أسباب الظهر المسطح وكيفية تشخيصه

الظهر المسطح أو متلازمة الظهر المسطح هو عبارة عن تشوه في العمود الفقري يتم فيه التخلص من الانحناء الطبيعي للعمود الفقري، ونتيجة لذلك، فإن الأشخاص ذوي الظهر المسطحة يتخذون وضعية مستقيمة مع تصلب منطقة الرقبة، نظرًا لأن العمود الفقري الذي تم تعديله على شكل قضيب لم يعد قادرًا على تبديد القوى، مثل تلك التي تحدث عند الرفع، فهناك خطر حدوث إصابات تصل وتشمل القرص المنفتق، يمكن أن يكون لمثل هذا الظهر المسطح أسباب مختلفة في حدوثه، على سبيل المثال تنشأ نتيجة إصابة الظهر بصدمة قوية جداً.

كيف يمكن التعرف على الظهر المسطح

في الواقع ينقل الظهر المسطح صورة الظهر غير السليم تمامًا من الخارج، أولئك المصابون يمشون بشكل مستقيم أيضاً، ومع ذلك يفتقر العمود الفقري عند هؤلاء الأشخاص إلى الانحناء الطبيعي، لذلك لا يتم الشعور بالراحة بشكل كافٍ ويمكن أن يحدث تلف للأجسام الفقرية والأقراص الفقرية بسرعة أكبر وبطريقة فورية، لذلك غالبًا ما يسبب الظهر المسطح الألم، خاصة عند رفع الأحمال بالإضافة إلى ذلك يزداد خطر تقييد الحركة إذا تعرضت الأقراص الفقرية أو عظام العمود الفقري لأضرار مباشرة، فيظهر على المصاب التعب دائماً.

أسباب حالة الظهر المسطح

هناك أسباب عديدة للظهر المسطح، من ناحية أخرى يمكن أن يحدث هذا التشوه بسبب الوضعية السيئة، يحدث هذا غالبًا بشكل خاص خلال فترة المراهقة، حيث لا يزال العمود الفقري ينمو خلال هذه الفترة، هنا خلال مرحلة النمو الحرجة هذه، يمكن أن يتطور الانحناء الخلفي المتزايد للعمود الفقري بشكل كبير لمنطقة عمود الصدر أو الحدبة، تسمى هذه الحالة باسم مرض شيرمان ويمكن أن يكون أيضًا سببًا في ظهور الظهر المسطح، في حال تطور حالة الظهر المسطح يصبح ألألم المؤقت عند الشباب دائماً عندها يوجه العمود الفقري نفسه إلى هذا الموقف غير الصحيح في تطوره.

كما تؤدي أمراض العمود الفقري الأخرى مثل الكساح إلى هذه الظاهرة، كما يؤدي أحد أمراض التمثيل الغذائي لفيتامين د الذي يؤدي إلى تليين العظام الى حالة الظهر المسطح، مما يجعل العظام غير قادرة على تحمل الإجهاد اليومي، على سبيل المثال يمكن تشويهها ويصبح شكلها خط مستقيم، على عكس الانحناء الطبيعي على شكل حرف S، وتعتبر بعض الأخطاء الجراحية مثل ربط الغرسات بشكل غير صحيح بالعمود الفقري يمكن أن تشوه الظهر السليم في اتجاه الظهر المسطح.

يمكن أن يكون سبب الظهر المسطح مختلفًا تمامًا، غالبًا ما يكون الإجهاد هو السبب في البداية هذا يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى الظهر المسطح الاحدب، إذا حدث هذا في سن مبكرة فإن عملية النمو الإضافية للعمود الفقري بالكامل تعتمد على خطأ الموقف هذا، ثم لا يمكن أن يتطور الشكل الطبيعي للعمود الفقري على شكل حرف S، بالإضافة إلى أخطاء الإجهاد يمكن أن تؤدي أمراض مثل مرض نقص فيتامين (د) إلى تليين عظام العمود الفقري وبالتالي حدوث حالة الظهر المسطح، بحيث تستسلم أربطة العمود الفقري للضغوط اليومية.

تشخيص حالة الظهر المسطح

الظهر المسطح عبارة عن ألم وشكل في حد ذاته لذلك فإن التشخيص يعتمد على المرض الأساسي، حيث يجب أيضًا مراعاة الأعراض الأخرى التي تحدث، بشكل عام الشخص المصاب ليس لديه وضع مستقيم للعمود الفقري بشكل استثنائي، ويجب التأكد من ذلك من قبل الطبيب بالأشعة السينية، الخطوة التالية هي معرفة أسباب هذه الأعراض، بالإضافة إلى الأسباب التي سبق ذكرها، مثل الكساح أو الأخطاء في العمليات الجراحية التي تم إجراؤها، يمكن أن تكون المحفزات أيضًا على حدوث الظهر المسطح مثل أمراض القرص الفقري أو مرض شويرمان غير النمطي، في حالة الأمراض المرتبطة بالقرص الفقري، يجب على الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي.

يعتمد تشخيص الظهر المسطح على مدى الأعراض الموجودة والمرض، يكون الأشخاص المصابون الذين لا يعانون من أي إعاقات أخرى مثل الألم أو تقييد الحركة لديهم احتمالية جيدة للإصابة بحالة الظهر المسطح، في معظم الحالات تكون الحالة الصحية لهؤلاء المرضى مستقرة وسوف تسبب مشاكل قليلة على مدى العمر، إذا كان الظهر المسطح ناتجًا عن تلف في العضلات فإن وقت التشخيص وشدة الضرر أمران حاسمان لعملية الشفاء، كلما كان الشخص المصاب أصغر سنًا وصغر الخلل زادت احتمالية تحسن الصحة.

من خلال وحدات التدريب والتمارين المستهدفة يمكن التخفيف من الأعراض، التحرر من الأعراض ممكن تمامًا إذا كان المريض يتعاون بشكل جيد، في بعض الحالات تكون الجراحة مطلوبة، هنا يتم التشخيص بشكل فردي واعتمادًا على الضرر الحالي، يكون الهدف هو تقليل الأعراض وبالتالي تحسين الرفاهية، العلاج لا يتحقق دائما، حيث يحتاج العديد من المرضى إلى تمارين الإطالة مدى الحياة وغير ذلك من تدريبات العلاج الطبيعي للحفاظ على الصحة مع منع التدهور، في حالة وجود مرض استقلابي أو أخطاء جراحية، يجب تقييم التشخيص وفقًا للظروف الفردية، هناك خيارات علاج جيدة لكليهما تؤدي إلى التحسن أو الشفاء.

الهدف الأساسي من تشخيص حالة الظهر المسطح هو مراجعة القرائن من التاريخ الطبي عند المصاب (على سبيل المثال الألم عند الرفع) ويظهر هذا في التصوير الشعاعي، عادة ما تكون الأشعة السينية كافية لهذا الغرض، الخطوة التالية هي تشخيص سبب الظهر المسطح، كما ذكرنا سابقًا يمكن أن يكون حالة الاشتباه في وجود انزلاق غضروفي حاد في فقرات العمود الفقري حافزاً في حدوث حالة الظهر المسطح، يقوم الخبراء والمختصون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي وذلك لدقة هذا النوع من التصوير في تشخيص حالة الظهر المسطح.

الرعاية المطلوبة لمرضى الظهر المسطح

في كثير من الحالات يكون الظهر المسطح واضح جدًا بحيث لا يمكن إعادته إلى الشكل الصحيح من الناحية الفسيولوجية، هذا هو السبب في أن الرعاية اللاحقة يجب أن يُنظر إليها على أنها عملية تستمر مدى الحياة، حيث يتم اتخاذ التدابير التي تتصدى بشكل مثالي للظهر المسطح، تكون هنا جهات الاتصال الصحيحة هي طبيب الأسرة وجراح العظام، ولكن دعم أخصائي العلاج الطبيعي مفيد أيضًا، المعالجين الرياضيين المتخصصين ومعلمي رياضات إعادة التأهيل هم أيضًا العنوان الصحيح للظهر المسطح، لأن التدريب المستهدف هو المقياس المهم بشكل خاص فيما يتعلق بالقياس عند الظهر المسطح، الهدف هو جعل الظهر المسطح أقرب ما يمكن إلى الشكل S الطبيعي للعمود الفقري، غالبًا ما يتم تحقيق ذلك بشكل أفضل من خلال تدريب القوة المنتظم.

يجب تقوية عضلات البطن الأساسية وأسفل الظهر وكذلك عضلات الصدر وعضلات الجزء العلوي من الظهر، تدريب التمدد المستهدف مهم أيضًا هنا، يتم شد العضلات القصيرة مثل تلك الموجودة في مؤخرة الفخذين أو الصدر برفق، الأحذية مهمة أيضًا أثناء الرعاية اللاحقة، لأنه إذا لم يكن الشكل S للعمود الفقري واضحًا كما ينبغي بسبب الظهر المسطح، فإن وظيفة العمود الفقري الطبيعي مفقود، توفر الأحذية المبطنة حماية إضافية للأقراص الفقرية، يساعد المشي حافي القدمين على تقوية قوس القدم ويمتص الصدمات جيدًا.