نهج التدريس الفعال لتعليم والدورف

اقرأ في هذا المقال


التعليم هو قضية ملحة اليوم، حيث تتأثر رفاهية الأطفال وصحة المجتمعات بشكل كبير بالمدارس، إذ يجب توجيه نمو الطفل بعناية ومحبة إذا كان لديه أساس متين ليصبح بالغًا متوازنًا اجتماعيًا ومنتجًا، وفي النهج الشامل لتعليم والدورف، تعتبر صحة ورفاهية الطفل أمرًا أساسيًا، ويواجه الأطفال، خاصة اليوم العديد من الحواجز المختلفة التي تحول دون التعلم.

نهج التدريس الفعال لتعليم والدورف

وتتمثل المهمة الرئيسية للمعلم في ضمان نمو جسدي صحي كأساس لتطور روحاني صحي وكذلك لتسهيل تقديم الدعم المناسب للأطفال الذين يواجهون صعوبات، وتعد طريقة والدورف استراتيجية تعليمية فريدة تهدف إلى إنشاء طلاب ذوي خبرة جيدة من خلال منهج واسع، بما في ذلك الأكاديميين، التربية الفنية والموسيقية والتربية البدنية والتربية العاطفية والاجتماعية، والهدف المعلن من تعليم والدورف هو إنتاج أفراد قادرين على خلق معنى في حياتهم الخاصة.

ويشير والدورف إلى أنه يجب أن يكون أكبر المساعي البشرية هو تطوير كائنات بشرية حرة قادرة على نقل الهدف والتوجيه لحياتهم، ولإنشاء نهج التدريس الفعال لتعليم والدورف يجب القيام بما يلي:

١- تصميم الأنشطة أو الدروس التي تتناول التطور المناسب لتفكير الأطفال وشعورهم ورغبتهم (ويطلق عليها عادةً الإدراك والتأثير والسلوك).

٢- فهم وتفسير وتطبيق الفلسفة والممارسات التأملية لرودولف شتاينر لإعدادهم وممارستهم، وإظهار الفطنة لما يعزز الصحة لبيئة الطفل.

٣- التدريس بطريقة جمالية تتضمن الفنون لإحياء ودعم خبرات تعلم الأطفال، وكذلك إنسانيتهم ​​بطرق مناسبة تنمويًا.

٤- إظهار المهارات اللازمة لإنشاء مجتمعات تعليم صحية داخل الفصل الدراسي والمدرسة وبيئة التعلم، بما في ذلك العمل بشكل متناسق وداعم مع الزملاء وأولياء الأمور.

٥- اعتبار التدريس كبحث مستمر، والتحقيق في الأسئلة باستخدام الأساليب المناسبة بما في ذلك الملاحظة والممارسة التأملية والأكاديمية مهارات البحث.

٦- إعداد برنامج دعم التطبيق والتصميم الذي يهدف إلى اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين.

٧- القيام بإعداد أداة يمكن للأطفال استخدامها بأمان في الفصل الدراسي.

٨- وضع منهجًا مناسبًا لبرنامج المدرسة.

٩- القيام بتثقيف المعلمين حول استخدامهم لأدوات ومواد والدورف في فروعهم الخاصة.

١٠- توفير المكملات اللازمة لغرض استخدام الأدوات التي تم العثور عليها بشكل فعال.

١١- التوجيه الفردي وإدراج المعلومات حول المكان والمدينة وعلم أصول التدريس والدورف الأساسي وطرق تطور الطفل.

١٢- دراسة للجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمدارس المستقلة بشكل عام وفي مدارس والدورف بشكل خاص.

١٣- توضيح مبادئ التدريس المتعلقة بمراحل النمو والتطور للطفولة والمراهقة.

١٤- تنمية العلاقة بين الطفل والطبيعة والعمليات الداخلية وممارسة الفصول الدراسية وبناء المجتمع في الفصل الدراسي.

١٥- تعزيز التنمية الداخلية والتأمل والقراءة والقواعد والتأليف، وتدريس الرياضيات والهندسة كمنهجية ومحتوى لمنهج والدورف للعلوم.

فن التعليم في مدرسة والدورف

فن التعليم في مدرسة والدورف هو التغيير الذي تظهره دراسة معمقة للإنسان يحدث في نهاية العام التاسع، وفي هذا الوقت، يفترض الإحساس بالذات شكلاً يوقظ في الطفل علاقة بالطبيعة والعالم حوله بحيث يمكن للمرء الآن التحدث إليه أكثر حول الروابط بين الأشياء والعمليات نفسها، بينما كان في السابق مهتمًا تقريبًا حصريًا في الأشياء والعمليات فيما يتعلق بالإنسان فقط.

ويجب على المربي مراعاة الحقائق من هذا النوع في تطور الإنسان بعناية فائقة، لأنه إذا قدم المرء الطفل لعالم المفاهيم والمشاعر الذي يتزامن فقط في تلك الفترة من الحياة مع الاتجاه الذي اتخذته قواه النامية، يعطي المرء قوة إضافية لنمو الشخص بأكمله بحيث يظل مصدرًا للقوة طوال الحياة، وإذا عمل المرء في أي فترة من الحياة عكس اتجاه هذه القوى النامية، فإنه يضعف الفرد.

وتوفر معرفة الاحتياجات الخاصة لكل فترة حياة أساسًا لوضع منهج مناسب، حيث يمكن أن تكون هذه المعرفة أيضًا أساسًا للتعامل مع الموضوعات التعليمية في فترات متتالية، وبحلول نهاية السنة التاسعة، يجب أن يكون المرء قد أوصل الطفل إلى مستوى معين في كل ما جاء في الحياة البشرية من خلال نمو الحضارة.

وهكذا، بينما تنفق السنوات الدراسية الأولى بشكل صحيح على تعليم الطفل الكتابة والقراءة، يجب أن يتم التدريس بطريقة تسمح بتقديم الشخصية الأساسية لهذه المرحلة من التطور، وإذا قام المرء بتعليم الأشياء بطريقة تجعل ادعاء من جانب واحد بشأن عقل الطفل والاكتساب المجرد للمهارات، فسيتم التحقق من تطور الإرادة والحساسيات المحلية، بينما إذا تعلم الطفل بطريقة تستدعي كيانه كله، يتطور في كل مكان، كالرسم بطريقة طفولية، أو حتى نوع بدائي من الرسم، يبرز اهتمام الإنسان كله بما يفعله.

لذلك ينبغي للمرء أن يترك الكتابة تنبثق من الرسم، ويمكن للمرء أن يبدأ بالأشكال التي يلعب فيها الحس الفني الطفولي للتلميذ، ومن هذه تتطور الحروف الأبجدية، بدءًا من النشاط الذي كونه فنيًا، ويجتذب الإنسان كله، ويجب على المرء أن يطور الكتابة التي تميل نحو المثقف، ويجب على المرء أن يدع القراءة، التي تركز الانتباه بقوة داخل عالم العقل، وتنشأ من الكتابة.

وعندما يدرك الناس مقدار ما يمكن اكتسابه للفكر من فن التعليم في مدرسة والدورف المبكر للطفل، فسيكونون على استعداد للسماح للفن بمكانه المناسب في التعليم الابتدائي، وستمنح فنون الموسيقى والرسم والنحت مكانًا مناسبًا في مخطط التدريس، وسيتم دمج هذا العنصر الفني والتمرين البدني في تركيبة مناسبة، وسيتم تطوير ألعاب الجمباز والحركة كتعبيرات عن المشاعر التي يستدعيها شيء في طبيعة الموسيقى أو التلاوة.

وسوف تحل حركة – الحركة ذات المعنى – محل تلك الحركات القائمة فقط على علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء في الجسم المادي، وسوف يكتشف الناس كيف تكمن قوة ما في طريقة فنية للتعليم لتنمية الإرادة والشعور، لكن التدريس أو التدريس بهذه الطريقة والحصول على نتائج قيّمة يمكن أن يتم فقط من قبل المعلمين الذين لديهم نظرة ثاقبة للإنسان.

وحريصين بشكل كاف على إدراك العلاقة بين الأساليب التي يستخدمونها والقوى التنموية التي تظهر في أي فترة معينة من الحياة، حيث إن المعلم الحقيقي، والمربي الحقيقي، ليس هو الشخص الذي درس النظرية التربوية كعلم لإدارة الأطفال، ولكنه شخص كان المعلم التربوي فيه أيقظه لإدراك الطبيعة البشرية.

وفي الختام يشير العديد من الخبراء في مجال التربية إلى أن تعليم والدورف هو نهج للتدريس الفعال لنمو الطفل وتنميته وتطوير مهاراته المعرفية، حيث أن من الأهمية بمكان التعليم لتنمية الشعور بالحياة لدى الطفل هو أن يطور الطفل علاقته بالعالم بطريقة مثل تلك التي تتطور عندما يميل المرء نحو الخيال، حيث يستحضر معلم والدورف عوالم النباتات والحيوانات والسماء والنجوم في روح الطفل بأسلوب القصص الخيالية.


شارك المقالة: