المحكات المستخدمة في تشخيص صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


يرى كثير من المربين والمتخصصين في شؤون هذه الفئة أن عملية تشخيص صعوبات التعلم، يجب أن تتم بواسطة نظام العمل اليومي والملاحظة المقصودة من خلال السجل المدرسي الخاص بالمتعلم، والذي يرافقه لحين إنهائه المرحلة الابتدائية.

المحكات المستخدمة في تشخيص صعوبات التعلم

فالتعرف على أسباب صعوبات التعلم، والعوامل المؤثرة فيها تساعد على تشخيصها والتعرف على العوامل المؤدية لها، وليس المقصود هنا تشخيص صعوبات التعلم التي ترجع إلى خلل في الجوانب الحسية والعصبية أو كنقص في الذكاء والقدرات.

وإنما المقصود هنا هو تشخيص الأسباب والعقبات النفسية والتربوية والأسرية التي تقف عائقاً ضد التعلم الجيد لدى المتعلمين، مثل تلك التي تسبب قلة استفادة المتعلمين من خبرات وأنشطة التعلم المتاحة لهم.

ويوجد العديد من العوامل والتي يمكن أن تساعد على تشخيص المتعلمين ذوي صعوبات التعلم ومنها ضرورة الوصف التفصيلي للصعوبة، وسجل المدرس الذي يحتوي على بيانات عن تحصيل المتعلم، وتقدير ما يمتلكه المتعلم من مهارات أو خبرات وسلامة الطفل من الناحية الجسمية والحسية والعصبية، والكشف المبكر عليهم من قبل المدرسة للتعرف على الصعوبة لديهم، وبالتالي تحويلهم إلى الهيئات والمؤسسات الخارجية لعلاجهم واتخاذ اللازم.

مراحل التعرف على المتعلمين ذوي صعوبات التعلم

1- التعرف على المتعلمين ذوي الأداء المنخفض، ويمكن أن تتم تلك العملية داخل المنزل أو المدرسة.

2- ملاحظة ووصف السلوك مثل كيف يقرأ ومهارات القراءة.

3- إجراء تقييم غير رسمي ويتم فيه إبعاد بعض الحالات، مثل الحرمان البيئي والثقافي.

4- قيام فريق التقييم بإجراء تقييم وتعد هذه العملية بمنزلة التشخيص الذي يرتكز على تعدد المحكات.

5- كتابة نتائج التشخيص.

الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في تشخيص صعوبات التعلم

1- الاختبارات المعيارية المرجع

وهذه هي الاختيارات يتم من خلالها الحكم على مستوى أداء الطفل هل هو أقل أو أكثر أو مثل أقرانه؟ والتي يمكننا من خلالها مقارنة الأداء بأداء المجموعة العمرية التي ينتمي لها الفرد، وتستعمل في مجال صعوبات التعلم لقياس التحصيل الأكاديمي.

2- اختبارات العمليات النفسية

تم بناء هذا الاختبار بناءً على حدوث صعوبات التعلم لدى الأفراد؛ نتيجة صعوبات في القدرة أو العمليات التي تلزم لعملية التعلم كالإدراك البصري والسمعي وبالإضافة إلى تآزر حركة العين واليد وغيرها.

3- اختبارات القراءة غير الرسمية

هذه الاختبارات تكون من إعداد المعلم ويطبقها بشكل محدد في مجال القراءة، ويمكن للمعلم من خلالها أن يحدد مستوى المتعلم القرائي وبالتالي اختيار المواد والكتب التي تلائمه حسب هذا المستوى.

4- الاختبارات محكية المرجع

وهي الاختبارات التي يتم فيها مقارنة أداء الطفل مع معيار أو محك معين وليس مع أداء غيره من الأطفال، والغرض منها التعرف على المهارات المحددة التي تعلمها الطفل والمهارات الأخرى التي تتطلب التعلم.

5- القياس اليومي المباشر

ويتضمن الملاحظة وتسجيل أداء الطفل في المهارات المحددة التي تعلمها بشكل يومي، مثل التفوق الذي حققه الطفل ومعدل الخطأ أو نسبته، والفائدة التي تعود على هذا المقياس تزويد المعلم بمعلومات عن أداء الطفل في المهارات التي يتعلمها.

المحكات التي يمكن أن تحدد الفرد الذي يعاني من صعوبات التعلم

1- محك التباعد أو التفاوت

يعد هذا المحك بمثابة عنصر أساسي من العناصر الأساسية المشتركة في تعريف صعوبات التعلم، حيث أن المسافة التي توجد بين قدرات الفرد الكامنة لديه وتدني مستوى أدائه في العمل المدرسي، وأما التباعد فيكون في مستوى التحصيل للفرد في مقرر دراسي ما عن المستوى المتوقع منه حسب حالته، وله جانب التفاوت بين القدرات العقلية للتلميذ ومظاهر النمو التحصيلي، فقد يكون الفرد متفوق في مادة معينة وعادياً في مادة أخرى ويعاني من صعوبات تعلم في مواد أخرى.

2- محك الاستبعاد

ويعتمد هذا المحك في تشخيص صعوبات التعلم على إزالة جميع الحالات التي يرجع السبب فيها إلى الإعاقة العقلية أو الإعاقة الحسية أو إلى اضطرابات انفعالية شديدة أو إلى الحرمان البيئي أو الثقافي أو حالات نقص فرص التعلم، حيث إن تعريف صعوبات التعلم يستبعد هذه الحالات لدى الأفراد، وفي حال إنها كانت تعاني من صعوبات في التعلم باعتبار أنها حالات إعاقات متعددة.

3- محك المؤشرات السلوكية المرتبطة أو المميزة لذوي صعوبات التعلم

ويقوم هذا المحك على مبدأ أنه يوجد سمات سلوكية مشتركة بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم، مثل النشاط الحركي المبالغ فيه وقلة الانتباه والإحساس بالدونية وهذه السمات تكرر بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم، ويمكن للمدرس مشاهدتها خلال يومه مع الطفل والقيام بالكشف المبدئي والكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعلم، وذلك باستخدام مقياس تقدير السلوك.

4- محك التربية الخاصة

يرتكز هذا المعيار على فكرة أن المتعلمين الذين يعانون من صعوبات في التعلم يحتاجون إلى طرق خاصة في التعلم تتناسب مع صعوباتهم، وتختلف عن الطرق العادية في التعلم، ومن أمثلة طرق التربية الخاصة استخدام الطريقة الحس حركية أي كتابة كلمات وجمل من الذاكرة مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم الخاصة بالقراءة.

5- محك العلامات النيورولوجية

ويقوم هذا المعيار على مبدأ أنه يمكن التعرف على الفرد ذو صعوبات التعلم عن طريق التلف العضوي في الدماغ، أو الإصابة البسيطة في الدماغ، والتي يمكن الكشف عنه من خلال فحص باستخدام رسام الدماغ الكهربائي (E.E.G) وبالإضافة إلى تتبع التاريخ المرضي للطفل ذو صعوبات التعلم.

6- محك المشكلات المرتبطة بتأخر النضج

يعكس هذا المعيار الفروق الفردية بين الجنسين من الذكور والإناث من ذوي صعوبات التعلم في القدرة على التحصيل والنضج، حيث يتبين أن نسبة النمو تختلف من فرد لآخر، مما يؤدي إلى صعوبة في التهيئة لعمليات التعلم.

7- محك نمط معالجة المعلومات المسيطر للنصفين الكرويين بالمخ للسيطرة المخية

المخ عبارة عن كمبيوتر فعال وناجح إذ يتكون ما يقارب مئة مليار خلية عصبية تحدد جميع الأفكار والسلوكيات، فإذا نظرنا إلى المخ من أعلى نرى شق عميق بقسم المخ إلى نصفين متماثلين تقريباً يسميان النصفان الكروبان ولكل نصف وظيفة مستقلة.

فالنصف الأيمن يتولى إدارة وتحريك النصف الأيسر من الجسم، أما النصف الأيسر فيقوم بإدارة النصف الأيمن من الجسم، ولكل من الجزأين الكرويين للدماغ أسلوبه في تشغيل القدرات العقلية وتفاعلها مع نمطه المفضل للتعلم والتفكير، وأي اختلاف في هذا الأجزاء تؤدي إلى مشكلات لدى الأفراد في التعلم أو التفكير

وفي النهاية إن معظم التعاريف الخاصة بصعوبات التعلم تفترض وجود اضطراب وظيفي في الجهاز العصبي المركزي لدى العديد من الأفراد ذوي صعوبات التعلم، وبناء على ذلك يظهر تباعداً واضحاً لدى هؤلاء الأفراد، كما أن تلك التعريفات تفترض وجود قصور في واحدة أو أكثر من قدرات التعلم في القيام بوظائفها.

المصدر: 1- سليمان ابراهيم. صعوبات الفهم القرائي لذوي المشكلات التعليمية. طبعة الأولى.2013.2- خولا يحيى وماجدة عبيد. أنشطة للأطفال العاديين لذوي الاحتياجات الخاصة. دار المسيرة: عمان. الطبعة الأولى 2007.3- فاروق الروسان. مقدمة الاضطرابات اللغوية.دار الزهراء. الرياض. الطبعة الأولى. 4- مراد عيسى ووليد خليفة وأحمد أحمد وطارق عبد النبي.الكمبيوتر وصعوبات التعلم. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر. الإسكندرية. الطبعة الأولى 2006.


شارك المقالة: