تاريخ علم النفس الاكلينيكي

اقرأ في هذا المقال


يقوم علم النفس بالتأكّد من التقلبات غير المنطيقة للعقل وتوضع تحت سيطرة الإرادة، يعتبر علم النفس أبو العلوم الذي لولاه كل العلوم والمعارف الأخرى لا تكون موجودة، في دراسة العقل لا توجد بيانات ولا حقائق، حيث يتم تحليل العقل في حد ذاته، للتحكم في العقل يجب التعمق في العقل الباطن وتصنيف وترتيب جميع الانطباعات والأفكار المختلفة المخزنة والسيطرة عليها، ون خلال السيطرة على العقل الباطن تتم السيطرة على الوعي.

تاريخ علم النفس الإكلينيكي:

تتضمن التأثيرات المبكرة في مجال علم النفس الإكلينيكي عمل المحلل النفسي سيغموند فرويد، فقد كان من الأوائل الذين قاموا بالتركيز على فكرة أنّ المرض العقلي كان شيء يمكن علاجه عن طريق الكلام مع المريض، حيث قام بتطيور العلاج بالكلام talk therapy الذي في الغالب يشار له على أنّه الاستخدام العلمي المبكر لعلم النفس الإكلينيكي.
قام عالم النفس ويتمر Witmer بافتتاح أول العيادات النفسية في العالم عام 1896، حيث قام بالتركيز بصورة خاصة على مساعدة الأطفال المصابين بصعوبات التعلم learning disabilities، كان ويتمر هو أول من قام بتقديم مصطلح علم النفس الإكلينيكي في ورقة بحث عام 1907.
قام ويتمر وهو أحد طلاب ويليام فونت بتعريف علم النفس الإكلينيكي بأنّه دراسة البشر من خلال الملاحظة أو التجريب، بهدف التشجيع على التغيير، في عام 1914 ظهرت 26 عيادة أخرى من أجل ممارسة علم النفس الإكلينيكي بالولايات المتحدة، أمّا في وقتنا الحالي فيعتبر علم النفس الإكلينيكي من أحد أكثر الحقول الفرعية شعبية وأكبر تخصص وظيفي داخل علم النفس.

تطور علم النفس الإكلينيكي خلال الحروب العالمية:

بات علم النفس الإكلينيكي أكثر ثباتاً أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث قام الأشخاص الذين يمارسوه بإثبات فوائد التقييم النفسي، ظهرت الجمعية الخاصة بالإكليكيين سنة 1917 ومع مرور الوقت دُمجت مع الجمعية الخاصة بعلم النفس واعتبرت أحد أقسامها، يقضي أغلب علماء النفس الإكلينيكيين ما بين أربع إلى ست سنوات في الدراسات العليا بعد أن يحصلوا على درجة البكالوريوس.
أثناء الحرب العالمية الثانية دُعي علماء النفس الإكلينيكيين من أجل أن يساعدوا في معالجة Shell shock، الذي يسمّى في وقتنا الحالي باضطراب ما بعد الصدمة، ساعد الأخصائيين في علاج المحاربين العائدين من الحرب؛ الذين مانوا يحتاجون إلى الرعاية مع نمو علم النفس الإكلينيكي أثناء هذه الفترة.
أثناء أربعينات القرن الماضي لم يكن في الولايات المتحدة برامج دراسة تقدم شهادة رسمية في تخصص علم النفس الإكلينيكي، وضعت إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة عدد من برامج التدريب على مستوى الدكتوراة، في عام 1950 حصل أكثر من النصف على درجات الدكتوراة في علم النفس تخصُّص علم النفس الإكلينيكي.
بعد مرور الوقت تم إيجاد خيار درجة دكتوراة في علم النفس، مما أدى إلى زيادة التركيز على الممارسة المهنية بدلاً من البحث، تُعرف درجة الدكتوراة هذه في الممارسة العملية في علم النفس الإكلينيكي باسم الباحث المُمَارِس أو نموذج فيال.

مقاربات علم النفس الإكلينيكي:

في الغالب يقوم علماء النفس وخصوصاً الإكلينيكيون باستخدام بعض الأساليب المختلفة في العلاج عند العمل مع العملاء أو المرضلى، بينما يقوم البعض الآخر من علماء النفس الإكلينيكيين بالتركيز على نظرات علاجية تحدد بشكل دقيق، يستخدم الكثيرون النهج الانتقائي Eclectic approach؛ الذي يعتمد على الأساليب النظرية المختلفة لتطوير أفضل خطة علاج لكل عميل على حدة.

  • المقاربة السيكوديناميكية Psychodynamic approach: تمَّ ظهور هذا المنظور من خلال عمل فرويد؛ حيث اعتقد أنّ العقل اللاواعي يلعب دور مهم في سلوك الأفراد، فقد يقوم علماء النفس الذين يمارسون العلاج النفسي التحليلي باستخدام العديد من التقنيات؛ مثل التداعي الحر free association من أجل الكشف عن دوافع العميل غير الواعية والكامنة.
  • المنظور السلوكي المعرفي Cognitive behavioral perspective: تطوّر هذا النهج في علم النفس الإكلينيكي من خلال مدارس الفكر السلوكي والمعرفي، يقوم علماء النفس الإكلينيكيون الذين يقومون باستخدام هذا المنظور بالنظر لكيفية تفاعل مشاعر العميل وسلوكاته وأفكاره، حيث يركز العلاج المعرفي السلوكي (CBT) في الغالب على تغيير الأفكار والسلوكات التي تسبب حدوث ضائقة نفسية.
  • المنظور الإنساني Humanistic perspective: ظهر هذا النهج في علم النفس الإكلينيكي من خلال أعمال المفكرين الإنسانيين؛ كأبراهام ماسلو Abraham Maslow وكارل روجرز Carl Rogers، ينظر هذا النهج إلى العملاء بصورة أكثر شمولية ويركز على أمور معينة مثل تحقيق الذات.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس، د.قدري حنفي


شارك المقالة: