ما لا تعرفه عن بحيرة تيتيكاكا:
إن بحيرة تيتيكاكا (Lake Titicaca) تعد من أكثر البحيرات ارتفاعاً في العالم، حيث أن وقوعها يكون على ازدياد 3.812 متر فوق سطح البحر، فيكون وقوع البحيرة على الحدود بين پيرووبوليڤيا في الهضبة العالية في الأنديز، كما أن متوسط عمق البحيرة هو107 متر، وأكثر عمق لها هو281 متر، حيث يتبع الجزء الغربي من البحيرة لمنطقة پونو والجزء الثاني لقسم لاباز البوليفي، يصب في البحيرة أكثر من 25 نهراً، وفيها أكثر من 40 جزيرة بعضها مأهولة بالسكان.
وهي تعتبر من أكبر بحيرات جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية بمساحة تقدر بحوالي 8300 كيبومتر مربع، كما أنها أكثر بحيرة صالحة لملاحة السفن في العالم، إذ أن وقوعها يكون على ارتفاع 3810 متر فوق سطح البحر، ويعني اسمها محلياً (صخرة الرصاص) أو(صخرة البوما) Puma.
كما تقع هذه البحيرة في منطقة السهول العليا المعروفة بألتيبلانو، التي تشكل حوضاً جبلياً طويلاً ينحصر بين السلسلتين الشرقية والغربية لجبال الأنديز، وبين خطي العرض 16 درجة و40 دقيقة، و15 درجة و20 دقيقة باتجاه الجنوب، وخطي الطول 68 درجة و30 دقيقة و69 درجة و40 دقيقة غرباً، باتجاه الشمال الغربي من مدينة لاباز، كما أن قمم جبال كورديليرا ريال (6400م) المغطاة بالثلوج التي تقع إلى الشرق والجنوب الشرقي منها تشرف على البحيرة.
حيث تتغذى تيتيكاكا من الأمطار التي تسقط عليها ومن الجليد الذي يذوب في الأنديز، كما أنها تخسر قسماً من مياهها التي تصب في نهر ديساجاديروالذي يجري جنوباً ويخترق بوليفيا حتى يصل بحيرة بوبو، والقسم الأكبر الذي تخسره البحيرة من مياهها هو ما تفقده من تبخر مياهها بسبب الرياح القوية التي تحدث عندها وبسبب أشعة الشمس القوية، كما أن حوض البحيرة هو مكان لحضارات قديمة عاشت لغاية الغزوالأوربي لأمريكا، ويعتقد الإنكا أن جزيرة تيتيكاكا هي المكان الذي قامت الشمس بارسال ملوكهم إليه.
تقول إحدى الأساطير المعروفة في حضارة الأنكا أن أبناء الشمس خرجوا من مياه بحيرة تيتيكاكا، وذلك من أجل تأسيس أول امبراطورية في حضارة الأنكا، وذلك عند تخوم البيرو التي تقع عند وسط هضبة الأنديز العالية، وفي هذه المنطقة وحيث وجهت النظر تلمح بناظريك الإرث التاريخي لحضارة الأنكا المتمثل في معبد شمسي أو قمري أو حتى معبد للبرق والصواعق.
ومن أشهر المواقع الحضارية فيها مسقط تياهواناكو ذو التاريخ الغني، وإن السكان المحليون من شعب الإيمار لا يزالوا يمارسون الزراعة على مدرجات من عهد الإنكا، وبقايا شعب الأورو (Uru)، حيث يعيشون على طوافات ويقومون بصناعة زائريق البلسة (Balso) من القصب، كما تعد المنطقة الموطن الأصلي لزراعة البطاطا.
كما تشتهر فيها زراعة الحبوب وأعلاف حيوان اللاما (الدابة التي تستخدم للعمل في الأنديز) حتى 4700 ميلادي فوق سطح البحر، كما أن المراكب البخارية تغمل على القيام برحلات متتالية، وذلك كان عندما تم نقل أول مركب بخاري إنكليزي في عام 1862 ميلادي إلى البحيرة، انطلاقاً من ميناء گواكي Guaqui البوليفي إلى المرافئ التي تقع على الجانبين البوليفي والبيروفي قاطعةً الحدود الدولية المائية بينهما.
جغرافية بحيرة تيتيكاكا:
حيث أن للبحيرة شكل طولاني، فإنها تمتد على محور شمالي غربي وجنوبي شرقي، ويكون طوله نحو190 كيلومتر، وعرضها المتوسط بحدود 80 كيلومتر، تضيق في الوسط إلى ممر مائي يصل بين بحيرة شمالية تُسمَّى «تشوكويتو» Chucuito أو«البحيرة الكبرى» وبحيرة جنوبية شرقية تدعى هوينايماركا (Huinaymarca)، وتراوح متوسطات أعماق البحيرة بين 140-180م، وتصل أعماقها القصوى إلى 280 متر في شماليها الشرقي تقريباً، وإلى 350 متر في الوسط ملوحة مياهها متدنية (2.5-5.5 بالألف) تحتوي كلور الصوديوم وكبريت الصوديوم وكبريت الكالسيوم وغيره، وتتراوح حرارة مياه البحيرة ما بين 14 درجة على السطح و11 درجة مئوية في الأعماق.
كما يتم تغذيتها بالمياه العذبة التي يحملها أكثر من 25 نهراً من أهمها نهر راميس (Ramis)، ويخرج منها نهر صغير واحد يصرف تقريباً 5% من مياه البحيرة، أمَّا باقي الفائض السنوي فتفقده البحيرة عن طريق عملية التبخر الذي تنشطه الرياح الشديدة، فيخضع مستوى مياه تيتي كاكا للانخفاض خلال فصل الصيف (الجنوبي) وللارتفاع خلال فصل الشتاء (الجنوبي) دورياً سنوياً.
كما أن بحيرة تيتيكاكا اليوم هي بقية بحيرة رباعية قديمة، حيث تم اجادها قبل 10000-16000 سنة، وكان مستوى مياهها أعلى بحوالي100 متر من مستواها اليوم، وقد أدى تجفف البحيرة إلى ظهور عدة جزر، نموالقصب والبردي على ضفافها، وفي الأجزاء الضحلة من مياهها.