أنواع التربة:
إن خصائص كل نوع من أنواع التُربة تعكس بالدرجة الأولى حالة المُناخ السائدة، فكلمة البيدالفير تعطي دلالة للخصائص الأساسية لهذا النوع من التُربة، فالكلمة مستمدة من الإغريق التي تعني تربة. كما أن تربة بيدالفيرا تتميز باحتوائها على تراكم أكاسيد الحديد والطين الغني بالألمنيوم في المناطق متوسطة المُناخ. حيث يزيد معدل سقوط الأمطار عن 63 سم وعليه تترشح من التُربة معظم المواد القابلة للذوبان، مثل كربونات الكالسيوم وتنقلها المياه الباطنية بعيداً. أمّا المواد قليلة الذوبان فهي تنتقل من نطاق إلى آخر؛ ممَّا يعطي هذا النطاق لونه البني أو البني المُحمر.
ويُعَدّ الغطاء النباتي في الغابات أحسن موقع لتكون هذا النوع من التُربة، حيث تتوفر كميات كبيرة من المواد العضوية المتراكمة والظروف الحمضية اللازمة للترشيح. وأما كلمة بيدوكال فهي كلمة مشتقة من اليونانية بمعنى تربة والحروف الثلاث الأولى من معدن الكالسيت. وكما يدل عليه هذا الاسم فإن تربة بيدوكال تتميز بتراكم كربونات الكالسيوم وتميز هذه التربة مناطق المراعي والأحراش الجافة نسبياً لمناطق عدة من العالم، حيث أن التجوية الكيميائية في المناطق الجافة تكون أقل حدة، فإن البيدوكال تحتوي على نسبة من معادن الطفلة أقل من ما هو موجود في البيدلفيرا.
وفي المناطق الجافة وشبه الجافة عادة ما تترسب في التُربة طبقة غنية بالجير تُسمى بالطبقة الكلسية. وفي هذه المناطق يصل القليل من الأمطار الساقطة إلى أعماق كبيرة، حيث تحتفظ حبيبات التُربة بمعظم المياه قرب السطح حتى تتبخر. ونتيجة لذلك فإنه يتم رشح المواد القابلة للذوبان والتي هي كربونات الكالسيوم بصورة رئيسية من الطبقات العُليا وترسيبها إلى أسفل مكوّنة بذلك الطبقة الكلسية.
وفي المُناخ الحار والرطب تتكون تربة استوائية تعرف باللاتيريت، حيث تزداد حدة التجوية الكيميائية. وهذه التُربة تكون عادة أعمق من تلك المتكونة في نفس الفترة الزمنية في المناطق المعتدلة. ولا يتم فقط إزالة المواد الذائبة مثل الكالسيت، لكن تزيل أيضاً كميات كبيرة من المياه المتسربة معظم السيليكا ممّا ينتج عنه تركيز أكاسيد الحديد والألمنيوم في التُربة. فالحديد يعطي التُربة لونها المميز الأحمر وعندما تجف اللاتيريت تكون شديدة الصلابة. ويستعمل معظم الناس هذه التُربة في صناعة حجارة اصطناعية مُعدة للبناء.