علاج التهاب الجلد التأتبي

اقرأ في هذا المقال


ما هو علاج التهاب الجلد التأتبي؟

هنالك عدة طرق وأدوية لعلاج التهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis) من خلاج مراجعة الطبيب وأخذ العلاج المناسب، حيث يمكن السيطرة على معظم الأعراض في غضون ثلاثة أسابيع.

في حين أن كريمات ومراهم الكورتيكوستيرويد الموضعية هي العلاج الأكثر استخداماً. نظرًا لأن العديد منها قوي جداً، فسيكون من الضروري إجراء زيارات متكررة للطبيب للتأكد من نجاح العلاج، كما هنالك مراهم موضعية غير ستيرويدية تحتوي على جزيئات تثبط مادة تسمى الكالسينورين وهي مهمة في الالتهاب. حيث تعتبر أنها فعّالة بشكل خاص عند استخدامها على وجوه الأطفال لأنها تبدو أقل عرضة للإصابة بالضمور. حيث يشار إلى هذه الأدوية الجديدة باسم (مُعدِّلات المناعة).

كما يمكن استخدام دواء الكريسبورولي وهو علاج موضعي معتمد مؤخراً للأطفال والبالغين المصابين بالتهاب الجلد التأتبي الخفيف إلى المتوسط والذي يبدو أنه يعمل عن طريق تثبيط جزء مختلف من سلسلة الالتهاب في الجلد. كما تم مؤخراً الموافقة على استخدام دواء الدوبيلوماب لعلاج التهاب الجلد التأتبي المتوسط ​​إلى الشديد عند البالغين. حيث أنه إنه جسم مضاد يتم إعطاؤه عن طريق الحقن مرتين شهرياً ويظهر واعداً في السيطرة على التهاب الجلد التأتبي الشديد.

كما تم تطوير فئة جديدة من الكريمات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي تدعي إصلاح وتحسين وظيفة الحاجز الواقي للبشرة لدى كل من الأطفال والبالغين. وهي تشمل أدوية الأتوبيكلير والميمكس والكيرافي، كما يمكن استخدام هذه الكريمات مع الستيرويدات الموضعية والمطريات الأخرى للمساعدة في إصلاح الجفاف الكلي وخشونة وتكسر الجلد.

في حين أنه قد تساعد العلاجات الإضافية المتاحة في تقليل أعراض معينة للمرض، كما يمكن أن تكون المضادات الحيوية عن طريق الفم لعلاج عدوى الجلد بالمكورات العنقودية مفيدة في مواجهة تقيح الجلد، ويمكن لبعض مضادات الهيستامين التي تسبب النعاس أن تقلل من حك الجلد أثناء الليل وتسمح بنوم أكثر راحة عند تناولها في وقت النوم. حيث يمكن أن يكون هذا التأثير مفيداً بشكل خاص للمرضى الذين يؤدي خدشهم ليلاً إلى تفاقم المرض. في حين أنه في حالة وجود عدوى فيروسية أو فطرية، فقد يصف الطبيب أيضاً أدوية لعلاج تلك العدوى.

بينما يُعد العلاج بالضوء الذي يستخدم موجات الضوء فوق البنفسجي A أو B أو كليهما. حيث يمكن أن يكون هذا العلاج علاجاً فعّالاً لالتهاب الجلد الخفيف إلى المتوسط ​​لدى الأطفال الأكبر سناً والبالغين. كما يمكن أيضاً استخدام العلاج الكيميائي الضوئي، وهو مزيج من العلاج بالأشعة فوق البنفسجية وعقار يسمّى السورالين، في الحالات المقاومة للعلاج بالضوء وحده. حيث تشمل الآثار الجانبية المحتملة طويلة المدى لهذا العلاج شيخوخة الجلد المبكرة وسرطان الجلد. في حين إذا كان الطبيب يعتقد أن العلاج بالضوء قد يكون مفيداً في علاج أعراض التهاب الجلد التأتبي، فسيستخدم الحد الأدنى من التعرّض اللازم ويراقب الجلد بعناية.

حيث أنه عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعّالة، فقد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات الجهازية، أو الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو تُحقن في العضلات بدلاً من وضعها مباشرة على الجلد. مثال على الكورتيكوستيرويد الموصوف بشكل شائع هو بريدنيزون. وعادةً ما تُستخدم هذه الأدوية فقط في الحالات المقاومة ولا تُعطى إلا لفترات زمنية قصيرة. كما يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للكورتيكوستيرويدات الجهازية تلف الجلد وترقق العظام أو ضعفها وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم والعدوى وإعتام عدسة العين. كما قد يكون من الخطر التوقف فجأة عن تناول الكورتيكوستيرويدات، لذلك من المهم جداً أن يعمل الطبيب والمريض معاً لتغيير جرعة الكورتيكوستيرويد.

أما في البالغين، فتُستخدم الأدوية المثبطة للمناعة، مثل السيكلوسبورين، أيضاً لعلاج الحالات الشديدة من التهاب الجلد التأتبي التي لا تستجيب لأي شكل آخر من أشكال العلاج. حيث تعمل الأدوية المثبطة للمناعة على كبح فرط نشاط الجهاز المناعي عن طريق منع إنتاج بعض الخلايا المناعية وكبح عمل البعض الآخر.

كما يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للسيكلوسبورين ارتفاع ضغط الدم والغثيان والقيء ومشاكل الكلى والصداع والوخز أو التنميل واحتمال زيادة خطر الإصابة بالسرطان والالتهابات. حيث هناك أيضاً خطر الانتكاس بعد إيقاف الدواء. بسبب آثارها الجانبية السامة، كما يتم استخدام الكورتيكوستيرويدات الجهازية والأدوية المثبطة للمناعة فقط في الحالات الشديدة ثم لفترة قصيرة قدر الإمكان. حيث يجب إحالة المرضى الذين يحتاجون إلى الكورتيكوستيرويدات الجهازية أو الأدوية المثبطة للمناعة إلى طبيب الأمراض الجلدية أو أخصائي الحساسية المتخصص في رعاية التهاب الجلد التأتبي للمساعدة في تحديد العوامل المحفزة والعلاجات البديلة.

لكن في حالات نادرة للغاية، عندما لا تنجح أي علاجات أخرى، قد يضطر المريض إلى دخول المستشفى. حيث تسمح الإقامة في المستشفى لمدة خمسة إلى سبعة أيام بعلاج مكثف للعناية بالبشرة وتقلّل من تعرض المريض للمهيجات والمواد المسببة للحساسية وضغوط الحياة اليومية. حيث في ظل هذه الظروف، عادة ما تتضح الأعراض بسرعة إذا لعبت العوامل البيئية دوراً أو إذا كان المريض غير قادر على تنفيذ برنامج مناسب للعناية بالبشرة في المنزل.

التهاب الجلد التأتبي ونوعية الحياة:

على الرغم من الأعراض التي يسببها التهاب الجلد التأتبي، لكنه من الممكن للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب الحفاظ على نوعية حياة عالية. حيث أن مفاتيح تحسين نوعية الحياة هي التعليم والوعي وتنمية الشراكة بين المريض والأسرة والطبيب. كما أن التواصل الجيد ضروري لجميع المعنيين. حيث من المهم أن يقدم الطبيب معلومات مفهومة عن المرض وأعراضه للمريض وعائلته وأن يوضح أيّ تدابير علاجية موصى بها لضمان تنفيذها بشكل صحيح.

في حين أنه عندما يعاني الطفل من التهاب الجلد التأتبي، فقد تتأثر حالة الأسرة بأكملها. حيث من المهم أن تحصل العائلات على دعم إضافي لمساعدتها على التعامل مع التوتر والإحباط المرتبطين بالمرض. كما قد يكون الطفل صعب الإرضاء وغالباً ما يكون غير قادر على منع حك الجلد وفركه. حيث يُعدّ تشتيت انتباه الطفل وتقديم أكبر عدد من الأنشطة التي تجعل اليدين مشغولين أمر أساسي ولكنه يتطلب جهداً وعملاً من جانب الوالدين أو مقدمي الرعاية. لكن هناك مشكلة أخرى قد تواجهها الأسرة وهي الإجهاد الاجتماعي والعاطفي المرتبط بالتشوّه الناجم عن التهاب الجلد التأتبي. فقد يواجه الطفل صعوبة في المدرسة أو في العلاقات الاجتماعية الأخرى وقد يحتاج إلى دعم إضافي وتشجيع من أفراد الأسرة.

على الرغم من أن أعراض التهاب الجلد التأتبي يمكن أن تكون صعبة للغاية وغير مريحة، إلا أنه يمكن السيطرة على المرض بنجاح. حيث يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتبي وعائلاتهم أن يعيشوا حياة صحية وطبيعية.

العلاجات المنزلية لالتهاب الجلد التأتبي:

في حين يُعدّ العلاج شراكة بين الطبيب والمريض وأفراد الأسرة. حيث سيقترح الطبيب خطة علاجية بناءاً على عمر المريض وأعراضه وصحته العامة. كما يلعب المريض وأفراد الأسرة دوراً كبيراً في نجاح خطة العلاج من خلال اتباع تعليمات الطبيب بعناية. ويتم وصف بعض المكونات الأساسية لبرامج العلاج أدناه. حيث يمكن إدارة معظم المرضى بنجاح من خلال العناية المناسبة بالجلد وتغيير نمط الحياة.

حيث تُعتبر العناية بالبشرة هي النظام البسيط والأساسي والمفتاح للعلاج، ومن المهم جداً البقاء بصابون واحد موصى به ومرطب واحد. في حين أنه قد يؤدي استخدام أنواع متعددة من الصابون والمستحضرات والعطور ومزيج من المنتجات إلى مزيد من المشكلات وحساسية الجلد.

كما أن شفاء الجلد والحفاظ عليه في حالة صحية لهما أهمية قصوى في منع حدوث المزيد من الضرر وتحسين نوعية حياة المريض. حيث يعدّ تطوير واتباع روتين يومي للعناية بالبشرة أمراً بالغ الأهمية لمنع نوبات الأعراض المتكررة. في حين أنه العامل الرئيسي هو الاستحمام المناسب وتطبيق المطريات على الجلد الرطب دون تجفيف المنشفة. كما يجب على الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتبي تجنب الاستحمام بالماء الساخن.

حيث أن القيام بحمام فاتر مع غطاء من الكلور المبيض (كلوروكس) يساعد على تطهير الجلد. كما قد يوصي الطبيب بالاستخدام المحدود لقطعة صابون خفيفة أو منظف غير صابون لأن الصابون يمكن أن يجف الجلد. لكن غالباً ما تكون حمامات الشوفان مفيدة. ويمكن معالجة المناطق الحمراء المتهيجة بكريم هيدروكورتيزون 1٪ (مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم)، حيث يمكن الحصول عليه من معظم الصيدليات ولا يتطلب وصفة طبية.

لكن بمجرد الانتهاء من الاستحمام، يجب وضع مطرياً على الفور دون التجفيف بالمنشفة. حيث يعيد هذا الترطيب للبشرة ويمنع تبخر الماء، ويزيد من معدل الشفاء، ويؤسس حاجزاً ضد المزيد من الجفاف والتهيج. في حين لا يُنصح بالمرطبات عموماً لأنها تحتوي على نسبة عالية من الماء أو الكحول وتتبخر بسرعة. كما تعمل الكريمات والمراهم بشكل أفضل في التئام الجلد. حيث يمكن أن تكون مستحضرات القطران مفيدة جداً في شفاء المناطق الجافة جداً ويجب الانتباه إلى أنه مهما كان المستحضر المختار، يجب أن يكون خالياً من العطور والمواد الكيميائية قدر الإمكان.

في حين أنه هنالك مفتاح آخر لحماية الجلد واستعادته وهو اتخاذ خطوات لتجنب الالتهابات الجلدية المتكررة. كما على الرغم من أنه قد لا يكون من الممكن تجنّب العدوى تماماً، إلا أنه يمكن تقليل آثار العدوى إذا تم تحديدها وعلاجها مبكراً. كما يجب أن يتعلم المرضى وعائلاتهم التعرف على علامات الالتهابات الجلدية، بما في ذلك البثور الصغيرة (نتوءات مملوءة بالصديد) على الذراعين والساقين، أو ظهور مناطق متقشرة، أو بثور صفراء قشرية. حيث أنه في حالة ظهور أعراض التهاب الجلد، يجب استشارة الطبيب لبدء العلاج في أسرع وقت ممكن.

حيث أنه هنالك عدة طرق لعلاج التهاب الجلد التأتبي عند الرضع والأطفال، ومن أهم هذه الطرق:

  • إعطاء الطفل حمامات فاترة.
  • وضع المطريات مباشرة بعد الاستحمام.
  • المحافظة على أظافر الطفل قصيرة.
  • اختيار الأقمشة القطنية الناعمة عند اختيار الملابس.
  • استخدام مضادات الهيستامين لتقليل الحك في الليل.
  • تعلم كيفية التعرف على الالتهابات الجلدية والبحث عن العلاج على الفور.
  • محاولة تشتيت انتباه الطفل بأنشطة تمنعه من الحك.

شارك المقالة: