نهر النيجر

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر النيجر؟

نهر النيجر (كان يُسمَّى عند العرب في الزمن القديم نيل السودان، ومنه ربما ترجع أصل التسمية الأوروبية Niger نِيجَر، ومعناها أَسْوَد باللاتينية)، هو النهر الأساسي في غرب أفريقيا وطوله يصل إلى 4180 كم، ويمر من خلال غينيا ومالي والنيجر وبنين ونيجيريا، حتى يصب في دلتا النيجر في خليج غينيا على المحيط الأطلسي.
ونهر النيجر يعتبر في المرتبة الثالثة من حيث الطول من بين أنهار أفريقيا، ولا يزيد عنه في الطول سوى نهر النيل ونهر الكونغو، يمتد نهر النيجر تقريباً 4.180 كم غرب أفريقيا، ويحمل من الماء أكثر من أي نهر إفريقي آخر عدا نهر الكونغو، ويروي نهر النيجر تقريباً 1.500.000 كم² من الأراضي، أصبح المكتشف الأسكتلندي مونجو بارك أول أوروبي يقوم باكتشاف مجرى نهر النيجر، وقاد بارك حملة على النهر خلال سنوات (1796م، 1797م، 1805م،1806م).

جغرافية نهر النيجر:

إن تطور النهر ارتبط في أصله بوجود بحيرة داخلية ترجع إلى منتصف الزمن الثالث، وخلال ذلك الوقت كان النيجر الأعلى رافداً لنهر السنغال، ونتيجة تجمع الرمال والحجارة شمال باماكو تحول نحو شمال شرق إلى وسط حوض تموكتو.
وفي الزمن الرابع تشكلت بحيرة في هذا الحوض كانت تدعى بحيرة أروان، ونتيجة تزايد منسوب المياه والترسبات الهوائية وعلاقة النهر مع بحيرة أروان، تسبب في تصريف مياه الحوض باتجاه الشرق عند بوساي على بعد (256 كم) إلى الشرق من تمبوكتو في الوادي الذي يُسمَّى الآن النيجر الأدنى والتعرية المائية التراجعية لنهر النيجر الأدنى ساعدت على سرعة اتصاله بالنيجر الأعلى.
هذا ويصل تصريف النهر إلى (263 كم 3 / سنة) وكمية رواسبه (97 مليون طن كل عام) ويتغذى النهر من المنحدرات الداخلية لهضبة فوتوجالون، من خلال مجموعة روافد أهمها ميلو وانياتان، وأيضاً رافد باني وروافده والذي يأخذ الماء من منطقة خط تقسيم المياه مع أنهار ساحل العاج ويحتل المرتبة الثالثة لأنهار أفريقيا من حيث الطول والمساحة.
صدر نهر النيجر من مرتفعات غينيا الجنوبية، وذلك قريباً من حدود غينيا مع سيراليون، ثم يجري النهر نحو الشمال الشرقي إلى مالي، حيث يغير مساره باتجاه الجنوب الشرقي، بعد اجتياز مالي يخترق القسم الجنوبي الغربي من النيجر والطرف الشمالي من بنين، ثم يتدفق خلال نيجيريا الغربية، حيث يلتقي برافده الأساسي نهر بينو، وبالقرب من ساحل نيجيريا الغربي، يتدفق نهر النيجر خلال منطقة دلتا واسعة، ويصب في خليج غينيا، وهو امتداد في المحيط الأطلسي.
يبدأ النهر من غينيا، ويأخذ شكل القوس أو الهلال، بين كل من دول غينيا ومالي والنيجر ونيجيريا، ومن روافده الأساسية نهر بينوي (Benue)، وقد أثار هذا المسار التساؤلات غير الاعتيادية لنهر يعتبر من الأنهار الكبيرة علماء أوربا.
وأحسن التفاسير الجيولوجية لشكل النهر الهلالي هي القائلة بفكرة تكونت من التقاء نهرين قديمين، هما: نهر النيجر الأعلى، وتوجد منابعه بجانب مدينة تمبكتو، ونهر النيجر المنخفض الذي ينبع من تلال بجانب بحيرة تقع شمال خليج غينيا.
وقبل أن يحصل الجفاف في المنطقة خلال الفترة بين 4000-1000ق.م، اتصل النهران وغيرا مجراهما ليصبح ملتوياً باتجاه الشمال، يعرف الجزء الشمالي من النهر بثنية النيجر، التي تسبب تشكلها إلى دخول النهر في منطقة صحراوية، وحدوث حرفة التجارة على امتداد الصحراء الغربية، وازدهار مملكة الساحل في مالي قديماً.
توجد منابع نهر النيجر داخل هضبة فوتا جالون (Fouta Djallon) على حدود غينيا مع سيراليون، تجتازها عدد من الروافد في غينيا، ثم يأخذ النهر اتجاهاً شمالياً شرقياً باتجاه مالي، وترفده بعد تجاوزه لحدودها مجموعة من الروافد القادمة من غينيا، أهمها نهر بيني (Bani) القريب من بلدة موبتي Mopti، الذي يصل طوله تقريباً إلى1100 كم، وتقع منابعه في بوركينافاسو وكوت ديفوار (ساحل العاج).
تصل مساحة الدلتا الداخلية أثناء فصل الفيضان تقريباً 77700كم2، ويتكون نظامها من عدد من العناصر الجيومورفولوجية تكون متاهة من القنوات والمستنقعات والبحيرات ذات المياه القليلة، مثل بحيرة ماسينا Macina، وهي منطقة مستنقعية مليئة بالترب الرملية، ممَّا يوضح خسارة النهر ثلثي كمية مياهه الجارية الكامنة (المحتملة) بين سيغو Ségou، على بعد 900كم من منابعه ومدينة تمبكتو، على بعد 1500كم من منابعه، كما يتعرض قسم من مياهه للبخر، بسبب قربه من الخاصرة الجنوبية للصحراء.
ومن أهم مدن الدلتا الداخلية: (سيكاسو Sikasso، موبتي جنوب بحيرة ماسينا، وغاوGao، وقد بدأ الفرنسيون الاستفادة من الدلتا الداخلية بإقامة مشاريع الري، كسد سانساندينغ الكبير Large Dam at Sansanding الذي تم بنائه عام 1940م، والذي هدف إلى ري 40470 هـ من الأراضي الزراعية.
يستمر جريان النهر نحو الشمال الشرقي، بعد أن يتجاوز منطقة الدلتا الداخلية، ثم يميل نحو الجنوب الشرقي، حيث يشكل أقواساً كبيرة، تعرف بحلقة النيجر، ثم يعبر النهر أراضي جافة من خلال الحدود النيجيرية، إلا أنه يختفي بين ديري Dire، وأنسونغو Ansongo، كما يتعرض في هذه المناطق لخسارة مائية ناتجة على نحو رئيس من ارتفاع معدلات النبخر.
ويستقبل النهر في النيجر المياه من 6 روافد، تتكون في بوركينافاسو هي: دارغول Dargol، تابوا Tapoa، غورويال Gouroual، سيربا Sirba، غوروبي Gouroubi، ديامانغويو Diamangou، كما يستقبل النهر قرب الحدود بين النيجر وبنين 3 روافد أساسية هي: ميكرو Mekrou، أليبوري Alibori، سوتا Sota، وتقدر كمية المياه التي تدخل نيجيريا من النيجر وبنين بحوالي 35 كم3/سنة.
يلتقي نهر النيجر بعد أن يدخل نيجيريا بأكبر روافده، وهو نهر بينيو، وأيضاً عند مدينة لوكوجا (Lokoja) في منتصف البلاد، ويستقبل الأخير عدد من روافد الكاميرون، التي تمتاز بقوة انحدار أراضيها، وعظم تصريفها المائي، وفي نيجيريا نقسها يلتقي نهر بينيو بعدد من روافد محاطة بهضبة جوس (Jos) الشمالية التي ترتفع إلى 1585متراً فوق مستوى سطح البحر، وتعرف أيضاً بهضبة بانكشين (Pankshin).
وتتخذ الروافد توزعاً متساوياً فيما بينها، تبدأ أغلبها من المنحدرات الجنوبية والشمالية الغربية للهضبة، من أهم روافد نهر بينيو في الشمال بدءاً من الشرق باتجاه الغرب: هاوا Hawa، مادا Mada، أمَّا من الجنوب فإن أهمها: دونغا Donga، كاتسينا آلا Katsina Ala.
وكما يرفد نهر النيجر من الشمال وبجانب الحدود مع النيجر: نهر ريما Rima، يليه باتجاه الجنوب نهر زامفارا Zamfara، ونهر كا Ka، يدخل النهر بعد هذا داخل بحيرة كاينجي Kainji، ويرفده بعد ذلك نهر كاديونا Kaduna، وغورارا، ليلتقي برافده الأكبر نهر بينيو، عند مدينة لوكوجا.
إن مساحة الدلتا تقدر بحوالي 70000 كم2، وهي الأكبر في أفريقيا وتعادل 7.5% من مساحة نيجيريا، تكثر فيها المستنقعات والبحيرات الساحلية ذات المياه المالحة والقنوات الصالحة للملاحة، وتضم أراضي 9 ولايات نيجيرية، يسكنها أكثر من 20 مليون نسمة، يتوزعون على 40 مجموعة عرقية (ethnic groups)، يتحدثون 250 لغة محلية.
تشتهر أنهار الدلتا بأنهار النفط أو الزيت، فهي من أهم مناطق العالم في إنتاج النفط وتصديره، الذي يقدر إنتاج نيجيريا منه في الدلتا وحدها بحوالي 2 مليون برميل/يومياً، ممَّا يجعلها من أغنى دول أفريقيا بالنفط، كما يستخرج الغاز الطبيعي بكميات كبيرة جداً تزيد عن 2.5 بليون قدم، وتعادل هذه الكمية 40% من كمية الغاز المستهلك في أفريقيا كلها.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: