كانت مساهمة علماء النفس الرئيسية والمثيرة للجدل في الاختزال العلمي في علم النفس هي تقديم أهم النماذج الخاصة بها، والتي يمكن توضيحها بعِدّة طرق مختلفة من خلال وصفها نحويًا على أنها شروط ثنائية تربط المصطلحات في مفردات النظريات العلمية.
نماذج الاختزال العلمي في علم النفس
تتمثل نماذج الاختزال العلمي في علم النفس من خلال ما يلي:
1- نموذج التخفيض والاستبدال
ركز علماء النفس بشكل خاص على توسيع نماذج الاختزال العلمي في علم النفس ليشمل حالات التصحيح والاستبدال والتخفيض، ولك من خلال مناشدة حقائق تعاقب النظرية العلمية الفعلية من خلال اقتراح نموذجًا بديلًا للاختزال بناءً على الفكرة الرئيسية المتمثلة بأننا إذا أردنا تعريفنا لتغطية النوع ذي الصلة من الحالات ذات الصلة بالتطورات العلمية الفعلية.
يجب ألا نركز فقط على التخفيضات المباشرة، ويجب أيضًا دمج الاستبدالات وحالات تصحيح النظرية؛ لأن معظم أو على الأقل عدد كبير من نظرية التعاقب الفعلي لا تتناسب مع صورة التخفيضات بالمعنى الضيق، وبالتالي فهو يعكس أقوى الانتقادات التي تم طرحها ضد النموذج المعرفي بشكل مستقل، مما يقترح تعريفًا معقدًا يشتمل على عِدّة مفارقات.
والتي تهدف إلى تضمين كل من التخفيضات الحقيقية وأنواع مختلفة من الاستبدال تتراوح من الاستبدالات الكاملة عبر سلسلة متصلة من العلاقات إلى حالات التصحيح بالكامل ضمن النظرية المختصرة، مما يلاحظ أن نماذج الاختزال العلمي في علم النفس في كثير من الحالات أن ما يتم اختزاله بشكل صارم في الحالات الوسيطة ليس النظرية الأصلية بل نسخة مصححة من تلك النظرية مبنية ضمن مفردات نظرية الاختزال.
2- النماذج البنيوية للتخفيض
تتمثل إحدى المشكلات المزعومة للنماذج الخاصة بالاختزال العلمي في علم النفس في أنها تبدأ من وجهة نظر خلفية خاطئة للعلم، من حيث أنها تصور النظريات كأشياء نحوية وتعتمد على مفاهيم مشكوك فيها حول طبيعة القوانين والمصطلحات النظرية، ومنها حاول البنيويين من علماء النفس التغلب على هذه المشكلات المزعومة بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل مشكلة عدم القابلية للقياس من خلال مراجعة فكرة النظرية.
يتكون جزء من النموذج البنيوي الكلاسيكي من فكرة أن الاختزال العلمي في علم النفس، عند تفسيرها بشكل صحيح تتبع نموذجًا لإعادة البناء العقلاني للعلم، والتي يجب أن تُفهم على أنها إعادة بناء للتطورات العلمية الفعلية؛ نظرًا لأنه من المعروف أن حالات الاختزال المباشر نادرة إذا كانت موجودة على الإطلاق.
قد ركز البنيويين من علماء النفس في المقام الأول على حالات مجرد الاستبدال أو على أوجه التشابه بين النظريات، والتي يتم صرفها من حيث التقريب أو النظرية الدلالية للاشتقاق في ظل المثالية الظروف، ووفقًا للصورة البنيوية لإعطاء تفسير للنظرية الاختزالية هو تحديد المسند في المصطلحات النظرية الثابتة.
تتكون النظرية أساسًا من مجموعة من المستندات ومجموعة من النماذج المحتملة، ومجموعة من النماذج الجزئية المحتملة ومجموعة من التطبيقات المقصودة، والتي من المفترض أن تكون مفتوحة، أو غير متسعة بشكل فردي، بحيث تكون العلاقة بين المتغيرات أو مراحل مختلفة من الأولوية كما يقترح في الاختزال العلمي في علم النفس أفضل ما يمكن التفكير فيه على أنه ثابت عمليًا.
بناءً على مثل هذه الفكرة للنظرية يقترح نموذج البنيوية التوصيف المحتمل للاختزال بين النظريات، حيث يمكن صياغة العديد من المشكلات التي تمت صياغتها فيما يتعلق بمسألة اختزال علم إلى آخر كسلسلة من المشكلات باستخدام مفهوم نظرية التمثيل لنماذج النظرية.
على سبيل المثال فإن الأطروحة القائلة بأن علم النفس قد يتم اختزاله إلى علم وظائف الأعضاء سيكون لكثير من الناس مثبتًا بشكل مناسب إذا كان بإمكان المرء إثبات أنه بالنسبة لأي نموذج للنظرية النفسية كان من الممكن بناء نموذج متماثل في النظرية الفسيولوجية.
ثم تُستخدم هذه الهياكل النظرية المحددة لتحديد علاقة الاختزال من حيث تعيين الوظائف من هيكل إلى آخر، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن البنيويين اعتقدوا أن نماذج الاختزال الخاصة بهم مفيدة؛ لأنهم اعتقدوا أن مفهومهم للنظرية أكثر ملاءمة، ويعد الوضع العام للبنيوية عاملاً مهمًا في تقييم المشكلات التي يبدو أن نماذج التخفيض هذه تواجهها.
مشكلات نماذج الاختزال العلمي في علم النفس
تم توجيه العديد من الانتقادات ضد كل من نماذج الاختزال العلمي في علم النفس الأصلية ومتغيراتها، حيث تم عيب نموذج الاختزال الأصلي باعتباره ضيقًا جدًا؛ لأنه يسمح فقط بالاختزال النظري، في حين أن النموذج المناسب سيغطي حالات تقليل النماذج المجردة وما شابه ذلك، ويجب اعتبار علوم مثل علم النفس البيولوجي وعلم الأعصاب على أنها مرشحة محتملة للتخفيض على الرغم من أنها لا تحتوي على نظريات كاملة.
بمعنى أكثر عمومية تم انتقاد نماذج الاختزال العلمي في علم النفس باعتبارها تمثل جميع أوجه القصور في النظرة الخاصة بالنظريات للعلم، على سبيل المثال يتصور النظريات ككيانات نحوية وينظر إلى الاختزال على أنه تفسير يتم صرفه من حيث نموذج واحد، والذي تم تحدي نفسه على العديد من الأسس، خاصة تلك المتعلقة بعدم تناسق التفسير لنظرة عامة تركز على المشكلات الناشئة عن الاختزال كتفسير.
هناك مجموعة مخاوف رسمية من نماذج الاختزال العلمي في علم النفس تستحق الذكر بأنه إذا كان الاختزال هو الاشتقاق بالإضافة إلى أحيانًا لقوانين الارتباط، فإن أي نظرية ستختزل إلى نفسها؛ لأن أي نظرية يمكن اشتقاقها من نفسها، علاوة على ذلك فإن أي نظرية ستختزل إلى أي نظرية غير متسقة، وخلافًا لما قد يتوقعه المرء فإن الاختزال لن يتحول إلى علاقة غير متكافئة من حيث الاشتقاق لا يستلزم عدم تناسق.
يجب أن تكون نظرية الاختزال أيضًا خصبة في الاقتراحات القابلة للاستخدام لتطوير العلوم الثانوية، ويجب أن تسفر عن نظريات تشير إلى موضوع الأخير الذي يزيد أو يصحح مجموعة قوانينه المقبولة حاليًا، فللوهلة الأولى ليس من الواضح كيف يمكن التصحيح إذا كان الخصم هو أساس التخفيض، ومنها تستلزم حقيقة نظريات الاختزال حقيقة النظريات المختزلة.
هذا ما يدور حوله الخصم في الاختزال العلمي في علم النفس، لذا من الجدير بالذكر أن العديد من علماء النفس قدموا هذا المعيار على الرغم من أنه لا يبدو متوافقًا مع نموذجه الرسمي، وهناك عدد من الطرق لدمج التصحيح في نماذج الاختزال العلمي من خلال التحدث عن الحقيقة التقريبية، أو عن طريق وضع النظرية المختزلة في سياقها، أو بتقديم مفاهيم احتمالية.
في النهاية نجد أن:
1- الاختزال العلمي في علم النفس يتمثل في العديد من النماذج التفسيرية لحالات النظريات العلمية تتمثل بنماذج التخفيض والاستبدال والنماذج البنيوية للتخفيض.
2- تواجه نماذج الاختزال العلمي في علم النفس العديد من المشاكل التي تتمثل بعدم شمولية العلم كنظريات واضحة وذات تفسير جزئي.