط العلاجي السلوكي

تعتبر مقاييس التقدير مفيدة في الكشف عن طبيعة وحدة المشكلات الانفعالية والسلوكية، غير أنها لا تقدم بطبيعتها معلومات مفصلة عن البيئة، بما في ذلك بيانات عن الأحداث السابقة للسلوك وعواقبه، وإذ أن جمع المعلومات عن الأحداث التي تسبق المشكلات السلوكية وتتبعها قد يكون مفيداً جداً في التخطيط العلاجي، فالأساليب التطبيقية لتحليل السلوك، بما فيها طرق إجراء المقابلات ووسائل الملاحظة المباشرة، هي بمثابة طرق مفيدة للمقاييس التقدير من خلال شرحها للتفسيرات الممكنة لمشكلات السلوك، مما يفضي إلى الخروج بمقترحات للتدخل السلوكي.

4- حساسيتها للفروقات الثقافية تعتبر موضع تساؤل

لقد تم تطوير العديد من مقاييس التقدير وطرق إجراء المقابلات المنظمة لهذه الغاية، دون اهتمام للتباين المحتمل لكيفية اختلاف مفاهيم، مثل فرط الحركة واللغة المستخدمة لوصفها، وذلك في ضوء الفروقات الثقافية والعرقية، علاوة على ذلك، لا يتم في أغلب الأحيان وصف العينات التي اشتقت منها بيانات معيارية بتفصيل كاف لتحديد فيما إذا كان مقياس التقدير ملائماً للاستخدام مع أفراد ينتمون إلى خلفية عرقية أو اجتماعية اقتصادية معينة.

ففي غياب هذه المعلومات يحتمل أن يلجأ الاختصاصيين إلى استخدام مقاييس تقدير على نحو متحيز ثقافياً، وإلى أن تجرى المزيد من الأبحاث لدعم الممارسة في هذا الميدان، يتوجب أن يحرص الاختصاصين على استخدام مقاييس تقدير لاتخاذ قرارات تشخيصية عن الأطفال الذين ينتمون إلى أقليات عرقية خصوصاً أولئك الخاضعين لظروف اجتماعية اقتصادية متدنية، ففي هذه الحالات يكون لإجراء مقابلة هاتفية مع المدرس وإجراء مقابلة شاملة مع الوالدين أهمية خاصة.

أمثلة على مقاييس التقدير واسعة المدى لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

1- استمارة سلوك الطفل

أكثر مقاييس التقدير التي تستخدم على مدى واسع مع الأطفال والمراهقين، استمارة سلوك الطفل ومقياس إفادة الوالدين ونموذج إفادة المدرس تتكون استمارة سلوك الطفل من (112) فقرة تقيم مشكلات السلوك، وكذلك بنود إضافية متعددة تقيم الكفاية الاجتماعية، أما فقرات نموذج المدرس فقد تم إعدادها على نحو مماثل لتقديم إفادة المدرس عن المشكلات السلوكية والكفاية الاجتماعية.

وقد تم تطوير كلا الوسيلتين كي تستخدم مع الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (4- 18) سنة، وتتمثل الميزة الكبيرة لأحد المقاييس في أنها تتضمن أسئلة مفتوحة لمقدمي المعلومات تتيح لهم شرح مشكلاتهم بأسلوبهم الذاتي، وهذا الأمر مفيد للاختصاصي الذين لا ينوون استخدام طرق أخرى لجمع المعلومات من مدرسي الطفل، وتخرج استمارة سلوك الطفل ونموذج إفادة المدرس نتائج وفقا لمقياسين واسعين الخارجي كالسلوك الفوضوي والاعتراضي والعدائي، والداخلي كالحصر النفسي والكآبة والانطواء الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك تقدم استمارة سلوك الطفل ونموذج المدرس نتائج وفق لثمانية مقاييس فرعية، منطوي ومشكلات جسمية وقلق ومكتئب ومشكلات اجتماعية ومشكلات عقلية ومشكلات انتباه وانحراف السلوك والسلوك العدائي، وأيضاً تم تطوير مقياس تقدير للمراهقين استمارة سلوك الطفل الإفادة الذاتية للشباب، وهذا المقياس يشبه مقياس استمارة سلوك الطفل ونموذج إفادة المدرس من حيث محتوى المفردات وطبيعة المقياس الفرعي.

فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التشابهات البنائية فيما بين النماذج الثلاثة لاستمارة سلوك الطفل، تكون مقارنة الأعراض من قبل المقدرين سهلة المنال، هذا ويسهل برنامج الحاسوب لمقدمي المعلومات المقارنة فيما بين المقدرين باستخدام مزيج من استمارة سلوك الطفل، ونموذج إفادة المدرس واستمارة سلوك الطفل الإفادة الذاتية للشباب.

2- نظام تقييم السلوك للأطفال

يتكون نظام تقييم السلوك للأطفال من مقاييس التقدير للوالدين ومقاييس التقدير للمدرسين لثلاث فئات عمرية، مرحلة ما قبل المدرسة (4-5 سنوات) ومرحلة الطفولة (6-11 سنة ) ومرحلة المراهقة ( 12-18) سنة، إضافة إلى ذلك فقد تم تطوير تقرير الشخصية الذاتي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (6-11) سنة وللمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (12-18) سنة.

ويتكون كل نموذج عن معلومات تتعلق بمشكلات انفعالية وسلوكية من مثل، العدائية ومشكلات التصرف والحصر النفسي والكآبة والمشكلات التعليمية، وبالأداء التكيفي من مثل المهارات الاجتماعية والمهارات الدراسية، إضافة إلى المؤشرات الواسعة المدى للمشكلات الخارجية والداخلية.

وخلافاً لمقياس استمارة سلوك الطفل ومقياس ديفارو للاضطرابات العقلية، ويقوم نظام تقييم السلوك للأطفال مقياسين منفصلين لمشكلات الانتباه وفرط الحركة، مما يفيد في تقييم الفئات الفرعية للدليل التشخيصي والإحصائي، وبسبب التشابه البنائي بين مقياس التقدير للمدرسين ومقياس التقدير للوالدين، فإن المقارنة بين صدق ودقة مقدمي المعلومات تكون متاحة بسهولة، كما تمتلك النماذج الثلاثة برمجيات لاستخراج النتائج.

3- مقاييس ديفارو للاضطرابات العقلية

يوفر مقياس ديفارو للاضطرابات العقلية مقاييس واسعة المدى ومقاييس محدودة المدى، تشبه تلك التي تخص مقياس استمارة سلوك الطفل ومقياس ديفارو للاضطرابات العقلية، وهناك نموذجان لمقاييس ديفارو للاضطرابات العقلية  الأول يشمل الأعمار من (5-12) سنة، أما الآخر فهو للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (13-18) سنة.

وفي الختام يستخدم مقياس ديفارو للاضطرابات العقلية نموذجاً موحداً لكل من الوالدين والمدرس على الرغم من وجود معيارين منفصلين لكل مقدم معلومات، وتتوافر هناك برمجيات حاسوبية في هذا المقياس من أجل تسهيل استخراج النتائج للأطفال الذين لديهم اضطراب عجز الانتباه وفرط حركة.


شارك المقالة: