مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتعلق مفارقة فيتش للمعرفة المعروفة أيضًا باسم مفارقة المعرفة أو مفارقة فيتش بأي نظرية ملتزمة بالأطروحة القائلة بأن جميع الحقائق قابلة للمعرفة، حيث يمكن القول إن الأمثلة التاريخية لمثل هذه النظريات تشمل اللاواقعية الدلالية أي الرأي القائل بأن أي حقيقة يمكن التحقق منها، والبنائية الرياضية أي الرأي القائل بأن حقيقة الصيغة الرياضية تعتمد على التركيبات العقلية التي يستخدمها العلماء لإثبات تلك الصيغ.

مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس

تتمثل مفارقة المعرفة لدى العالم فريدريك فيتش في علم النفس في مفهوم الواقعية الداخلية أي وجهة النظر القائلة بأن الحقيقة هي ما نؤمن به في الظروف المعرفية المثالية، حيث أنها تعبر عن جميع النظريات التي تهتم للحقيقة أي أن الحقيقة هي ما نوافق عليه في حدود البحث، والوضعية المنطقية على سبيل المثال وجهة النظر القائلة بأن المعنى يعطي من خلال شروط التحقق في مفاهيم المثالية المتعالية للعالم إيمانويل كانط.

يظل المفهوم العملي لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس بعيد المنال، لكن المقصود منه أن يقع في مكان ما بين مساواة الحقيقة دون علم بما يعرفه الفرد وبين المساواة بين الحقيقة بسذاجة مع ما يعرفه البشر بالفعل، إن مساواة الحقيقة بما قد يعرفه فرد معين لا يحسن الوضوح كما أن مساواته بما يعرفه البشر المقابلين له في الواقع تفشل في تقدير موضوعية الحقيقة وقابلية اكتشافها.

الطريقة الوسطى لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس ما يمكن أن نسميه اللاواقعية المعتدلة، حيث يمكن وصفها منطقيًا في مكان ما في الملعب لمبدأ المعرفة الذي يقول رسميًا لجميع القضايا ومنها فمن الممكن معرفة ذلك.

وتعتبر أكبر مشكلة في الطريق الوسط هي مفارقة فيتش من خلال الدليل الذي يُظهر خاصة في منطق شكلي عادي معزز بمعامل المعرفة أن كل الحقائق قابلة للمعرفة حيث تستلزم كل الحقائق أن تكون معروفة.

يقوم بعض علماء النفس إن مفارقة المعرفة ليست مفارقة إنه إحراج للعديد من أنواع اللاواقعية التي أغفلت لفترة طويلة مثالاً مضادًا بسيطًا، ويشيرون إلى أنها تعتبر سلوك معادي للعديد من النظريات الفلسفية والنفسية، ولكن ليس للفطرة السليمة، حيث لا تكمن المفارقة في أن إثبات مفارقة فيتش تهدد بسرعة الطريق الوسط، إنها تعبر عن برهان فيتش الذي يستخدم الحد الأدنى من الموارد النموذجية المعرفية.

يعتبر التناقض في مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس هو أن اللاواقعية المعتدلة تبدو غير قابلة للتعبير عنها كأطروحة مميزة، بل أضعف منطقيًا من المثالية الساذجة، هذا مثير للاهتمام ومزعج بغض النظر عن موقف المرء المؤيد أو المعارض للواقعية المعتدلة.

نبذة تاريخية عن مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس

تظهر الأدبيات حول مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس استجابة لإثبات بعض الأفكار في التحليل المنطقي لبعض مفاهيم القيمة التي تهدد بانهيار عدد من الاختلافات النمطية والمعرفية، التي توضح أن الجهل هو الفشل في معرفة بعض الحقيقة، ثم نقد الالتزام بالجهل المشروط إلى التزام بالجهل الضروري؛ لأنه يظهر أن وجود الحقائق المجهولة في الواقع يستلزم وجود حقائق غير معروفة بالضرورة.

تقطع مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس معظم الطريق نحو محو أي اختلاف منطقي بين وجود الجهل العرضي ووجود عدم المعرفة الضروري، حيث يخبرنا أنه إذا كان من الممكن معرفة أي حقيقة، فهذا يعني أن كل حقيقة معروفة في الواقع، ومنها تم نقل هذا الإثبات إلى فيتش من قبل الحكم الواضح أن فيتش لم يعتبر النتيجة متناقضة؛ وذلك لتجنب نوع من المغالطة المشروطة التي هددت تحليله المستنير للقيمة.

في مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس يتم تفسير وجود حقائق غير معروفة في النهاية لسبب تقييد المتغيرات الافتتاحية للقضايا القابلة للمعرفة، حيث أنه بالنسبة للحقيقة التي لا يمكن معرفتها فإنها توفر سابقة مستحيلة في الوقائع المضادة لفيتش، وتقلل في النهاية من أهمية التحليل ذو القيمة لبعض المنتقدين له فقط في حالة وجود حقيقة معرفية مناقضة.

بالنسبة للحقيقة التي لا يمكن معرفتها فإنها توفر سابقة مستحيلة في الوقائع المضادة لفيتش وتقلل في النهاية من أهمية التحليل؛ نظرًا لأن نظرية القيمة لدى فيتش في مفارقة المعرفة ليست السياق الذي تتم فيه مناقشة التناقض على نطاق واسع، واعتبرت النتيجة دحضًا للتحقق والرأي القائل بأن جميع العبارات ذات المعنى وبالتالي كل الحقائق يمكن التحقق منها.

بعد كل شيء إذا قبل المرء مبدأ المعرفة فهو ملتزم بالادعاء السخيف بأن جميع الحقائق معروفة، حيث تشير مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس إلى صعوبات مع هذا الموقف العام ولكن البعض يتفقون في النهاية على أن نتيجة فيتش هي دحض الادعاء بأن جميع الحقائق قابلة للمعرفة، وأن الأشكال المختلفة للتحقق من الصحة معرضة للخطر من أجل أسباب متشابهة.

ومع ذلك منذ أوائل الثمانينيات كان هناك جهد كبير لتحليل البرهان المعرفي لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس باعتباره متناقضًا لكل شيء يجب أن تكون النظرية المعرفية للحقيقة تتناقض مع المعرفة الممكنة إلى معرفة فعلية، حيث أنه بشكل بديهي يجب أن تُفهم هذه الحقيقة من حيث القدرات المعرفية للفاعلين غير المطلعين على كل شيء، فهي على الأقل موقفًا متماسكًا وهو موقف مختلف وأكثر منطقية من الأطروحة القائلة بأن جميع الحقائق معروفة.

كان من الغريب أن تقع الفرضيات المعقدة للنظرية المعرفية للحقيقة فريسة لمثل هذا الاستنتاج السريع، ومن ثم، أصبح دليل مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس معروفًا باسم كان من الغريب أن تقع النسخ المعقدة للنظرية المعرفية للحقيقة فريسة لمثل هذا الاستنتاج السريع، فهي ملتزمة بالادعاء السخيف بأن كل الحقائق معروفة.

التعديلات المنطقية لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس

تفحص التعديلات المنطقية لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس احتمالات التعامل مع المنطق على أنه غير صالح في المعرفة وأن منطق فيتش المعرفي منظم، وهل منطق المعرفة هو منطق كلاسيكي؟ حيث يمكن أن يحمل مبدأ المعرفة في طياته اعتبارات خاصة تستدعي مراجعة المنطق الكلاسيكي، وإذا كان الأمر كذلك فيتم اعتبار أن هناك مفارقات وثيقة الصلة تهدد مبدأ المعرفة دون انتهاك المعايير المنطقية ذات الصلة.

لا تكمن مشكلة استدلال فيتش في أي من الاستدلالات المعرفية على الرغم من أن البعض قد جادل بأن معرفة الاقتران لا يستلزم معرفة الاقتراحات، وأظهرت التعديلات المنطقية لمفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس أن إصدارات من المفارقة لا تتطلب هذا الافتراض التوزيعي، وقد يتم ارتباطها وتمحورها حول الواقعية المعرفية بسرعة إلى حد ما، حيث تظهر المفارقات ذات الصلة لتحل محل العامل الوهمي.

في النهاية يمكن التلخيص أن:

1- مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس تتمثل بأن جميع الحقائق قابلة للمعرفة، حيث أنها ترتبط في اللاواقعية الدلالية والبنائية الرياضية لجميع الصيغ التي تعبر عن المعرفة والحقائق.

2- تعتبر مفارقة المعرفة لدى فيتش في علم النفس استجابة لإثبات بعض الأفكار في التحليل المنطقي لبعض مفاهيم القيمة التي تهدد بانهيار عدد من الاختلافات النمطية والمعرفية.

3- يمكن وضع بعض التعديلات المنطقية لمفارقة المعرفة لدى فيتش من خلال احتمالات التعامل مع المنطق على أنه غير صالح في المعرفة وأن منطق فيتش المعرفي يعتبر منظم.

المصدر: علم النفس المعرفي، د. رافع النصير الزغلول - د. عماد عبد الرحيم الزغلولالتصور العقلي من منظور علم النفس التربوي، رجاء محمد أبو علام وعاصم عبد المجيد أحمد، 2014الوعي والإدراك، البحث في آلية عمل الدماغ البشري، عمر اسبيتان، 2009علم النفس و الأخلاق، ج أ جيمس آرثر هادفيلد، 2017


شارك المقالة: