هل الضغط النفسي المزمن يسبب الاكتئاب

اقرأ في هذا المقال


يوجد للاكتئاب أسباب عديدة، مثل الوراثة وكيمياء الدماغ والظروف الحياتية، فأن بإمكان الأحداث الحياتية التي تتصف بالضغط النفسي المزمن أن ترفع من خطر الإصابة بالاكتئاب في حال لم يتم التأقلم مع الضغوط النفسية كما يجب، وتوجد كذلك دلائل عديدة على وجود علاقة بين نقص التكيّف والضغط النفسي والأمراض الجسدية.

هل الضغط النفسي المزمن يسبب الاكتئاب

الضغط النفسي هو استجابة عادية، للظروف الإيجابية أو السيئة في حياة الشخص، وهو في حد ذاته ليس شيء غير طبيعي، ولكن الشيء الضروري هو كيفية التعامل معه.

فإذا واجه الشخص مشكلة في التأقلم، فقد تؤدي الضغوط النفسية في إضعاف عزيمته، قد يكون أغلب الأحيان في حالة مزاجية متدنية، وقد يقل مستوى الكفاءة الإنتاجية وقد يعاني من مشكلات في علاقاته ومشكلات في النوم، وقد يجد صعوبة حتى ممارسة الروتين اليومي.

العديد من الأشخاص يعانون من ضغوط نفسية حادة، بالأخص وأنه عصر التطور التكنولوجيا الضخم، والذي من آثاره تغيرات الحياة فيبدو سريع بشكل متعب ومزعج نفسياً، وهذا يتطلب تأقلم متواصل مع هذه التحولات، وهذا يسبب ضغوط كبير في كل مراحل الحياة، ومثل زيادة ضغوط العمل، ثم ينتقل الشخص إلى البيت، ويجد ضغوط أخرى مثل تلبية متطلبات البيت المرتفعة من المصروفات، وعبء تعليم الأطفال ورعايتهم من الجانب الصحي، والمشاكل والخلافات الزوجية التي لا يخلو منها أي بيت، والتي لها أثر سيئ على نفسية الأطفال والأبناء.

حتى الأطفال يؤثر عليهم الضغط نفسي نتيجة الدراسة والوصول للنجاح، والشباب ينشغلون بالتفكير في المستقبل والوظيفة والاستعداد لحياة جديدة، مما يتسبب في زيادة الضغوط النفسية بصورة كبير، ومع تجمع هذه الضغوط النفسية نتيجة مشاكل الحياة الحديثة المنوعة، سريعاً ما ينتاب العديد من الأشخاص حالة من الاكتئاب بسبب هذه الضغوط النفسية التي لا نهاية لها.

ويواجه الشخص بعض من المشكلات التي تسبب له ضغوط نفسية كبيرة تتسبب في الاكتئاب، مثل التعرض لصدمة أو فاجعة أو فقدان شخص قريب فجاءة، والبعض يتعرض لخبرة عاطفية صعبة تكون نهايتها الفراق، أو الفشل في الحياة الزوجية، والخبرات العاطفية بشكل عام تسبب نوع من الضغط النفسي كبير والعزلة والتفكير المستمر، وبعدها الوقوع في حالة الاكتئاب.

ومن الأمور أيضاً التي تؤدي إلى الضغوط، تعرض الكثير من العائلات إلى المشاكل، التي تكون نهايتها الطلاق وهذا الشيء يتسبب في حالة نفسية سيئة على الأبناء، ويصبحوا ذو استعداد أكبر للإصابة للاكتئاب، ويعتبر الفقر سبب في مهاجمة الضغوط النفسية، وكل هذه الأمور تسبب ضغوط نفسية تؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، ولهذا يكون أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الاكتئاب، هم من الأشخاص العاطفيين ومن يمتلكون حساسية نفسية مفرطة، ومن سريعي الانفعال والغضب والتوتر والقلقين، وهذا لأن أثر الضغوط النفسية سوف تكون قوية عليهم.

الفرق بين الضغط والاكتئاب

هناك علاقة قوية بين الضغوط النفسية والإصابة بالاكتئاب، والعلماء فسروا حالة الاكتئاب بأنه خلل في الحالة المزاجية للفرد، وهذا الاضطراب يجعل الشخص ينتابه الشعور بالحزن واليأس ويخسر الرغبة في ملذات الحياة، وينزوي بعيداً عن الآخرين، ويتوقف عن أداء الكثير من الأنشطة الروتينية المعتادة، وتتأثر مشاعره وأفكاره بأمور سلبية، ويتضرر أيضاً من الناحية البدنية، وأن الحياة لا تستحق أن يعيش بها، والاكتئاب يتطلب وقت للتخلص من كل هذه المشاعر السلبية.

أمّا الضغوط النفسية، فهو شعور بالآلام النفسية وإحساس سلبي يداهم الشخص عند التعرض لضغوط لا يمكنه مقومتها أو سماع أخبار سيئة، وتأثير الضغوط النفسية تتفاوت من فرد إلى آخر، يستند على إمكانية الشخص على الصمود والتقبل وافهم والاستفادة من هذه الضغوط. فهناك بعض الأشخاص سريع ما تظهر لهم عواقب سلبية كبيرة عندما يواجهوا الضغوط نفسية متوسطة، كما أن الإناث بشكل عام الأكثر تضرراً من الضغوط النفسية عن الذكور.

أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أحد الأسباب الأساسية للإصابة بمرض الاكتئاب، هو المواجهة المستمرة للضغوط النفسية، إذ وصلت نسبة الإصابة بمرض الاكتئاب نتيجة التعرض للضغوط النفسية تقريباً 53% وهي درجة عالية، وكانت النساء هي الأكثر إصابة بالاكتئاب الناتج عن الضغط النفسي، وهذه الأسباب إلى كثرة تفاصيل الحياة مع صعوبات الحياة، ويقع الشخص في فخ هذه الضغوطات من غير أن يشعر، ويخضع لها إلى أن يصل إلى حالة الاكتئاب.


شارك المقالة: