مشاكل وقت الفراغ عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


وقت الفراغ واستغلاله عند المراهقين

إنّ حل مُشكلة وقت الفراغ كثيراً ما تُساعد الشباب على التكيُّف بضيق الدراسة أو العمل، فيحاوِل عن طريق هواية معينة يمارسها في وقت فراغه أن يتخلص من هذا الضيق وأن يحقّق من خلالها النجاح والسعادة غير الموجودين في حياته الدّراسية أو العمليّة، بعض المُعالجين النفسيين يعتقدون أنَّه يمكن الاستفادَة من أوقات الفراغ في علاج الكثير من الحالات النّفسية والعقليّة عن طريق إشغال المُصابين بهوايات مختلفة مثل الرّسم أو الموسيقى أو غير ذلك، أثبت هذا النّوع من العلاج أنَّه ذو فائدة كبيرة ليسَ بعد الإصابةِ بالمرض فقط وأيضاً عامل للوقاية من المرض، يساعد بالحفاظ على الكيان النّفسي بعيداً عن أي اضطراب.

ما هو وقت الفراغ

هو الوَقت الذّي يقضيه القرد في نشاطٍ معيَّن يتمكَّن من خلاله بتحقيق ما يرغب فيه ويميلُ إليه كالرّاحة بينَ ساعات العمل أو الدراسة للذّهاب إلى المقهى وتناوُل بعض المأكولات والمشروبات الخفيفة أو تبادل الأحاديث السّريعة مع الأصدقاء، إنّ هذا الوقت ليس وقت الفراغ بالمعنى الذّي نقصدُه لأنَّ هذا الوقت هو جزء من وقتِ العمل أو الدراسة نفسه الذي لا يمكن أن يستمر على خط واحدة، إنَّما يحتاج إلى فترات معيّنة للتوقُّف وإعادة نشاط الفرد، أمّا لو خُطِّط لهذا الوقت بحيث يمارس الفرد أنواع مختلفة من النشاط وكان الوقت كافياً لتحقيق هذا الغرض مثل النوادي أو الاستراحات التي تشمل قاعات البلياردو أو كُرة الطاولة أو مشاهدة التلفزيون فهذا يكون وقت الفراغ والتنفيس عن الذَّات.

مجالات إشغال وقت الفراغ عند المراهقين

أينَ يقضي المُراهقون والشّباب أوقات فراغهم ؟ هذا السؤال يُعدُّ مشكلة حقيقيّة في حياة المراهقين، لأنَّ الأغلب لا يعرفون كيف يجيبون عليه ولأنَّهم كثيراً ما يقعونَ في مشاكل مع الأهل بسببه، فأغلب المُراهقين يميلونَ إلى قضاءِ أوقاتِ فراغهم خارج المنزِل مع مجموعة من الأصدقاء وهو أمر لا يحبّه الأهل في الغالب بل يفضِّلون أن يقضي أبناؤهم هذهِ الأوقات في المنزل تحت أعينهم.

  • القراءةللمراهقين
    هي نشاط يجمَع بين المُتعة والفائِدة، حين يقرأ الفرد في أوقات فراغه وفي الفواصل بين أوقاتِ عمله أو دراسته فإنَّ عمليات التّعلم والتّفكير الذّهنية تكون في حالة من الاستثارة والفاعليّة وتُحقّق تطوّراً وإنجازَاً، لكن في ظروف أُخرى مُريحة يشعرُ الفرد فيها بالإنجازِ دونَ جهدٍ كبير.
  • النّشاط الإبداعيللمراهقين
    وهي الأعمال التي تحتاج الإبداع والابتكار مثل الرَّسم، والنَّحت والديكور والزّخرفة، والحِرف اليَدويّة، يمكن للأُنثى أن تمارس عمليّة الطّهي وتنسيقِ الورود والنّسيج وغيرها من الأنشطة المختلفة.
  • النّشاط الرياضيللمراهقين
    وهو قضاء الوقت في ممارسة الهِوايات والأنشِطة الرياضيّة المُختلفة التي تُقوّي جسم المراهق وتعطيه الطّاقة واللياقَة البدنيّة وتساعد على التفريغ الانفعالي ومن الأمثلة على هذه الرياضات، رياضَة الجري والسِّباحة والفروسيّة ورُكوب الدّراجات الهوائيّة.
  • النّشاط الجماعي وخدمة الجماعةللمراهقين
    وذلك عن طريق المشاركة بالمعسكرات التدريبية والدورات المختلفة والرحل العلمية والترفيهية بصورة جماعية، إذ يخرج منها الفرد بفوائد تعود له وللجماعة.

مشاكل وقت الفراغ عند المراهقين

  • المشاكل النفسيّة: يعيش المراهق حالة من القلق والإحباط خصوصاً عندما يرى أنَّ جميع الأبواب مغلقة أمامه سواء من ناحية الدراسة أوالأهل، ممَّا يؤدّي إلى انعزالِه عن المجتمع وفي نهاية المطاف أصابته بحالة نفسية.
  • المشاكل الاجتماعية: إنَّ مشكلة الفراغ تسبّب الكثير من المشاكِل الاجتماعية مثل تفكّك علاقة المراهق مع أهله وأقربائه، فيصبح غير مرغوب من قبل الجَميع وذلك بسبب تغيُّر شخصيته و يستمر في هذا الطريق لأنَّه وجدَ نفسَه أمام مُشكلتين الأُولى هي الفراغ والثانية هي ابتعاد الأهل عنهفيقوم بالبحث عن بديلٍ مُناسب وهم رفقاء السُّوء الذينَ يُشجعونَه على الطريق الخاطئ و ذلك عن طريق إعطائِه المجلّات الفاسِدة والأشرِطة التي تحتوي على الأفلام والأغاني التي تشتت تفكيره وتبعده عن ذكر الله، فيكون من الصّعب حلُّ المشكلة بسرعة فقد تحتاج إلى جهدٍ كبير ووقتٍ طويل سواء من المراهق أو من الأهل.
  • المشاكل الاقتصادية: قد يعيش المراهق مشكلة البطالة، وهي حالَة من عدم الاستِخدام التي تُشير إلى الأشخاص القادرين على العمل ولكن ليست لديهم فرص للعمل و ذلك لأسباب مختلفة إذ يبقى الشّاب بدون عمل و قد يَعيش هذهِ المُشكلة بسبب الكسل وعدم التفكير والمبادرة في البحث عن عمل معين.

فوائد استغلال وقت الفراغ عند المراهقين

  • يعطي استغلال وقت الفراغ شعورٌ عالٍ بالثقة بالنفس وأنّه شخص قادر على الإنجاز وترتفع معنويّاته.
  • يكشِف عن هواياتِه في وقت فراغه ويعرف جيداً أهمّ الأنشطة المُفضلة لديه، والتي قد يرغب في تطويرها مستقبلاً.
  • تتميّز شخصيّة الفرد في أوقات فراغه من الأنشطة التي يُمارسها، فيُقدِّر ذاتَه، ويعبِّر عن نفسه بالطريقة الصحيحة.
  • يتعلُّم مهارات مختلفة وجديدة وبهذا يُنمّي إلى ذاته بشكل إيجابي.
  • يقوِّي تحدي المراهق بنفسه وذلك لأنّه قادر على استغلالِ أوقاته كلها وتكون أوقات فراغه محسوبة بكل دقّة، عند استغلال المراهق وقته سيجد وقتاً كافياً للراحة والاسترخاء بطريقة منظَّمة.
  • تتحسَّن العلاقات الاجتماعية من خلال عمل أنشطة جماعية مختلفة للترفيه عن النفس.
  • يُخفِّف الضغوطات الموجودة في العمل الطويل ويساعد على تجديد النشاط للقدرة على مواصلة العمل.

شارك المقالة: