التصوير المصغر واستخدامه في السجلات الطبية

اقرأ في هذا المقال


 مفهوم التصوير المصغر:

التصوير المصغر هو أحد الوسائل الآلية الحديثة لتسجيل وتخزين واسترجاع المعلومات. وهو عبارة عن تصوير ضوئي للوثائق والسجلات على شرائح فلمية بعد تصغيرها إلى 10 أو 15 أو 40 مرة من حجمها الطبيعي. ولا يمكن قراءة الشرائح المصغرة بالعين المجردة؛ لأن الحروف الأبصارية المختزنة صغيرة جداً، وهذه الحروف لا تختلف عن الحروف المكتوبة بها الوثيقة الأصلية؛ لأنها صورة طبق الأصل عنها.

ومن الممكن تكبير الشرائح المصغرة واستنساخ صور منها بحجم الوثيقة الطبيعي بواسطة أجهزة خاصة بذلك. ويتم حصر المعلومات أي محتويات السجل الطبي المدخلة في النظام وأجهزة التصوير المصغر. وأيضاً تتم مراجعة محتويات السجلات الطبية لتحديد المعلومات المراد تصويرها ويقوم بها فريق معين ليحددها ومن ثم استبعاد النماذج التي لا يرغب بتصويرها.

تاريخ التصوير المصغر:

يعود تاريخ التصوير المصغر إلى منتصف القرن الثامن عشر، حيث بدأ على يد المخترع البريطاني جون دانسر (John Dancer) والمصور الفرنسي رينيه داجرون (Rene Daron). وقد تم نقل مئات الرسائل الفلمية المصغرة إلى باريس بواسطة الحمام الزاجل، وذلك أثناء الحصار الذي دام حوالي خمسة شهور للمدينة بعد الحرب الفرنسية البروسية عامي (۱۸۷۰ م – ۱۸۷۱) م، وتطورت صناعة التصوير المصغر خلال العقود الخمسة الأولى من هذا القرن تطوراً كبيراً، واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية مركز الصدارة في هذه الصناعة.

وبدأ استعماله في البنوك والشركات المالية ثم انتقل إلى المكتبات والجامعات. وبعد الحرب العالمية الثانية، بدأت الثورة الحقيقية للمصغرات الفلمية، وأسست الكثير من المصانع والشركات لتصنيع الأجهزة ومعدات التصوير المصغر وتوزيعها. وشملت مجالات الاستعمال كافة أنظمة المعلومات.

فوائد التصوير المصغر:

  • التوفير في المساحة المخصصة لحفظ السجلات الطبية: حيث يمكن توفير ۹۸ ٪ من أماكن وخزائن الحفظ العادية. أي أن الحيز الذي تشغله المصغرات الفلمية يعادل ۲ ٪ من المساحة التي تشغلها السجلات الطبية العادية. وهذه الميزة ذات أهمية خاصة للسجلات الطبية، لأن طبيعة المعلومات التي تشتمل عليها تتطلب الاحتفاظ بها لمدة طويلة، وبالتالي تزايد المساحات التي تشغلها في المستشفى. وتعتبر المساحة المتوافرة للاستخدام في معظم المستشفيات محدودة، وإن وجدت تكون المنافسة عليها بين أقسام وخدمات المستشفى عالية، الأمر الذي يجعل اللجوء إلى المصغرات الفلمية في تخزين واسترجاع المعلومات في السجلات الطبية ضرورة لا بد منها.
  • توفير الحماية والأمان للسجلات الطبية: نتيجة للحيز الصغير الذي تشغله المصغرات الفلمية، فإن من السهل اقتصادياً وعملياً توفير حماية خاصة لهذه المصغرات تحميها من السرقة والحريق. كذلك فإن المصغرات الفلمية لا تتأثر بالماء أو الرطوبة أو الحشرات أو بمرور الزمن مثل الأوراق. ويمكن عمل نسخ بديلة من الأفلام المصغرة لبعض السجلات الطبية ذات الطبيعة الخاصة وحفظها في أماكن مختلفة. فإذا حدث أي تلف للوثيقة الأصلية يمكن الحصول على النسخة البديلة.
  • سهولة وسرعة استرجاع ونقل المعلومات: يمكن الوصول إلى أي سجل طبي مصور خلال مدة قصيرة جداً، وقد وفرت تكنولوجيا المصغرات الفلمية وسائل وأجهزة حديثة لاسترجاع المعلومات المصورة على المصغرات. ويتم ذلك عن طريق أجهزة القراءة والطباعة (Readers / Printers). التي تقوم باسترجاع المعلومات المطبوعة عن المصغرات الفلمية وعرضها علي شاشة خاصة، وطباعتها عند الحاجة على الورق العادي. ويمكن تزويد عيادات الأطباء وأقسام المرضى الداخليين بأجهزة قراءة، كذلك يمكن ربط الصور المصغرة بجهاز الحاسوب مما يمكّن الأطباء والأشخاص المفوضين من استرجاع المعلومات الطبية المصورة خلال ثوان عن طريق النهايات (Terminals) الموجودة في أماكن عملهم.
  • يجبر العاملين على ترتيب وتنظيم وتنميط محتويات السجل الطبي: لأنه يجب ترتیب هذه المحتويات وتعريفها قبل التصوير؛ وذلك لتسهيل إدارة النماذج الطبية وليتعاملوا معها الكادر الطبي بشكل أسهل ولمنع الازدواجية. ومن ناحية الإدامة فإنه يجب مراعاة ذلك في تصميم وتنميط محتويات السجل الطبي والعمل على تقليل نفقاتها قدر الإمكان. وتماثل محتويات السجل الطبي من حيث الشكل والطريقة التي تترتب بها.
  • سهولة تنظيم وحفظ وإدارة المصغرات الفلمية بسبب صغر حجمها.
  • المرونة؛ أي امكانية ربط نظام التصوير المصغر مع أنظمة المعلومات المستخدمة في المستشفيات بسهولة.
  • التصوير المصغر معترف به قانونياً. فالمحاكم في معظم دول العالم تقبل المصغرات الفلمية كبديل للوثائق والسجلات الأصلية.
  • انخفاض التكلفة؛ وذلك بسبب التوفير في المساحات وسهولة استرجاع المعلومات وتوصيلها وسهولة الإضافة على المعلومات وانخفاض عدد الموظفين.

شارك المقالة: