اعتبارات التخطيط لمسار رحلة الطيران

اقرأ في هذا المقال


ما هي الاعتبارات التي يتم العمل بها للتخطيط لمسار رحلة الطيران؟ هناك العديد من الاعتبارات ومنها أوقات الرحلات، ومتى يجب أن تكون، ولذلك يبذل المرسلون الجويون قصارى جهدهم لجعلها أقصر ما يمكن، وربما يكون العامل الأكثر أهمية في تخطيط المسار هو ما إذا كان مسار الرحلة سيعرض الطائرة للرياح المعاكسة أو الرياح الخلفية ومدى توافر الطائرات ورسوم التحليق ونوع الطائرات المستخدمة ومدى توافرها وغيرها مما سيتم مناقشته في هذا المقال.

الاعتبارات التي تؤثر على تخطيط مسار رحلة الطائرة

تبحث شركات الطيران في جميع أنحاء العالم باستمرار عن إضافة وجهات جديدة إلى شبكة مساراتها، حيث تقوم بإجراء تقييمات متعددة للمسار لمعرفة ما إذا كان الطريق سيكون مربحًا على المدى الطويل أم لا، وتستخدم شركات النقل الجوي العديد من البرامج والأدوات لإجراء دراسات المسار الخاصة بهم.

إنهم ينظرون إلى الحالة الجوية وتوقعات طلب الركاب ومدى وتوافر الطائرات والمنافسين الآخرين، وفيما يلي الاعتبارات الرئيسية التي يجب على شركة الطيران اتخاذها أثناء تعديل المسارات الحالية أو التخطيط لطرق جديدة.

التيارات النفاثة والرياح

عندما تكون الطائرة على ارتفاعات عالية في الجو، تكون التيارات النفاثة مسؤولة إلى حد كبير عن تحديد مسار الرحلة للطائرة، وللتبسيط التيارات النفاثة، هي أنهار من الهواء تتحرك دائمًا من الغرب إلى الشرق، وتقترب بشكل كبير من خط الاستواء خلال أشهر الشتاء، وفي هذا الوقت في نصف الكرة الشمالي، تكون التيارات النفاثة أقوى وأقرب إلى خط الاستواء، بينما في نصف الكرة الجنوبي تكون أضعف وأقرب إلى القطب الجنوبي.

وهذا يعني أنه في نصف الكرة الشمالي، تتعرض معظم الطائرات لرياح معاكسة أقوى أو رياح خلفية (حسب اتجاه الرحلة)، وإذا تم الذهاب برحلة ذهابًا وإيابًا من لندن إلى نيويورك، فسيتم ملاحظة أن رحلة العودة إلى لندن تستغرق وقتًا أقصر في الطريق، بغض النظر عن الموسم، لذلك يجب عدم نسيان أن التيارات النفاثة تتحرك دائمًا نحو الشرق.

لكن خلال فصلي الخريف والشتاء، سيتم ملاحظة أيضًا زيادة الفرق بين أوقات الرحلات، حيث تصبح الرحلة المتجهة غربًا أطول بينما تقصر الرحلة المتجهة شرقاً لأن التيارات النفاثة قد تعززت واقتربت من خط الاستواء، ومن الأمثلة على ذلك في نصف الكرة الجنوبي رحلة من جوهانسبرغ إلى سيدني، ستكون الرحلة المتجهة شرقاً من جوهانسبرج إلى سيدني أقصر في أشهر الشتاء، والرحلة المتجهة غربًا أطول مقارنة بالصيف.

لذلك يحاول المرسلون التخطيط لجزء الرحلة البحرية مع الرياح الأكثر فائدة، ويعطون اهتمامًا وثيقًا بمكان وجود التيارات النفاثة ومدى سرعة تحرك الهواء داخلها، ويتم تعديل مسارات الرحلات، وخاصة مسارات المسافات الطويلة، يوميًا للاستفادة من الرياح الخلفية الأكثر ملاءمة أو تجنب الرياح المعاكسة الأكثر تدهورًا.

رسوم التحليق

على الرحلات الدولية، يأخذ المرسلون أيضًا رسوم التحليق، حيث تفرض من قبل البلدان على شركات النقل الجوي الأجنبية لعبور مجالها الجوي والاستفادة من خدمات مراقبة الحركة الجوية، وتتقاضى معظم الدول رسومًا لكل ميل، لذلك يستخدم المرسلون برامج متقدمة للغاية لحساب التكاليف المحتملة لرسوم التحليق الأعلى مقابل تكلفة حرق المزيد من الوقود أثناء الطيران في مسار أقل كفاءة لتجنبها.

إنه توازن جيد للغاية له تأثير كبير على ربحية شركات الطيران، واستراتيجيتها في التخطيط لمسافات طويلة، وبمجرد الطيران قد يُمنح الطيارون إعادة توجيه في الطريق، من الأمثلة على ذلك إعادة تغيير المسار الأصغر بسبب الرياح في المطار التي تستلزم الإقلاع والهبوط لتغيير الاتجاهات، وسيضيف هذا النوع من إعادة التوجيه بضعة أميال إضافية فقط وينتج عنه فرق زمني ضئيل للغاية.

نوع الطائرات ومدى توافرها

نوع الطائرة التي نسافر عليها يتغير من وقت لآخر، مثلما أن مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه في الرحلة يختلف اختلافًا كبيرًا، وهناك العديد من الاعتبارات التي تضعها شركات الطيران عند إرسال طائرة على طريق معين، حيث أنه من البديهي إلى حد ما أنه مع زيادة الطلب على وجهه معينه، ستأتي طائرات أكبر بمقاعد أكثر توفرًا، وتعتبر مبيعات الدرجة الاقتصادية المتميزة والأعمال التجارية من أكثر الدرجات تأثيرًا على الربحية.

ودون الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى، ويتعين على شركة الطيران أيضًا مراعاة تكلفة الطاقم الإضافي ومناولي الأمتعة وغرف الفنادق ورسوم البوابة والعديد من المتغيرات الأخرى، وخلال موسم السفر والعطلات، قد نجد أيضًا أن الرحلة بين المدن القريبة من المطارات المحورية يتم تخدمها بواسطة طائرة أكبر.

ومع انخفاض الطلب الدولي خلال فصل الشتاء تستخدم شركات الطيران طائراتها الأكبر بأكثر الطرق اقتصادا، وهذا يعني إرسالها في رحلات إلى وجهات ذات مناخات أكثر دفئًا، وسيتعين على شركة الطيران توفير مصدر طائرة عندما تقرر السفر إلى وجهة جديدة، وقد تتمكن شركة طيران كبرى لديها أسطول كبير من الطائرات من العثور على طائرة احتياطية وتخصيصها للطريق الجديد.

حيث سيكون من الأسهل لشركة طيران أن تسحب طائرة من أسطولها في رحلة داخلية لمدة ساعة واحدة لتعوضها في رحلة دولية مدتها 15 ساعة، كما قد تطير طائرة إقليمية من أربع إلى خمس رحلات يوميًا إلى مدن مختلفة، بينما قد تطير طائرة ذات جسم عريض مرة واحدة فقط يوميًا في رحلة خارجية تستغرق 8 ساعات.

أيضًا لا يمكن لجميع الطائرات الطيران في مسار معين، حيث تؤخذ بعض قيود الطائرات في الاعتبار عند تخصيص مسار للطائرة، على سبيل المثال، لا يمكن لطائرة إقليمية تتسع لـ70 مقعدًا الطيران من أمريكا الشمالية إلى أوروبا؛ لأنها ببساطة لا تملك النطاق للقيام بمثل هذه المهام، كما أن هناك أداء لبعض الطائرات يكون أفضل من غيرها في المطارات ذات درجات الحرارة المرتفعة والارتفاع العالي.

توقعات الطلب

قبل البدء في مسار جديد، تريد شركات الطيران معرفة عدد الركاب الذين سيسافرون على متن رحلتهم، حيث تستخدم معظم شركات الطيران أدوات ومعلومات لتحليل سوق الطيران وجمع جميع البيانات المتاحة، وتأتي هذه البيانات من داخل شركة الطيران نفسها، ونقاط البيانات الأساسية التي يجب مراعاتها هي الأسعار والطرق والاتصالات وترتبط توقعات الطلب بالنقطة التي تم مناقشتها أعلاه.

ومن خلال معرفة متوسط تدفق حركة المرور في اليوم، ستحدد شركات الطيران أي نوع من الطائرات هو الأنسب للمسار، حيث أنه من المؤكد أن شركة الطيران لن تبدأ مسارًا وتطير بطائرة بوينج 777، حيث لا يوجد سوى عدد قليل من الركاب يسافرون كل يوم بين النقطتين A و B، ولن يكون من المنطقي تشغيل طائرة بهذه السعة وهذا الحجم.

وجود المنافسين

إن فتح طريق جديد تم تشغيله بالفعل بواسطة شركة طيران أخرى ليس بالأمر غير المعتاد نظرًا لوجود الآلاف من شركات الطيران العاملة في العالم، مثلًا يتم التنقل على الطريق بين نيويورك إلى لندن من قبل العديد من شركات الطيران المختلفة التي تطير عدة مرات في اليوم، وسيشكل بدء هذا المسار الجديد تحديًا لشركة طيران.


شارك المقالة: