ما هو شلل الأطفال؟

اقرأ في هذا المقال


يوجد العديد من الأمراض التي كانت أوبئة فتّاكة في المجتمعات على مر العصور، وشلل الأطفال أحد هذه الأمراض التي كانت منتشرة وأدت إلى موت العديد من الأطفال، حيث أنه قد سبب فيروس شلل الأطفال آلاف حالات الشلل حتى وصول اللقاح غير النشط في عام 1955 أو لقاح سالك، ووصول اللقاح الفموي الموهن في 1963 أو ما يسمى بلقاح سابين، لتصل الحالات في الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي إلى أقل من المئات وفي السبعينيات إلى أقل من العشرات.

تعريف شلل الأطفال

هو مرض فيروسي معدي، يصيب الأعصاب مما قد يؤدي إلى الشلل، حيث تعاني العضلات فيه من ضعف مسببة الشلل الرخو، وعادة ما يؤثر على الساقين، وأحيانًا تتأثر عضلات أخرى مثل الحجاب الحاجز مؤدية إلى صعوبة في التنفس، عضلات الذراع والعنق والرأس وغيره، وقد يؤدي إلى الوفاة، ولكن الأغلب 70‎%‎ لا تظهر عليه أي أعراض.

المسبب لمرض شلل الأطفال

فيروس شلل الأطفال بوليو، وهو فيروس شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي سواء للطفل أو البالغ، ينتقل عن طريق الفم أو ملامسة البراز للشخص المصاب، حيث يكون لدى الشخصالقدرة لنقل الفيروس في حال إصابته لمدة تصل إلى الأسبوعين بعد ظهور الأعراض عليه، ويستعمر في الجهاز الهضمي ويخرج مع البراز وهذا أحد طرق انتشاره كما أن الدول التي بها أنظمة الصرف الصحي والنظافة ركيكة، حيث يمكن أن يتواجد في المياه والأطعمة، والأشخاص الذين لا يعانون من أي أعراض لا يزال بإمكانهم نقل الفايروس والتسبب بالمرض.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس 

  • الأشخاص الذين يسافرون إلى بلدان لا يزال الفايروس لم ينقرض منها.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة سواء المكتسبة أو الأولية.
  • التعامل مع الحالات المصابة أو بعض الباحثين في مجال علم الأحياء المجهري وعلم الأوبئة.

أعراض شلل الأطفال

  • أعراض الانفلونزا الموسمية، والتي تستمر غالبًا لعشرة أيام، مثل ارتفاع درجة الحرارة، تعب، صداع، تصلّب بالرقبة، آلام في العضلات.
  • أعراض اضطراب الجهاز الهضمي، مثل الغثيان، القيء، آلام البطن، الإمساك أو نادرًا الإسهال.
  • وقد تظهر أعراض خطيرة وهي ضعف بالعضلات، غالبًا في القدمين يتطور في غضون ساعات لأيام ليصبح شلل رخو، في أشكال متعددة مثل، التهاب سنجابية النخاع الشللي، التهاب سنجابية النخاع النخاعي، التهاب سنجابية النخاع البصلي النخاعي، التهاب سنجابية النخاع البصلي.
  • قتل المرض العديد قبل اختراع اللقاح بسبب قدرته على شل العضلات وأهمها العضلات التنفسية مؤديًا للفشل التنفسي الحاد ومن ثمّ الوفاة.

علاج شلل الأطفال 

لا يوجد علاج شافي من الفيروس، وتكون أغلب العلاجات المستخدمة داعمةً فقط مثل:

  • الراحة.
  • المسكنات.
  • الدعم التنفسي مثل التهوية الميكانيكية.

أغلب الأشخاص يتم شفاؤهم تلقائيًا من هذا الشلل في غضون أسابيع حيث يستعيدون كامل صحتهم، ولكن في قلة من الناس يصبح الشلل دائمًا مؤديًا إلى إعاقة دائمة وقد يتصاعد الشلل من الأطراف السفلية لعضلات الوجه والأطراف العلوية وقد يصيب العضلات التنفسية مؤديا للوفاة.

مضاعفات شلل الأطفال

بعض الأشخاص يصيبهم الشلل الدائم والبعض الآخر يعاني من مشكلات تحتاج لعلاجات داعمة لمدة من الزمن ومن ثم يتعافون ومن أشيع المضاعفات هي:

  • ضعف العضلات.
  • مشكلات في البلع والتكلم.
  • في حال كان الشخص مصابا بشلل الأطفال في صغره فإن هنالك احتمال بعودة الأعراض له أو ازدياد المضاعفات حتى بدون تعرضه للفايروس مرة أخرى وبعد سنين طويلة قد تصل من 15 سنة وإلى 30 سنة وهذا ما يسمى بمتلازمة ما بعد الشلل.

تشخيص شلل الأطفال 

  • يتم التشخيص المبدئي من خلال أخذ التاريخ المرضي والفحص السريري، ويجب مراجعة تاريخ التطعيم للمصاب والتأكد إذا ما قد سافر إلى أحد المناطق الذي لا يزال الفيروس نشطًا فيها.
  • يتم أيضا أخذ عينات البراز، الدم، البول، والسائل الشوكي، ويعتبر فحص البراز هو الفحص الأدق وذلك لأن الفيروس يستعمر، ويتكاثر في الجهاز الهضمي فور دخوله الجسد.
  • يتم عمل صورة الرنين المغناطيسي لتصوير الحبل الشوكي لتحديد الأعصاب المصابة.

الوقاية من شلل الأطفال 

في حال فيروس شلل الأطفال فإن الوقاية هي الحل الأمثل، وذلك لأنه لا يوجد علاج شافي من الفيروس ففور الإصابة لا يوجد شيء يتحكم في إن كانت ستحدث مضاعفات أم لا، وحتى في حال تم الشفاء كليًا فخطر متلازمة ما بعد الشلل لا يزال موجود، ومن أهم طرق الوقاية :

  • التطعيم حيث إن أخذ جميع الجرعات يحمي الأطفال بنسبة 99‎%‎.
  • عند السفر إلى الدول النامية يجب أخذ جرعة مدعمة من اللقاح.

نستنتج أن اللقاح ساعد في انتهاء هذا المرض، فمنذ عام 1979 لم يتم التبليغ عن أي حالة شلل أطفال في الولايات المتحدة الأميركية ويعود ذلك للمطاعيم، فلا بد من الالتزام بالمطاعيم وعدم الاستخفاف بها، لأنها ساعدت في اختفاء العديد من الأمراض التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وأحيانًا الموت.


شارك المقالة: