الصحة النفسية وما يقدمه الطفل للاستمرارية

اقرأ في هذا المقال


يرى العديد من العلماء أنَّ أغلب أعراض الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان، تبدأ بالظهور في مرحلة الطفولة، كذلك أنَّ هناك تغيُّرات تحدث في الجسم تؤدي فيما بعد للإصابة بالمرض النفسي قبل أن تبدأ أعراضه بالظهور، بالتالي فإنَّ مساعدة الأطفال وتوعية أسرهم حول كيفية التعامل مع الصعوبات المبكرة في حياة الطفل، قد تساهم في الحد من إصابة الأطفال بالاضطرابات النفسية لاحقاً.

مفهوم الاستمرارية:

هي أساس النجاح سهل بالشكل وصعب بالتطبيق، ذلك بسبب أنَّ العقل دائم التذمّر ولا يهوى الاستمرار في شيء واحد، فالعقل يحاول بشكل دائم في أن يعطيك المبررات أنَّ هذا الاستمرار لا جدوى منه، كذلك يعطيك البدائل التي ممكن أن تطبقها بدلاً من أن تستمر في هذا الشيء.

الصحة النفسية وما يقدمه الطفل للاستمرارية:

على الصعيد الوجودي فإن الطفل الذي يشعر بالنقص، قد يستوعب هذا الوجود بأكمله خاصة إذا اشتدت إحباطات الحياة الخارجية وإنجازاتها، كذلك إذا تفاقم إحباط الرباط الزوجي في الأسرة، فيكون الطفل ليس مجرد استمرارية، بل هو استمرارية تعويضية.
يُطلب من الطفل في الكثير من الأحيان أن يقوم نيابة عنّا بتعويض ما فاتنا، باعتباره الصورة لذاتنا والممثل لها، ذلك لعلاج الحرمان الذي عشناه في طفولتنا وتحسين صحتنا النفسية، كما يحدث فى بعض حالات التدليل الزائد، حيث يبالغ الأهل في دليل أولادهم كوسيلة لإكرام الطفل، فالطفل سبيل الإحساس بالمتعة والحصانة من خلال قوة العزوة المتمثلة في كثرة الأولاد، فهو مجال للافتخار بالإنجاز الذاتي وتحقيق المشروع الوجودي، من خلال الذريّة الصالحة وحسن تربيتها، فهو عطاء طيب للجماعة، مما يولِّد الإحساس باستحقاق الفضل والمكانة له.

المصدر: سلوك الأطفال، دينا جايسون الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، د. إيمان دويدارالصحة النفسية للطفل، محمد المهدي


شارك المقالة: