مواصفات مياه الشرب

اقرأ في هذا المقال


ما هي مياه الشرب؟

يتم تعريف مياه الشرب على أنّها مياه صالحة للشرب تستخدم للأغراض المنزلية والصناعات الغذائية وتصنيع الثلج.

المياه الصّالحة للشرب: هي المياه التي يمكن توصيلها إلى المستخدم وهي آمنة للشرب وإعداد الطعام والنظافة الشخصية والغسيل، ويجب أن تفي المياه بمعايير الجودة المطلوبة (الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية) عند نقطة التوريد للمستخدمين لذلك، فإنّ مياه الشرب المأمونة مصطلح نسبي يعتمد على معايير وإرشادات الدولة.

تعد المياه الآمنة والمتاحة أمراً مهماً للصّحة العامة، سواء تم استخدامها للشرب أو للاستخدام المنزلي أو لإنتاج الغذاء أو للأغراض الترفيهية، إنّ تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي وتحسين إدارة موارد المياه يمكن أن يعزّز النّمو الاقتصادي للبلدان ويمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من الفقر.

في عام (2010م)، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل صريح بحق الإنسان في المياه والصرف الصحي لكل فرد الحق في الحصول على مياه كافية ومستمرة وآمنة ومقبولة ويمكن الوصول إليها مادياً وبأسعار معقولة للاستخدام الشخصي والمنزلي.

المياه والصحة:

ترتبط المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي بانتقال الأمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والتهاب الكبد الوبائي والتيفوئيد وشلل الأطفال، يؤدي غياب خدمات المياه والصرف الصحي أو عدم كفايتها أو إدارتها بشكل غير لائق إلى تعريض الأفراد لمخاطر صحية يمكن الوقاية منها، هذا هو الحال بشكل خاص في مرافق الرعاية الصحية حيث يتعرض كل من المرضى والموظفين لخطر إضافي للعدوى والمرض عند نقص المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة على الصعيد العالمي، يصاب (15 ٪) من المرضى بالعدوى أثناء الإقامة في المستشفى، مع نسبة أكبر بكثير في البلدان منخفضة الدخل.

تشير التقديرات إلى أنّ حوالي (829,000) شخص يموتون كل عام بسبب الإسهال نتيجة لمياه الشرب غير المأمونة والصرف الصحي ونظافة اليدين ومع ذلك، يمكن الوقاية من الإسهال إلى حد كبير ويمكن تجنب وفاة (297,000) طفل دون سن الخامسة كل عام إذا تمّ معالجة عوامل الخطر هذه، في حالة عدم توفر المياه بسهولة قد يقرر الناس أنّ غسل اليدين ليس له أولوية، ممّا يزيد من احتمالية الإصابة بالإسهال والأمراض الأخرى والإدارة غير الكافية لمياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية والصناعية والزراعية تعني أنّ مياه الشرب لمئات الملايين من الناس ملوثة بشكل خطير أو ملوثة كيميائيًا.

في أجزاء كثيرة من العالم، تحمل الحشرات التي تعيش أو تتكاثر في الماء أمراضاً مثل حمى الضنك وتنقلها تتكاثر بعض هذه الحشرات المعروفة بالنّواقل في المياه النظيفة بدلاً من المياه القذرة ويمكن استخدام حاويات مياه الشرب المنزلية كمناطق تكاثر ويمكن للتّدخل البسيط المتمثل في تغطية حاويات تخزين المياه أن يقلل من تكاثر النواقل وقد يقلل أيضاً من تلوث المياه بالبراز على مستوى الأسرة.

الآثار الاقتصادية من الحصول على المياه النظيفة:

عندما تأتي المياه من مصادر محسّنة ويمكن الوصول إليها بشكل أكبر، يقضي الناس وقتاً وجهداً أقل في جمعها، ممّا يعني أّنهم يمكن أن يكونوا منتجين بطرق أخرى و يمكن أن يؤدي هذا أيضاً إلى زيادة السلامة الشخصية عن طريق تقليل الحاجة إلى القيام برحلات طويلة أو محفوفة بالمخاطر لجمع المياه، تعني مصادر المياه الأفضل أيضاً إنفاقاً أقل على الصحة، حيث يقل احتمال إصابة الناس بالمرض وتكبًد تكاليف طبية ويكونون أكثر قدرة على البقاء منتجين اقتصادياً وتعني أيضاً حصول الأطفال على صحة أفضل، وبالتالي تحسين الالتحاق بالمدارس مع عواقب إيجابية على المدى الطويل على حياتهم.

يؤدي العائد على الاستثمار في خدمات المياه إلى مكاسب اقتصادية كبيرة، تقدر في حدود (5 – 28) دولاراً أمريكياً بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية، فإنّ مشاريع إمدادات المياه لها مكاسب فنية وبيئية وسياسية حيث أنّ قطاع المياه يرتبط بقطاعات إنمائية أخرى (الزراعة، الطاقة، الصناعة) وعوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية وتعليمية وسياسية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية.

إنّ الحصول على المياه الصالحة للشرب له عدد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة المتعلقة بالصحة والتعليم والفقر والبيئة حيث أشار تقرير الأمم المتحدة حول تنمية المياه في العالم إلى وجود ارتباط بين المياه والتنمية المستدامة تتجاوز أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وأشار التقرير بوضوح إلى أنّ الحصول على المياه الصالحة للشرب له دور كبير في مواجهة التحديات التنموية مثل صحة الإنسان وأمن الغذاء والطاقة والتوسع الحضري والنمو الصناعي.

تحديات نظم إمدادات المياه:

يشكّل تغير المناخ وزيادة ندرة المياه والنمو السكاني والتغيرات الديموغرافية والتوسع الحضري بالفعل تحديات لنظم إمدادات المياه، بحلول عام (2025) سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي، أصبحت إعادة استخدام المياه العادمة لاستعادة المياه أو المغذيات أو الطاقة استراتيجية مهمة وتستخدم البلدان بشكل متزايد المياه العادمة للري في البلدان النامية يمثل هذا (7٪) من الأراضي المروية في حين أنّ هذه الممارسة إذا تم القيام بها بشكل غير لائق تشكل مخاطر صحية لذلك، فإنّ الإدارة الآمنة للمياه العادمة يمكن أن تحقق فوائد متعددة بما في ذلك زيادة إنتاج الغذاء.

جودة مياه الشرب:

يمكن تحديد جودة المياه بناءً على مجموعة من المتغيرات البيولوجية والفيزيائية والكيميائية، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستخدام المقصود للمياه، إنّ مفهوم ونظرية جودة المياه واسعان للغاية حيث أنهما يتأثران بالعديد من العوامل تعتمد جودة المياه على الاستخدامات المقصودة للمياه لأغراض مختلفة، أي أنّ استخدامات المياه المختلفة تتطلب معايير مختلفة للوفاء بها في تحليل جودة المياه، يجب تحديد جميع القيم المقبولة وغير المقبولة بوضوح لكل متغير جودة إذا كانت متغيرات الجودة تفي بالمعايير المحددة لاستخدام معين، فإنّه يعتبر آمناً لهذا الاستخدام وعندما يفشل الماء في تلبية هذه المعايير، يجب معالجته إن أمكن قبل الاستخدام.

وصف معايير جودة المياه:

يتم تعريف المعيار كأساس للحكم على الجودة وبالتالي فإنّ معيار جودة مياه الشرب هو المرجع الذي سيضمن أنّ المياه التي يتم توصيلها لن تشكل أي تهديد أو ضرر على صحة الإنسان، معيار جودة المياه هو الإطار الذي من خلاله يمكن اعتبار عينة المياه مرضية أو آمنة للاستخدام وهناك عدد من الإرشادات القياسية لأغراض الشرب، مثل منظمة الصحة العالمية، لجنة الاتحاد الأوروبي، وكيل حماية البيئة بالولايات المتحدة، البيئة الكندية، المعيار الروسي، المعيار الهندي، المعيار الوطني لجنوب إفريقيا والمعايير الإثيوبية، تستخدم معظم البلدان النامية والمتقدمة الأخرى معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، ومن أهم هذه المعايير ما يلي:

  • المعايير الفيزيائية: ترتبط معاييرالجودة الفيزيائية بمحتوى المواد الصلبة الكلية والذي يتكون من مادة عائمة ومواد قابلة للترسيب ومواد غروانية ومادة في المحلول، ويتم تحديد المعاييرالفيزيائية التالية في الماء وهي اللون والطعم ودرجة الحرارة والعكورة.
  • المعايير الكيميائية: تحتوي المكونات الكيميائية على مخاوف صحية تتعلق بمياه الشرب أكثر من المكونات الفيزيائية، بعض المكونات الكيميائية لديها القدرة على التسّبب في مشاكل صحية بعد فترة طويلة من الزمن ومن المركبات الكيميائية الموجودة في الماء ما يلي:
    • الزرنيخ: يحدث بشكل طبيعي في بعض التكوين الجيولوجية، يستخدم في الغالب في المواد الكيميائية الزراعية في جنوب إفريقيا.
      • الفلورايد: هو ملوث طبيعي للماء عادةً ما يؤدي ارتفاع نسبة الفلورايد في مياه الشرب إلى تسمّم الأسنان والهيكل العظمي، ويسبب الإفراط في نسبة الفلورايد إلى أكثر من (2 ملم / لتر) مرض الأسنان المعروف باسم التسمم بالفلور (تبقع الأسنان).
      • الزنك: يوجد في بعض المياه الطبيعية، خاصةً في المناطق التي تمّ فيها استخراج خام الزنك وعلى الرغم من أنّه لا يعتبر ضاراً بالصحة إلّا أنّه يضفي طعماً سيئاً على مياه الشرب.
      • الحديد: توجد كميات قليلة من الحديد بشكل متكرر في الماء بسبب كمية الحديد الكبيرة في المواد الجيولوجية ويؤدي هذا إلى اللون المحمر للماء.
      • المنجنيز: غالبًا ما يوجد المنجنيز الطبيعي بكميات كبيرة في المياه الجوفية تشمل المصادر البشرية المنشأ البطاريات المهملة وإنتاج سبائك الصلب والمنتجات الزراعية.
      • المواد السامة: تصنّف عمومًا على أنّها مواد غير عضوية ومواد عضوية ومعادن ثقيلة وتشمل المواد السامة غير العضوية النترات (NO3) والسيانيد (CN) والمعادن الثقيلة وهي الزرنيخ (As) والباريوم (Ba) والكادميوم (Cd) والكروم (Cr) والرصاص (Pb) والزئبق (Hg) والسيلينيوم (Se) والفضة (Ag).
  • المعايير البيولوجية: هي معايير الجودة الأساسية للسيطرة على الأمراض التي تسببها الكائنات المسببة للأمراض والتي لها أصل بشري، الكائنات الممرضة الموجودة في المياه السطحية تشمل البكتيريا والفطريات والطحالب والأوليات والنباتات والحيوانات والفيروسات. بعض هذه الكائنات الحية المسببه للأمراض لا يمكن تحديدها ويمكن ملاحظتها فقط مجهريًا.
  • المعايير الميكروبية: ترتبط أكبر المخاطر الميكروبية باستهلاك المياه الملوثة ببراز الإنسان أو الحيوان، يمكن أن يحمل البراز البكتيريا المسببة للأمراض والأوليات والديدان الطفيلية والفيروسات. مسببات الأمراض الناشئة من البراز هي الاهتمامات الرئيسية في تحديد أهداف صحية لسلامة الميكروبات ويجب تجنب الأمراض التي تنقلها المياه بشكل خاص بسبب القدرة على إحداث عدوى متزامنة لعدد كبير من الناس، في حين أنّ الماء يمكن أن تكون مصدراً مهماً للغاية للكائنات المعدية، فإنّ العديد من الأمراض التي قد تنقلها المياه قد تنتقل أيضاً عن طريق طرق أخرى بما في ذلك الاتصال الشخصي والرذاذ والهباء الجوي وتناول الطعام.

شارك المقالة: