منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن برتراند راسل غير رأيه بشأن عدد كبير من القضايا النفسية والفلسفية طوال حياته المهنية، فإن أحد أكثر العناصر استقرارًا في آرائه هو تأييد منهجية معينة للتعامل مع علم المنطق، ففي الواقع يمكن القول بأنها السمة الأكثر استمرارية وتوحيدًا لعمل برتراند راسل حيث استخدم المنهجية بوعي ذاتي، وقدم أوصافًا مختلفة قليلاً لهذه المنهجية في الأعمال طوال حياته المهنية وخاصة منهجية الوجودية المنطقية.

منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس

تعتبر منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس مهمة بشكل خاص لفهم عملهه المنطقي، وكذلك ما كان يقصده بالتحليل، حيث تتكون المنهجية من عملية ذات مرحلتين، ويُطلق على المرحلة الأولى اسم المرحلة التحليلية على الرغم من أنه ينبغي ملاحظة أن برتراند راسل استخدم أحيانًا كلمة تحليل للإجراء بأكمله.

حيث يبدأ المرء بنظرية معينة أو عقيدة أو مجموعة من المعتقدات التي تعتبر صحيحة إلى حد ما، ولكنها تعتبر في بعض الجوانب غامضة أو غير دقيقة أو غير موحدة أو مفرطة التعقيد أو بطريقة أخرى مشوشة أو محيرة، والهدف في المرحلة الأولى هو العمل بشكل عكسي من هذه المعتقدات.

المأخوذة كنوع من البيانات والمعلومات، إلى حد أدنى معين من المفاهيم غير المحددة والمبادئ العامة التي قد يُعتقد أنها تكمن وراء الشيء الأصلي للمعرفة.

المرحلة الثانية في منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس والتي وصفها بأنها المرحلة البناءة أو الاصطناعية، تتمثل في إعادة بناء الأساس الأصلي للمعرفة من حيث نتائج المرحلة الأولى، بشكل أكثر تحديدًا في المرحلة التركيبية.

حيث يحدد المرء عناصر الإطار المفاهيمي الأصلي ومفردات النظام من حيث الحد الأدنى من المفردات المحددة، ويستنبط أو يستنتج المبادئ الرئيسية للنظرية الأصلية من الأساسي المبادئ أو الحقائق العامة التي يصل إليها المرء بعد التحليل.

إجراءات منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس

نتيجة لمثل هذه العملية المتمثلة بمنهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس يتخذ نظام المعتقدات الذي بدأ به المرء شكلاً جديدًا يتم فيه توضيح الروابط بين المفاهيم المختلفة التي يستخدمها، ويتم توضيح العلاقات المتبادلة المنطقية بين أطروحات النظرية المختلفة، والجوانب الغامضة أو غير الواضحة من المصطلحات الأصلية.

علاوة على ذلك يوفر الإجراء أيضًا فرصًا لتطبيق وتحليل المعلومات الغامضة التي تتصف بالألغاز؛ لأنه يدعو إلى التخلص من الجوانب غير الضرورية أو الزائدة عن الحاجة في النظرية المنطقية للوجودية، وغالبًا ما تكون المفاهيم أو الافتراضات التي تؤدي إلى التناقضات أو الألغاز أو المشكلات الأخرى داخل النظرية غير ضرورية تمامًا أو يمكن أن يحل محلها شيء أقل إشكالية.

هناك ميزة أخرى هي أن الإجراءات الخاصة بمنهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس ترتب نتائجه كنظام استنتاجي، وبالتالي تدعو وتسهل اكتشاف نتائج جديدة، حيث يمكن العثور على أمثلة لهذه الإجراءات العام في جميع ما ينسب برتراند راسل الفضل للآخرين في تحقيق نجاحات مماثلة للنظرية المنطقية الوجودية.

ربما يقدم عمل برتراند راسل في المنطق القياسي مثال على استخدامه لمثل هذه الإجراءات، إنه أيضًا مثال ممتاز على زعم راسل بأن التحليل يتم على مراحل، ومنها رأى برتراند راسل أن عمله هو الخطوة التالية في سلسلة من النجاحات بدءً من أعمال غيره التي تتعلق بالنظرية المنطقية الوجودية، حيث استخدم القياسات في عددًا من المفاهيم مثل العدد والمقدار والسلسلة والوظيفة والاستمرارية.

من خلال تقديم تعريفات دقيقة لمثل هذه المفاهيم القياسية كشف العديد من المفكرين وعلماء النفس عن أوجه الغموض، وكشفوا عن العلاقات المتبادلة بين بعض منهم، وأزالوا المفاهيم المشبوهة التي سببت في السابق ارتباكًا ومفارقات، ومنها رأى برتراند راسل الخطوة التالية إلى الأمام في تحليله القياسي في عمل وشرح عدد المفاهيم القياسية التي يمكن حسابها، أي تحديدها وإثباتها من حيث الحساب.

مجالات منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس

عمل برتراند راسل في توظيف منهجية الوجودية المنطقية في تطبيقات عامة في المجالات القياسية وغير القياسية، على وجه الخصوص يُظهر عمله على مدى العقدين المقبلين اهتمامًا بمحاولة تقديم تحليلات لمفاهيم المعرفة والوقت والخبرة والمادة والسببية، فعندما طبق برتراند راسل منهجيته التحليلية على علوم متنوعة كان الهدف هو الوصول إلى الحد الأدنى من المفردات المطلوبة للعلم المعني.

بالإضافة إلى مجموعة من المقدمات الأساسية والحقائق العامة التي يمكن لبقية العلم الاستفادة منها يمكن جنيها، لا يمكننا الخوض في جميع تفاصيل تحليلات منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس المتطورة، ومع ذلك وفقًا لوجهات النظر التي طورها برتراند راسل في منتصف العقد الأول من القرن العشرين كان يُعتقد أن العديد من المفاهيم الأساسية في القياس قابلة للتحليل من حيث أحاسيس معينة.

على سبيل المثال أجزاء من اللون والملاحظات السمعية، أو أجزاء بسيطة أخرى من الإحساس وصفاتها وعلاقاتها، حيث أطلق برتراند راسل على مثل هذه الأحاسيس عند تجربتها في الواقع مفهوم الإحساس المعرفي، على وجه الخصوص اعتقد برتراند راسل أن فكرة الشيء المادي يمكن استبدالها، أو تحليلها من حيث مفهوم سلسلة من الفئات من التفاصيل المعقولة التي تحمل كل منها علاقات معينة من الاستمرارية والتشابه.

خلال هذه التحليلات وضع برتراند راسل موضع التنفيذ شعاره حيثما أمكن أنه يجب استبدال التركيبات المنطقية بالكيانات المستنبطة التي تفترض الأنا أو العقل ككيان متميز عن حالاته العقلية، ينطوي على استنتاج وجود كيان لا يمكن العثور عليه مباشرة في التجربة، ومنها يمكن قول شيء مشابه عن المواقف التي تعتبر المادة كيانًا متميزًا عن المظاهر الحسية، تكمن وراءها وتستنتج منها.

إن الجمع بين اقتراحات منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس بأن الحديث عن العقول أو الأشياء المادية يجب تحليله، من حيث فئات التفاصيل المعقولة مع وجهة نظره العامة القائلة بأن الفئات هي تخيلات منطقية، ينتج عنه وجهة نظر مفادها أن العقول والأشياء المادية هي أيضًا منطقية أو ليست جزءًا من اللبنات الأساسية للواقع.

بدلاً من ذلك فإن جميع الحقائق حول هذه الكيانات المزعومة تتحول بدلاً من ذلك إلى قابلة للتحليل كحقائق حول التفاصيل المعقولة وعلاقاتها ببعضها البعض، حيث أن هذا يتماشى مع النظرة العامة لمنهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس، مع ملاحظة أنه في بعض الأحيان تتقارب سلسلة من الأرقام المنطقية نحو حد لا يمكن تحديده بحد ذاته باعتباره عقلانيًا.

في النهاية نجد أن:

1- منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس تعبر عن طريقة ذات سمات وصفات خاصة، ومنهجية لتفسير النظرية الوجودية لعلم المنطق.

2- تعتبر منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس مهمة بشكل خاص؛ لفهم عمله المنطقي، وكذلك ما كان يقصده بالتحليل.

3- يظهر عمل منهجية الوجودية المنطقية لبرتراند راسل في علم النفس اهتمامًا بمحاولة تقديم تحليلات للعديد الاتجاهات النفسية والعلمية، مثل التحليل لمفاهيم المعرفة والوقت والخبرة والمادة والسببية.


شارك المقالة: