مفهوم الحزام الناري
الحزام النّاري أو ما يُسمّى بالهربس العصبي، وبالإنجليزيّة ( shingles):وهو عبارة عن التهاب فيروسي حادّ في العصب وسطح الجلد المُحيط الذي يغديه هذا العصب، فهو يظهر على هيئة حُويصلات في مسارٍ مُعيّنٍ ويتميّز بوُجود ألم شديد ومن هنا جاءت تسميته بالحزام النّاري. حيث أنّه يأخذ جُزءاً مُحدّداً من الجلد تبعاً للعصب المُصاب به وكأنّه حزام يُفصّل هذا الجُزء من الجسم وهو يُسبّب ألم شديد مع احمرار في لون الجلد مع طفح جلدي، تستمر الأعراض من 2 – 4 أسابيع.
الفيروس المُسبّب لهذا المرض هو فيروس الحماق النّطاقي وهو نفس الفيروس المُسبّب لمرض جدري الماء. عند الإصابة به للمرّة الأولى يظلّ الفيروس كامناً في العُقد العصبيّة مدّة تصل 10 سنوات، ويُمكن لهذا الفيروس التّنشيط والوصول للأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبي ومن أسباب تنشيط الفيروس هو ضُعف في جهاز المناعة، والتعرُّض لانفعال شديد، ويكون أكثر انتشاراً للأشخاص فوق سنّ الخمسين. وتُشير الدّراسات إلى أنّ الإصابة به مُرتفعة نسبيّاً بحيث يُصاب 2 من كلّ 3 أشخاص.
أعراض الحزام الناري
الحزام الناري، المعروف أيضًا باسم حمى الحزام أو الحزام الجانبي، هو عدوى فيروسية تسببها فيروس الحلزون الناري (Herpes Zoster). ينتج هذا المرض عن إعادة نشاط فيروس الحلزون الناري، الذي يكون نائمًا في الجسم بعد إصابة سابقة بالحلقوم (Varicella)، الذي يسبب الحصبة المائية. دعونا نتعرف على بعض الأعراض الرئيسية للحزام الناري:
- ألم حادّ وحكّة شديدة مكان الإصابة في الجلد.
- بعد 1 و 5 أيّام بعد بدء الألم يظهر طفح جلدي، يُشبه هذا الطّفح جدري الماء ولكنّ يكون فقط على شريط الجلد الذّي يُغذّيه هذا العصب المُتأثّر. وقد يشمل الطّفح الوجه والعينين والفم والأذُنين في بعض الحالات.
- بُقع حمراء اللون تتطوّر إلى بُثور مملوءة بالسّوائل.
- اندماج البُثور وتُشكّل شريط أحمر صلب يُشبه الحرق الشّديد.
- التهابات في الأنسجة الرّخوة تحت الطّفح الجلدي وحوله.
- التهاب في الجذع والشُّعور بتشنُّجات من الألم.
- يُمكن للحزام النّاري أن يُؤثّر على العين وعندها يُسمّى بالهربس العصبي، بحيث يغزو الفيروس عصب العين ويُسبّب التهابات مُؤلمة فيها، وقد يُفقد البصر بصورة مُؤقتّة أو دائمة.
- جفاف البُثور في غُضون 7 – 10 أيّام وفي هذه المرحلة لا يُعدّ الطّفح مُعدياً.
- قد يحدُث نُدوب بسيطة في مكان البُثور.
مضاعفات الحزام الناري
من النّادر أن يُصاب بمُضاعفات هذا المرض، وقد تكون هذه المُضاعفات مُزعجة ومُؤثّرة على حياة المريض ومن أهمّها:
- الالتهابات الجلديّة: إذا لم يتم علاج بُثور الحزام النّاري بشكلٍ صحيح، فقد تحدُث التهابات الجلد البكتيريّة.
- فُقدان البصر: يُمكن أن يتسبّب بالتهابات العين المُؤلمة بفُقدان البصر الدّائم.
- الألم العصبي: قد يبقى الألم مُستمراً بعد فترة طويلة من ظُهور البُثور وزوالها، وهذا يحدُث عندما تقوم الألياف العصبيّة التّالفة بإرسال رسائل مُختلطة ومُبالغ فيها من الألم من الجلد إلى الدّماغ.
- مشاكل عصبيّة مُختلفة: فاعتماداً على الأعصاب الّتي تأثّرت يُمكن للحزام النّاري أن يُسبّب شلل في الوجه أو مشاكل في السّمع أو مشاكل في التّوازن.
- التهابات في الجسم : مثل الالتهاب الرّئوي أو التهاب الدّماغ وقد يُسبّب الوفاة.
عوامل خطر الحزام الناري
يُمكن لأيّ شخص أُصيب من قبل بالجدري المائي أن يُصاب بالهربس النّطاقي. يُصاب مُعظم البالغين في الولايات المُتّحدة بالجدري المائي عند الصُّغر، وذلك قبل ظُهور تطعيم الأطفال الرّوتينيّ والّذي يحمي من الإصابة بالجدري المائي. تتضمّن العوامل الّتي قد تزيد من خطر الإصابة بالهربس النّطاقي ما يلي:
- تجاوز سنّ الخمسين عاماً : حيث تكثُر الإصابة بالهربس النّطاقي عند الأشخاص فوق سنّ الخمسين عاماً.
- الإصابة بأمراض مُعيّنة : يُمكن للأمراض الّتي تعمل على ضُعف جهاز المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشري ( HIV) مُتلازمة نقص المناعة البشريّة ( الإيدز) والسّرطانات يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- تناول أدوية مُحدّدة: يُمكن للأدوية المُصمّمة لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة بزيادة خُطورة الإصابة بالهربس النّطاقي، كما هو الحال عند الاستخدام طويل الأمد للإسترويدات، مثل بريدتيزون.
- الخُضوع لعلاجات السّرطان: يُمكن للعلاج الكيميائي أو الإشعاع تقليل مُقاومة الجسم للأمراض وتحفيز ظُهور المرض.
علاج الحزام الناري
لا يُوجد علاج حالي للقضاء على الفيروس، وغالباً ما يتم العلاج من تلقاء نفسه دون موعد مُحدّد. ولكنّ يُوجد بعض العلاجات الّتي قد تُساعد في سُرعة الشّفاء وتقليل الأعراض وهي:
- المُحافظة على النظافة الشخصية فيجب على المريض تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة
- مُسكّنات الألم الّتي تُساعد في تخفيف أعراض الألم مثل الباراسيتمول والأيبروفين وأدوية مُضادّات الهيستامين لتخفيف الحكّة، ويُمكن استخدام المُخدّرات الموضعيّة لتخفيف الألم.
- مُضادّات الفيروسات يكون على شكل أقراص تُؤخذ على 4 – 5 مرّات يوميّاً لمُدّة 10 أيّام ، ويُعطى عبر الوريد أيضاً. بحيث تُساعد في تقليل الألم ومُدّة المرض، والمُضاعفات الّتي قد تحدُث.