مدينة باكار في كرواتيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة باكار هي واحدة من المدن التي تقع في دولة كرواتيا في قارة أوروبا، حيث تقع المدينة على مسافة تصل إلى نحو ما يقارب 13 كيلومترًا من مدينة رييكا، وهي واحدة من أقدم المدن في شمال البحر الأدرياتيكي وقد منحتها ماريا تيريزا مكانة المدينة الملكية في عام 1779 ميلادي، وقد تم بناؤها كمدرج على تل وأعلنت نواتها التاريخية معلمًا ثقافيًا في عام 1968 ميلادي.

الموقع الجغرافي والمعالم الطبيعية في مدينة باكار

تقع مدينة باكار في الجزء السفلي من خليج صخري يسمى خليج باكار على بعد نحو ما يقارب 10 كيلومترات شرقًا من مدينة رييكا وتقع على ساحل البحر الأدرياتيكي الشمالي، وهي جزء من الخط الساحلي الكرواتي الذي يمتد من سينج إلى مدينة رييكا، وباكار وخليج باكار هو مكان يتغلغل فيه البحر الأبيض المتوسط ​​بشكل أعمق في الأراضي الأوروبية، وهو الأقرب إلى الجزء القاري من وسط أوروبا، ونتيجة لهذه الحقيقة لا تبعد مدينة باكار سوى بضع ساعات بالسيارة عن النمسا وألمانيا الجنوبية والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وما إلى ذلك أو ساعة واحدة فقط من إيطاليا أو سلوفينيا.

الموقع الجغرافي لمدينة باكار ملائم للغاية حتى داخل كرواتيا، حيث تقع بالقرب من شبه جزيرة استريا وجزر كفارنر وكرواتيا في المناطق البرية والجبلية مثل غورسكي كوتار وليكا، وبالمثل يسهل الوصول إلى الجزء القاري من البلاد مع عاصمة مدينة زغرب ودالماسيا بسبب الطرق السريعة الجديدة والحديثة، وخليج بكر هو خلق طبيعي مثير للاهتمام من القوى التكتونية ويعتقد الجيولوجيون أن الخليج جزء غارق من وادي كراشكا تم إنشاؤه عن طريق التصدع وينتشر بالتوازي مع الساحل من ترسات عبر دراجا إلى نوفي فينودولسكي.

هذا الخليج المميز للبحر الأدرياتيكي يبلغ طوله نحو ما يقارب 4 كيلومترات ونصف وعرضه من نحو 600 إلى نحو 700 متر، ويصل عمقه إلى نحو ما يقارب 40 مترًا، ويحيط مدينة باكار والخليج تلال يصل ارتفاعها إلى نحو ما يقارب 300 متر وتنحدر إلى البحر، والمنطقة بأكملها غنية بمصادر المياه العذبة ولها مناخ متوسطي معتدل (شبه البحر الأبيض المتوسط)، والنباتات متنوعة للغاية، وتتكون في الغالب من الأشجار المتساقطة والنباتات المنخفضة، وهنا حيث تنمو أنواع كثيرة من الفاكهة والخضروات أيضًا.

نشأت مدينة باكار

في مدينة باكار في عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة، وهناك أدلة مادية تشير إلى أنه في العصر البرونزي (الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد) كانت منطقة باكار مأهولة بالقبائل الإليرية، وكانت آخر فترة ما قبل التاريخ في كرواتيا هي العصر الحديدي واستمرت خلال الألفية الأولى قبل الميلاد عندما توقف الناس عن العيش مثل البدو وبدأوا في بناء منازل لأنفسهم.

وتبع ذلك نهاية التكوين العرقي للإليريين، وكانت منطقة مدينة باكار مأهولة من قبيلة الإيليرية ليبورنا التي احتلت المنطقة الممتدة من نهر كركا في دالماتيا إلى نهر راشا في استريا والجزر من مورتر إلى كرك، وكان الليبورنيون شعبًا بحريًا وسيطروا على البحر الأدرياتيكي حتى القرن الخامس قبل الميلاد.

ترك الليبورنيون علامات مادية مهمة لثقافتهم في هذه المنطقة العديد من المصنوعات اليدوية وتراثهم المعماري الذي نتعرف عليه في سلسلة من بقايا القلاع الليبرنية، واسم (Liburnija) الذي لا يزال اسمًا مستخدمًا لهذه المنطقة، وهو تذكير بشعب (Liburnian) الذين عاشوا هنا ذات يوم، وأيضًا ترك لنا الليبورنيون أقدم اسم مشهور لمدينة (Bakar – Vel-Kier Rocky Bay)، وانتهى خط السكة الحديد الذي تم بناؤه في عام 1873 ميلادي في مدينة رييكا والتي كانت بمثابة ضربة قوية للتنمية المستقبلية في الليبورنيون ، فضلاً عن البطء في النقل من القوارب الشراعية إلى السفن البخارية الجديدة.

من ناحية أخرى كانت مدينة باكار لا تزال على قيد الحياة في الجانب الثقافي والاجتماعي وحافظ على الأكاديمية البحرية واستخدام تجارة الطباعة في إنتاج العديد من الأوراق المهمة والكتب المختلفة، وأيضًا ظلت مدينة باكار مؤثرًة كمركز سياسي وديني ووطني مما ظهر في انتخاب العديد من الممثلين المشهورين في البرلمان الكرواتي من مدينة باكار.

أهمية مدينة باكار

حاز مدينة باكار على تصنيف 3.49 من بين أفضل 100 منطقة جذب في المنطقة في كرواتيا، حيث تقع مدينة بكار على البحر الأدرياتيكي في أعماق خليج بكارسكوي، وتم تأسيسها بالقرب من القلعة الإقطاعية للقرن السادس عشر، في موقع مستوطنة سلتيك القديمة.

ومن أهم المعالم التاريخية هي كنيسة القديس أندرو والقلعة القديمة والبيت التركي، وكان آخر مدينة باكار ميناءًا تجاريًا مهمًا ومركز صيد الأسماك والنبيذ ومركز (karablebudaўnіchaga)، ويمتد الجزء الجديد من المدينة على طول الساحل، وأصبح باشاراش حاليًا منتجعًا جميلًا تحيط به غابات الصنوبر وكروم العنب الخلابة، وبالقرب من الحديقة الوطنية (Risnjak) ومنتجعات التزلج “بلاتاك” و”بيلولاسيكا”.

مدينة باكار هي مكان المهرجانات السنوية “مارغريتينو الصيفي” وتقدم برنامج ثقافي وفني غني مع الحفلات الموسيقية والألعاب النارية والاجتماعات الشيقة، وبسكويت مدينة باكار الشهير هو منتج خبز نموذجي طازج أو محمص مصنوع على شكل حلقة يستخدمه البحارة في رحلات صيد طويلة بدلاً من الخبز الطازج.

وتتميز مدينة باكار بشكل خاص بشوارعها وساحاتها الضيقة والتي ستخبر الزائر بقصة رائعة عن تاريخ اختفى مع الريح، وحتى إلقاء نظرة على بحر مدينة باكار سيخلق صورة للأشخاص الذين اعتادوا الإبحار والتجارة هنا مرة واحدة منهم الإليريون والكلت والإغريق والرومان والبيزنطيون والفينيسيون والكروات الذين أتوا إلى هنا واستقروا في القرن السابع.

وتم بناء الجدران الحجرية الجافة خلال القرن الثامن عشر، وتم التخلي عنها في الخمسينيات من القرن العشرين، وفي عام 1972 ميلادي تم إعلان الجدران الحجرية الجافة منطقة عرقية وأدرجت في سجل الآثار الثقافية.

تم بناء هذه المدينة الحجرية الصغيرة في مقاطعة بريموريه-غورسكي كوتار، وحتى يومنا هذا لا يزال أمام هذه القرية الساحرة الكثير لتكتشفه مع العديد من الحفريات الأثرية ومشاريع البحث التاريخية التي تحدث دائمًا؛ أينما تتحول، حيث يتم الكشف عن جزء جديد من الماضي، وحقائق مدهشة عن مدينة باكار كافية لتجعل الزائر يرغب في المجيء واكتشاف كيف شاركت هذه المدينة غير العادية في الدفاع عن المعارك الضخمة وتأسيس الاختراعات الحديثة وصنع منتجات أصلية رائعة.

في النهاية تعد مدينة باكار من أولى المدن في كرواتيا، وهي واحدة من أقدم محطات الرسم على البحر الأبيض المتوسط ​​الواقعة في مدينة باكار، ولإضفاء الطابع الفريد على المدينة تقع مدينة باكار في شبه جزيرة خلابة على طول خليج بكار يبلغ طوله 4.5 كيلومترات مخترقة البحر الأدرياتيكي على أعماق تصل إلى 40 مترًا.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيل كتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008 كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016 كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: