نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية

اقرأ في هذا المقال


يتطلب علم أصول التدريس والدورف من المعلمين مراقبة وفهم عمليات التعلم بين طلابهم، وللقيام بذلك يحتاجون إلى نظرية التعلم التي يمكن استخدامها للتفكير والبحث الممارس، وتعتمد على نظريات التعلم الموجودة في خطاب والدورف وتضع الخطوط العريضة لنظرية تكميلية للتعلم تمت صياغتها في سلسلة من المقترحات التي يمكن استخدامها كمفاهيم إرشادية للتحقيق في الممارسة.

نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية

وتتضمن نظرية التعلم التكميلية هذه فكرة شتاينر عن التطابق بين عمليات الحياة الجسدية وعمليات التعلم وتأخذ في الاعتبار منظورات الممارسة الظاهراتية والبراغماتية والاجتماعية حول التعلم، كما إنها نظرية مصاحبة لمورقتين سابقتين عن بحث ممارس في علم أصول التدريس والدورف.

ويعتمد علم أصول التدريس على فهم المعلمين للعلاقة بين التدريس والتعلم لطلابهم في سياق اجتماعي وثقافي وتاريخي معين، وفي العلاقة البيداغوجية الأساسية تتضمن قيام المعلمين بمساعدة الطلاب على التعلم، وعلم أصول التدريس والدورف يحتاج إلى نظرية للتعلم يمكن للممارسين استخدامها للبحث والتفسير.

وفهم السياق وعمليات التعلم وسلوك التعلم لطلابهم، واستجابة لذلك للتدريس والمناهج يجب فهم كيف تؤثر أفعالهم التربوية على تعلم سلوك تلاميذهم وهو أقوى طريقة يمكن للمعلمين من خلالها تعزيز أو إعاقة تعلم طلابهم.

ومن الناحية المثالية يمكن لمعلمي والدورف استخدام نظرية التعلم التكميلية من أجل تفكير ممارسهم والبحث الذي يتوافق مع الفلسفة ونظرية المعرفة التي تغذي منهج والدورف التربوي، وفي هذا يشار إلى علم أصول التدريس في شتاينر الذي يدرسه معلمو والدورف في مدارس والدورف.

ونظرًا لأن علم أصول التدريس قائم في أنثروبولوجيا شتاينر معظم المدارس التي تعتمد على هذا النهج لديها ممارسة معروفة، ويمكن أن تكون كذلك يُدعى والدورف، ووفقًا لهذا التقليد الذي بدأ مع مدرسة والدورف الأولى في عام 1919، تُظهر مراجعة أدبيات والدورف المتوفرة ثروة من المواد حول المناهج والتدريس والأنثروبولوجيا التربوية ولكن القليل جدًا من العمل النظري أو التجريبي في التعلم.

أن معظم تعليم المعلمين يركز على تقديم المناهج وأن نظرية التعلم واضحة من خلال عدم وجودها، وليس من الواضح ذلك حيث يعتبر تعليم والدورف للمعلمين مختلفًا في هذا الصدد، وعلى الرغم من أنه يعلم طبيعة الإنسان من منظور أنثروبولوجي، والذي يتضمن عملية التعلم، لقد كانت التجربة أنه في الممارسة العملية، يكون فهم التعلم وتقييم التعلم على وجه الخصوص محدود.

استعارات التعلم في خطاب والدورف

وأشار الباحثون إلى أن هناك استعارتين أساسيتين للتعلم – الاكتساب والمشاركة، وإحساسهم هو أن استعارة المشاركة أقل شهرة في خطاب والدورف، إذ تشير استعارة الاكتساب إلى التعلم باعتباره استيعاب المفاهيم الموجودة مسبقًا في العالم، والاستحواذ يعني ضمناً اكتساب ملكية نوع ما من الكيانات ذاتية الاكتفاء.

والتعلم بالتالي هو تراكم لهذه الكيانات (مثل المعلومات والمفاهيم والحقائق) التي يمكن إعادة إنتاجها وتطبيقها ثم اختبارها وقياسها (على سبيل المثال في الاختبارات والامتحانات) كدليل على التعلم ونقله أيضًا إلى سياقات أخرى أو تنتقل إلى أشخاص آخرين.

ومن ناحية أخرى فإن استعارة المشاركة ليست مسألة امتلاك شيء ما عدا القيام أو المشاركة أو المشاركة في جزء أو المشاركة في نشاط ما أو مجرد المشاركة فيه دائمًا، حيث يكون جزءًا لا يتجزأ من سياق اجتماعي ويتطلب وساطة اجتماعية، حيث التعلم ينطوي على أن تكون على نحو متزايد قادر على المشاركة في النشاط الأساسي لمجموعة محددة من الأشخاص الذين يشتركون في هذه الممارسة.

وبينما يركز الاستحواذ على العقل الفردي الذي يأخذ شيئًا ما في تكوينه وإعادة صياغته، المشاركة من ناحية أخرى تحول التركيز إلى تطور الروابط بين الأفراد والآخرين، ويصنع إبراز الطبيعة الجدلية لتفاعل التعلم، ويشير والدورف إلى وجهة النظر القائلة بأن الناس يتعلمون بطرق مختلفة يمكن وصفها من قبل العديد من استعارات الاكتساب والبناء لكن تلك المشاركة في ممارسات المجتمع هي الوضع السائد ضمن طيف استعارة المشاركة وهو مفهوم التعلم من خلال المشاركة في تغيير الممارسات بمرور الوقت.

ويفهم والدورف التعلم على أنه تحول للشخص كله بمرور الوقت ولا يمكن أن يتم احتسابه من خلال النضج البيولوجي أو الشيخوخة، وفي الواقع هو تجميع حديث لنظريات التعلم، وتتضمن قصص التعلم المعاصرة 18 نهجًا مختلفًا، لا يعتمد أي منها على الاكتساب وحده، فالاستعارات التي يتم استخدامها مهمة لأنه كما يشير والدورف الاستعارات لا تشكل طريقة التفكير في التعلم فحسب، بل تؤثر أيضًا على الأعمال التربوية.

وتم نسج نظرية التعلم التكميلية في الأنثروبولوجيا التربوية لشتاينر وتوزيعها على نطاق واسع لحساب تطور الإنسان، وفي الآونة الأخيرة فقط قام العلماء بسحب مجموعة العمل هذه إلى ملف نظرية متماسكة يمكن للممارسين استخدامها للتأمل وممارسة البحث، ويوضح والدورف كيف يرتبط علم أصول التدريس والدورف بنظرية التعلم الأخرى، ويُظهر التداخلات والاختلافات.

أصول ومعنى نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية

يُعتقد أن نظرية التعلم والدورف يمكن أن تكملها نظرية التعلم الأخرى، وكلمة تكميلية في عنوان هذه النظرية تعني مختلفة ولكنها متوافقة ومفيدة للطرفين عندما تستخدم مع أفكار أخرى، وهو المعنى في مصطلح الطب التكميلي، ويعتمد على نظريات التعلم الأخرى التي يعتبرها مكملة لهذا المعنى، وعلى وجه الخصوص يعتمد والدورف على استعارة التعلم من خلال المشاركة التي تدعم كليهما مناهج الممارسة الظاهراتية والاجتماعية.

وهنا يضيف ملاحظة موجزة حول ما يفهمه بمصطلح الممارسة، حيث قام بمناقشة أصول ومعنى الممارسة، إذ أوضح أنه لا توجد نظرية ممارسة موحدة ولكن جميع الآراء القائمة على الممارسة الحالية لها جوانب معينة مشتركة، أو تشابه عائلي، وهذه تشمل الاعتراف بأن الإجراءات أصبحت ممكنة واكتسبت معنى من خلال الممارسة، وتقع الممارسة دائمًا في علائقية مشروطة.

فالممارسات التاريخية هي دائمًا إنجازات اجتماعية وتشكل شبكة من التأسيس المتبادل لعلاقات الوكلاء (أو الموضوعات) وهم وكلاء ضمن الاحتمالات التي توفرها الممارسة، ولا يتم إعادة إنتاج الممارسات فقط لأن العوامل دائمًا ما تكون مختلفة في الموارد والمواقع، وبالتالي يعيدون إنشاء وتغيير الممارسة، ومع ذلك يُعتقد أنه من المفيد في سياق والدورف أن يُأخذ منظور أرسطو حول التطبيق العملي والتأليف الفضائي، ويعتبر التطبيق العملي نشاطًا بشريًا ذا معنى ويصنع المعنى الذي يعكس طبيعة الإنسان.

نهج التعلم بناءً على نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية

نهج التعلم بناءً على نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية تتضمن نظرية المعرفة التشاركية التي ترى المتعلم أو العارف صانع مشارك للواقع، والمبدعون الآخرون هم عالم الطبيعة والعالم الاجتماعي، وفي الفصل مجتمع التعلم، واتجاه التعلم هو من ناحية إعادة دمج المعرفة في التفاهمات الشاملة بشكل متزايد، ومن ناحية أخرى تنطوي على ظهور ونمو الشخص، وبالتالي فإن التعلم هو محرك النمو والتطور وظهور الفردية.

وآلية التعلم الأساسية في المدارس هي المشاركة عبر الممارسات المتغيرة وإضفاء الطابع الفردي على المعرفة الإثباتية، وتم محاولة أن يتم وضع الخطوط العريضة لنظرية تكميلية مؤقتة للتعلم في والدورف كالممارسة التي تعتمد على الرؤى الأنثروبولوجية بالإضافة إلى الأفكار الأخرى، والغرض من المقترحات هو التركيز على البحث والتفكير القائم على الممارسة، وفي سياق هذا البحث يمكن اختبار هذه المقترحات فيما يتعلق بفائدتها.

وفي الختام تعتبر نظرية التعلم التكميلية في والدورف التربوية سردًا لكيفية حدوث التعلم حيث يمكن استخدامها كأداة إرشادية لمراقبة وتفسير عمليات التعلم، وترسم على نطاق واسع مجموعة من الموضوعات حول التعلم والارتباط بين عمليات الحياة والعمليات المتضمنة في التعلم بناءً على عمل شتاينر.


شارك المقالة: