صخر الجرانيت:
يمكن اعتبار الجرانيت على أنه أكثر الصُخور النارية شُهرة، وربما يعزي هذا جزئياً إلى جمال الطبيعة الذي يزداد وضوحاً عندما يتم تلميعه. كما يعزي جزئياً إلى وفرته. فقوالب الجرانيت الملمعة عادة ما تستعمل لنصب المقابر والنصب التذكارية وأحجار البناء. والجرانيت هو صخر خشن النسيج مكون من نسبة تصل إلى 25% كوارتز وأكثر من 50% فلسبار البوتاسيوم والفلسبار الغني بالصوديوم، فبلّورات الكوارتز عادة ما يكون شكلها مدوراً ولونها شفافاً أو رمادياً.
وينتج الجرانيت عادة عن عملية نشأة الجبال، حيث أن الجرانيت يعتبر نتاجاً لبناء الجبال وأنه شديد المقاومة للتجوية والتعرية فإنها كثيراً ما يكون وسط الجبال التي أكلتها التعرية، فمثلاً هناك عدة مناطق تظهر فيها كميات هائلة من الجرانيت بأميركا الشمالية. من بينها قمة بايكس في جبال الروكي، جبال راشمور في منطقة بلاك هيللز، الجبال البيضاء الموجودة في ولاية هامبشر الجديدة، جبل ستون في ولاية جورجيا ومنتزه اليوسيميتي في صحراء نيفادا.
وكما نرى من هذه الأمثلة فإن الجرانيت يعتبر صخراً وفيراً جداً، لكن من المتبع بين العلماء أن يطلقو لفظ الجرانيت على صخر جوفي مقتحم مكون في غالبيته من معادن السليكات فاتحة اللون. كما يحتوي الصهير ذو التركيب الجرانيتي على الماء. وحيث أن الماء لا يتبلّر في غرفة الصهير فيمكن أن يمثل الماء نسبة مئوية أكبر في الصهارة خلال المرحلة النهائية من التصلب، فالصهير المتبلّر في وسط مشبع بالماء، حيث يساعد ذلك على انتقال الأيونات، يكوّن بلّورات يصل طولها عدة سنتيمترات إن لم يكن عدة أمتار. ويُسمّى الصخر الناتج بغماتيت وهو يتكون عادة من بلّورات ذات حجم غير عادي.
وأكبر البلّورات حجماً على الإطلاق التي تم اكتشافها في البغماتيت وتم الحصول على كتل الفلسبار بحجم المنازل من بغماتيت يقع في ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، كما تم العثور على بلورات ضخمة سداسية الشكل من معدن موسكوفيت يصل قطرها عدة أمتار وذلك في ولاية أنتاريو بكندا. وبالرغم من أن معظم صخور البغماتيت هي جرانيتية التركيب وتتكون من بلورات كبيرة من الكوارتز والفلسبار والموسكفيت، إلا أنه يوجد أيضاً بغماتيت ذو تركيبات أخرى. ولبعض صخور البغماتيت قيمة اقتصادية، إذ يستخدم الفلسبار في إنتاج الخزف والموسكفيت في الزجاج المسطح وفي العزل الكهربائي وفي الطلاء المتلألئ.