اقرأ في هذا المقال
تم إرفاق تسمية النسبية بمجموعة واسعة من الأفكار والمواقف التي قد تفسر عدم وجود توافق في الآراء حول كيفية تعريف المصطلح في علم النفس، حيث إن كثرة استخدام مصطلح النسبية المعاصرة تعني أنه يوجد العديد من المجالات والنطاقات والمناهج البارزة لها.
تعريف النسبية من خلال التباين المشترك
تتمثل الطريقة القياسية لتحديد الأنواع المختلفة للنسبية والتمييز بينها في البدء بالادعاء بأن الظاهرة النفسية على سبيل المثال من القيم والمعايير المعرفية والجمالية والأخلاقية والتجارب والأحكام وحتى العالم تعتمد بشكل ما على شيء محدد ومشترك، ويختلف مع بعض المتغيرات الأساسية والمستقلة من النماذج والثقافات والمخططات المفاهيمية وأنظمة المعتقدات واللغة.
نوع التبعية الذي يقترحه أنصار النسبية له تأثير على مسألة التعريفات من حيث العدالة مرتبطة بالمعايير المحلية، والحقيقة مرتبطة بلعبة اللغة، حيث تظهر النسبية كعلاقة تبعية حيث يؤدي التغيير في المتغير المستقل إلى اختلافات في المتغير التابع، ومع ذلك لأن أحد عوامل الجذب الرئيسية للنسبية هو أنها تقدم طريقة لتسوية أو شرح ما يبدو أنه غالبًا ما تتضمن الخلافات العميقة حول مسائل القيمة والمعرفة والمعيار النسبي الأشخاص أو معتقداتهم أو ثقافاتهم أو لغاتهم.
يبدأ تعريف التباين المشترك للنسبية في علم النفس بطرح الأسئلة المزدوجة مثل ما هو النسبي؟ وما هي نسبية؟ السؤال الأول يمكننا من التمييز بين أشكال النسبية من حيث موضوعاتها على سبيل المثال النسبية حول الحقيقة والخير والجمال وموضوعاتها، في حين تفرد الإجابة على السؤال الثاني أشكال النسبية من حيث مجالاتها أو الأطر المرجعية مثل الأطر المفاهيمية والثقافات.
النسبية المعاكسة في علم النفس
يعتبر النهج الثاني لتعريف النسبية في علم النفس هو التعريف الذي يلقي بشبكته على نطاق أوسع من خلال التركيز في المقام الأول على ما ينكره النسبيين، حيث تُعرّف النسبية بشكل سلبي على أنها رفض لعدد من المواقف النفسية والفلسفية المترابطة تقليديا.
النسبية تتناقض مع الحكم والمنطق وهو الرأي القائل بأن بعض الحقائق أو القيم على الأقل في المجال ذي الصلة تنطبق على جميع الأوقات أو الأماكن أو الأطر الاجتماعية والثقافية، فهي عالمية وغير ملزمة بالظروف التاريخية أو الاجتماعية، وغالبًا ما يتم استخدام الحكم والمنطق باعتباره فكرة التباين الرئيسية للنسبية.
تتناقض النسبية مع الموضوعية أو الموقف القائل بأن المعايير والقيم المعرفية والأخلاقية والجمالية بشكل عام، ولكن الحقيقة بشكل خاص مستقلة عن الأحكام والمعتقدات في أوقات وأماكن معينة، أو بعبارة أخرى أنها تعتبر مهمة مستقلة عن العقل، من ناحية أخرى ينكر مناهض الموضوعية وجود شيء مثل كون الفرد حقيقيًا ولكنه يجادل بأنه يمكننا مناقشة مثل هذه القيم بشكل متماسك فقط فيما يتعلق بالمعايير التي لها شيء.
تتناقض النسبية مع الوحدوية أو الرأي القائل بأنه في أي مجال أو موضوع خاضع للخلاف، حيث لا يمكن أن يكون هناك أكثر من رأي أو حكم أو قاعدة صحيحة واحدة، وغالبًا ما يرغب النسبي في السماح بتعددية القيم الصحيحة أو حتى الحقائق، والواقعية عند تعريفها بطريقة تستلزم كلاً من موضوعية وتفرد الحقيقة تقف أيضًا في مواجهة النسبية.
نطاق النسبية في علم النفس
هناك اعتبار آخر ذو صلة بتعريف النسبية وهو نطاقها، حيث يتمثل نطاق النسبية في علم النفس من خلال ما يلي:
1- النسبية العالمية مقابل النسبية المحلية
يتم التقاط الفكرة الأساسية للنسبية العالمية من خلال الشعار المتكرر في أن كل شيء نسبي، حيث أن الادعاء هو أن جميع المعتقدات بغض النظر عن موضوعها صحيحة، فقط بالنسبة إلى إطار عمل أو معلمة على النقيض من ذلك، حيث يقصر النسبيين المحليين ادعائهم بالنسبية على مجالات الخطاب القائمة بذاتها، على سبيل المثال الأخلاق والجماليات والذوق.
لكنهم يجادلون على سبيل المثال بأن الحقائق العلمية ليست مرشحين مناسبين لفهم النسبية ولكن من الجدير بالذكر أن النسبية المحلية عادة يتم اعتمادها على أساس الاعتبارات النفسية المرتبطة بأنواع السمات التي يُزعم أنها نسبية على سبيل المثال المعايير الجمالية والمبادئ المعرفية، والاعتبارات الدلالية المتعلقة بالخطاب حيث تُعزى لهذه السمات.
على النقيض من ذلك يبدو أن النسبية العالمية مدفوعة ليس بالاعتبارات المتعلقة بسمات معينة، بل باعتبارات أكثر عمومية حول الحقيقة نفسها، حيث تعتبر النسبية العالمية منفتحة على تهمة التناقض ودحض الذات؛ لأنه إذا كان كل شيء نسبيًا فإن النسبية تكون كذلك.
النسبية المحلية محصنة ضد هذا النوع من النقد؛ لأنها لا تحتاج إلى تضمين بيانها الخاص في نطاق ما يجب أن يكون نسبيًا، حيث أنه ليس من المستغرب أن تكون النسبية المحلية أكثر من النسبية العالمية أكثر شيوعًا في المناقشات المعاصرة لعلماء النفس، وهناك أيضًا علامة استفهام حول ما إذا كان بإمكاننا تطبيق النسبية على جميع الحقائق بطريقة غير مقيدة تمامًا.
2- النسبية القوية مقابل الضعيفة
هناك مزيد من التمييز بين أشكال النسبية الضعيفة والقوية في نطاق النسبية في علم النفس، حيث أن النسبية القوية هي الادعاء بأن نفس الاعتقاد أو الحكم قد يكون صحيحًا في سياق واحد على سبيل المثال الثقافة أو الإطار أو التقييم وخطأ في سياق آخر.
في حين أن ضعف النسبية هو الادعاء بأنه قد تكون هناك معتقدات أو أحكام صحيحة في إطار واحد ولكنها ليست صحيحة في إطار ثانٍ لمجرد أنها غير متوفرة أو قابلة للتعبير عنها في الإطار الثاني، ومنها فإن نسبية المسافة والدفاع عن التباين في أساليب التفكير هي أمثلة على النسبية الضعيفة، حيث يجادل بعض علماء النفس بأن بعض المفاهيم متاحة فقط للأشخاص الذين يعيشون شكلاً معينًا من أشكال الحياة.
هذه مفاهيم ليست جزءًا مما يُعرف بالتصور المطلق للعالم ولا تعبر عن حقائق يعترف بها أي مخلوق عقلاني، بغض النظر عن ثقافته من حيث المبدأ، ولا يمكن التعبير عن الحقائق التي تتطلب هذه المفاهيم لصياغتها إلا باللغات التي يشارك المتحدثين بها في هذا الشكل المعين من الحياة.
لا يجب أن تكون مثل هذه الحقائق صحيحة بالمعنى النسبي أو صحيحة بالنسبة إلى بعض المعايير، وكاذبة بالنسبة إلى أخرى، بل بالأحرى فإن هذه الحقائق منظورية من حيث الحقيقية ولكنها مرئية فقط من زاوية معينة، أي للأشخاص الذين يتبنون طريقة معينة في الحياة، هذا الشكل الأضعف من النسبية بقدر ما ينكر عالمية بعض مزاعم الحقيقة، ويتم التقاطه بسهولة أكبر من خلال التعريف السلبي للنسبية.
في النهاية نجد أن:
1- نطاق النسبية في علم النفس يتمثل في تعرف محدد من تعريفات النسبية للعديد من علماء النفس والفلاسفة والنسبيين بشكل عام.
2- يتضمن نطاق النسبية في علم النفس وجود النسبية العالمية مقابل النسبية المحلية، ووجود النسبية القوية مقابل النسبية الضعيفة.